د. حماد عبدالله يكتب: منظومة النقل فى مصر والمسئولية السياسية !!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


لا يختلف أحد على أن منظومة النقل فى مصر بكل فروعها ومكوناتها فى أشد الإحتياج ( لثورة ) فى الإدارة وفى التقنية وأيضاً فى تعديل سلوك البشر سواء القائمين على هذه الفروع من المنظومة أو المتعاملين معها لايمكن أبداً أن نقر بأن النقل العام والبرى فى مصر ، نحن راضون عنه !! لقد سائت أحوال النقل العام داخل المدن سواء من سيارات الأوتوبيس أو الميكروباصات الطائشة ، ولعلنا نذكر فى عهود قريبة جداً تلك المؤسسات الكبرى التى كانت تدير النقل العام مثل شركات مقار ، أبو رجيله ، وقبلها "سنتركروفت" ، وأيضاً تلك الوسائل الناقلة فى نهر النيل (الأوتوبوس النهرى ) وبعد التأميم عام 1961 وصلت الحالة إلى مانحن عليه اليوم رغم بذل الأموال من الموازنة العامة للدولة ، على هذه المرافق إلا أننا نحرث فى المياه ، حيث لا نظام وحيث لا تطبيق لأبسط القواعد المتبعة فى مثل هذه المرافق فى أى مكان على وجه الأرض ، كما أن مرفق السكك الحديدية وما أصابه من وهن وعطب وصل إلى ما نشاهده يومياً وحتى بعد مجىء الدكتور"عرفات"  ووضع خطة طموحة للإرتقاء بهذا المرفق وتكلفة الدولة حوالى ثمانى مليارات من الجنيهات إلا أن المشكلة ظلت قائمة ، ولعل المناقشات التى تدور فى لجان النقل بمجلس النواب أو المواجهات الإعلامية التى تثور بعد كل حادث طرق أو سكك حديدية، إلا أن المنظومة فى أشد الإحتياج لدارسة متعمقة وبحث وقرار مقترن بجدول زمنى للخروج من هذا النفق المظلم فى مرفق نحن ثانى دولة فى العالم تشرف بإنشائه على أراضيها! 
كما لا يجب أن ننسى فى غمار هذه الأزمة اللوجستية فى مصر وهذه المسئولية السياسية التى يتحملها وزير أو الحكومة بأكملها أننا أمام مشكلة أكبر ، وضحاياها أكثر وهى مشكلة الطرق فى مصر ، فالطرق السريعة والدائرية وما يسمى بالمحور ، كلها إن لم تكن أغلبها ، قد صممت ونفذت بطريقة غير مطابقة للمواصفات العالمية حتى بعد قيامنا بإنشاء أكثر من سبعة ألاف كيلومتر طرق رائعة خلال الأعوام الثلاث الماضية إلا أن هناك  أسباب أهمها الإعتماد على قانون مهنى معروف بالقانون 89 لسنة 1998 الذى يؤهل السعر الأقل فى المناقصات دون مراعاة لأبسط القواعد الهندسية وهى الجودة والسعر المعقول والعدل الذى يجب أن ترسى به العمليات الهندسية الإ أن القانون يقف عثرة في وجه متخذ القرار حيث السعر الأقل هو السائد وهو الذي يضع المسئول أمام قدره ، وأيضا يضع أصول شعب مصر في خبر كان !! 
كما أن وسائل النقل البحري والنهري والتي لا يعلم عنها أحد شئ الإ بوقوع حادث مثل حادث العبارة الدمار 98 وضياع أكثر من 1000 شهيد في ليلة سوداء من الليالي التي عاشتها مصر منذ عشر سنوات مضت !!
إن منظومة النقل في مصر ليست إختراع وليست معضلة إذا أردنا أن نضع لهذه المهزلة ، نهاية الموقف يحتاج لقرار بأن تتشكل مجموعة عمل وتضع       تصوراً في كل المرافق وتعمل علي صياغة الحياة من جديد لهذا العبث بأرواح المصريين !!
   Hammad [email protected]