أحمد شوبير يكتب: وأد الفتنة

الفجر الرياضي



حالة من الشد والجذب شهدها الشارع الرياضى خلال الفترة الماضية بشكل يدعو إلى الخوف والرعب إلى ما هو قادم، خاصة فى ظل حالة التناحر والخلاف الشديد بين جمهور أكبر ناديين فى مصر والوطن العربى وإفريقيا تلك الحالة التى لم نشهدها من قبل فى أحلك وأصعب الظروف، ومخطئ من يتصور أن تلك الحالة قد جاءت من محض الصدفة ولكنها إرث ثقيل من التعصب يغزيه بعض الموتورين والمتعصبين من أجل العودة بالرياضة إلى نقطة الصفر من جديد بعدما نجحت الرياضة المصرية فى العودة إلى مكانتها الطبيعية والتى كان آخرها الحصول على شرف تنظيم بطولة الأمم الإفريقية، والتى لابد أن يتوفر لها كل الأجواء المناسبة لنجاح هذا الحدث العظيم والعودة لمنصات التتويج مرة أخرى، وأصبح واضحاً للجميع أن هناك بعض المغرضين الذين لا يتمنون ذلك ويسعون بكل قوتهم من أجل إجهاض كل إنجاز جديد تشهده الدولة المصرية، وهم نفس الأشخاص الذين يعززون نار التعصب فى الفترة الحالية، وهنا فأنا لا أعفى بعض الإداريين واللاعبين مما وصلنا إليه، بعدما أصبحت المشاحنات والردود المتبادلة هى السائدة بينهم وهناك بعض المتعصبين الذين أصبحوا ينتظرون تلك التصريحات من أجل زيادة نار التعصب حتى بات الشغب خارج الملعب أصعب بكثير جداً من داخله، تلك الحالة التى لم نشهدها من قبل على مدى أكثر من مائة عام هى تاريخ تأسيس الأهلى والزمالك اللذين رغم المنافسة الشديدة بينهما لم يكن يربطهما سوى الود والاحترام المتبادل سواء على المستوى الإدارى أو الجماهيرى وهو ما شهدته مواقف كثيرة كان كل طرف فيها هو الداعم للآخر.

أعود وأكرر إنه قد حانت ساعة الحسم ومعاقبة كل مثيرى الفتنة والتعصب بين أبناء الوطن الواحد ووأد تلك الفتنة فى مهدها قبل أن تطول الجميع ونصل إلى ما لا يحمد عقباه ومحاسبة الجميع سواء كإدارى أو لاعب أو مشجع أو بعض الإعلاميين الذين لهم النصيب الوافر من زيادة حالة الاحتقان بين كل الجمهورين ومعاقبة الطرف المخطئ من أجل توفير جو صحى يساعد على إنجاح بطولة كأس الأمم الإفريقية والتى تطلب تكاتفا من جميع عناصر اللعبة وأن يعى كل طرف حجم المسئولية الملقاة على عاتقه فى سبيل إنجاح هذا الحدث المهم والذى سيكون للجماهير المصرية الدور الأبرز فى إنجاحه كما حدث فى السابق وهو ما لن يحدث فى ظل حالة الاحتقان الموجودة حالياً بين كلا الطرفين والتى ستحتاج بلا شك إلى ردع قوى للجميع من أجل إخماد تلك الفتنة قبل أن تنال نيرانها الجميع وستتجرع تلك الأطراف المتناحرة مرارة ما وصلوا إليه، أدعو الدولة ممثلة فى الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة المسئول عن الرياضة مع مسئولى إدارات تلك الأندية وبعض العقلاء فى وضع حلول فورية وجذرية من أجل وأد الفتنة التى باتت كالنار التى ينفخ فى كيرها بعض الحاقدين والمرضى من أجل زيادتها، ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.