"لا أراني" بالإسبانية بمناسبة المشاركة الرابعة لـ أحمد الشهاوي في مهرجان كوستاريكا العالمي للشِّعر

الفجر الفني

بوابة الفجر


صدر في العاصمة الكوستاريكية سان خوسيه الترجمة الإسبانية للكتاب الشِّعري " لا أراني " للشَّاعر أحمد الشَّهاوي، ومن ترجمة الدكتورة عبير عبد الحافظ، بمناسبة مُشاركته في الدورة الثامنة عشر لمهرجان كُوستاريكا العالمي للشعر الذي يُعقد في الفترة من 20 إلى 29 من أكتوبر 2019 ميلادية.

"لا أراني" صدر باللغة العربية في يناير 2018 عن الدار المصرية اللبنانية، ووصل إلى القائمة الطويلة لجائزة زايد للكتاب من بين 382 كتابا ، وذلك في دورتها الثالثة عشرة.

ويأتي  ديوان "لا أراني" بعد أربعة  أعوام  من صدور ديوان " سماء باسمي "  لأحمد الشهاوي الذي صدر في يناير 2013 ميلادية.

ومن قصائد الكتاب: ارسم دائرةً ونمْ فيها، أقلي قَلبي في مقلاةٍ  صَدِئة، الطَّاغِية مَسجونٌ في ظلِّه، أمشي وحيدًا إلى الظِّلِ، أنَا المغسولُ بالذَّهبِ، أنَا خطأُ النُّحَاة، مم يتكوَّنُ جسدُ الشَّاعر فيك؟، امنحْ النارَ فرصةً أُخرى، عَمياءٌ لا أسْناَن لَهَا، مثلَ مرثيةٍ منسيةٍ عَلى الحَائِط، خمسُ أصابع زَائِدة فِي الكِتَابَةِ، مقبرة شجرة الجميز العجوز " من حكايات جدتي عطرشان "، لا مكان له في اللغات، كنتُ واحِدًا وكثيرًا، دمٌ في قَصِب النَّاي، بَابِي، كنتُ لا أرى، صَمتُه دِينٌ، عيناكِ غَائمتَان منْ نثرِ الزَّمَان، كالعادة أفشلُ في الرثاء، أقاتلُ جيشًا من النملِ، ليسَ فِي البيتِ سِوى لَا، نمْ كميتٍ غاضب، امرأةٌ في خَاتمٍ من زُمُرُد، كُتبتْ عَلى قَلبِي،....

وتقول الدكتورة عبير عبد الحافظ أستاذ اللغة والأدب الإسباني : " يطرح ديوان " لا أراني " للشاعر أحمد الشهاوي مقاربة حثيثة لتبصُّر ماهية الذات من جهة وجدليتها مع النفس   في محور الوجود من جهة أخرى. يتردَّد الهدف الشعري للشهاوي ما بين المُصالحة الكونية والتصالح الذاتي، ويتخذ من القصيدة والجُملة الشعرية ذريعة دؤوبة لتمثل تجاربه اليومية مع ذاته التي لا يكف عن سبر أغوارها بتدريبٍ يوميٍّ مُجد لا تنضب حميته.

يستلهم الشهاوي في حساسيته المعهودة فرط المجاز المركب المتضافر في المشهد واللفظ والإيقاع الصوتي ؛ ليسترسل في رحلته اليومية الصوفية أحيانًا والروتينية في أحايين أخرى. تتسم قصائد الديوان بهذا الصراع الضمني مع الذات والنفس اللتين تبتهلان الوجود، وتتوتر ملامح هذا الصراع الساكن في كبح الذات في دائرة تختلج فيها اليقظة بالنوم، حتى أنه لا يتورع أن " يقلي قلبه في مقلاة صدئة " في أحايين أخرى، كمشهد من مشاهد تأنيب النفس ما بين السَّادية والحنو عليها في تواتر مدهش ".  

وتقول الدكتورة عبير عبد الحافظ: " تتأصَّل في مقارباته الشعرية محاولته المضنية في التستُّر على الذات ومكاشفة النفس، مفسحة في بعض الأحيان مساحات ضيقة للعالم الخارجي، فتطل صورة " الطاغية الأسير في ظله "، غير أنَّ الأنا تبتهل الظهور مجددًا كونها المقصد الضال وأداة الكشف في الوقت عينه.

تتخلل جدلية النفس والذات موضوعات موازية مثل الرثاء والذاكرة الحبيسة، فينحت من ألية الكتابة سلمًا للنفاذ إلى السماء وارتقاء عوالم أخرى. ويصرُّ على مدار المغامرة الشعرية أنه واحدٌ مفرد، وأنَّه كثير في إطار الجدلية التي لا تبرح مخيلته الشعرية ونفسه اللاهثة وراء الأبواب والمنازل المرتجفة في نومها، المنحوتة في وجدانه، ربما منذ أزمنة سحيقة ". 

وسبق لأحمد الشهاوي أن صدر له في سان خوسيه عاصمة كوستاريكا مختارات باللغة الإسبانية من الكتاب الشِّعري " سماءٌ باسمي " في 86 صفحة من القطع المتوسط. وكان قد أشرف على إصداره الشَّاعر نوربيرتو ساليناس مدير مهرجان كوستاريكا العالمي للشِّعر، تضمَّن سبعين قصيدة ترجمتها من العربية إلى الإسبانية الدكتورة عبير عبد الحافظ  أستاذ الأدب الإسباني بجامعة القاهرة والمدير الأسبق لمركز الدراسات الإيبروأمريكية بالجامعة نفسها.

وسبق للشَّاعر أن صدر له ديوانان في كوستاريكا " مياه في الأصابع " سنة 2008 ميلادية بترجمة المستعربة الإسبانية الدكتورة ميلاجروس نوين الأستاذ بجامعة كومبلتنسي بمدريد، و" لا أحد يفكِّرُ في اسمي " عام 2011 ميلادي  بترجمة الراحل الدكتور محمد أبو العطا أستاذ ورئيس قسم الأدب الإسباني بكلية الألسن جامعة عين شمس.، حيث شارك في هذا المهرجان في عاميْ 2008 و2011 ميلادي.