"الفجر" تكشف تفاصيل اعتداء طالب على دكتور جامعة بـ"مشرط".. وأسرته: محترم وحافظ كتاب الله

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"اعتبروه ابنكم.. متضيعوش مستقبله".. كلمات يتفوه بها من بين شهقات بكائه يتمنى ولو يجلجل صوته كل الأرجاء، إلى أن يرتمى نجله في أحضانه من جديد، فأبناء محمد عبد المعز هما عيناه التي يرى بها بعدما فقد بصره، ولكن شاء القدر أن يقع نجله "محمود" في أزمة تجعل قلبه يعتصر دمًا عليه فوق تألمه لمرضه النفسي.

ضغوط وقعت على كاهل "محمود"، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم قسم الحيوان بجامعة أسيوط، بدأت عندما كان حلمه بأن يلتحق بكلية الطب وانت عندما سر التنسيق ذلك الحلم البعيد ليلتحق بكلية العلوم بمجموعة بنسبة 97% في الثانوية العامة، ويليها العديد من الضغوط والتي يترأسها نظرة الطالب الذي دبت فيه الرجولة لحالة أسرته، فوالده كفيف ولا يتخطى دخله سوى بضع النقود من أجرة قراءة القرآن في المآتم، ولديه 3 أشقاء آخرين بينهم طالب في جامعة سوهاج ونجلته بجامعة أسيوط.

يروى عبد السميع مختار، نجل خال، الطالب "محمود" أن أسرته في حالة لا يرثى لها بعدما وقعت حادثة اعتداء الطالب على الدكتور رضا عبد الرحمن، أستاذ علم الأجنة بقسم الحيوان بالجامعة، بواسطة "مشرط" ليتسبب في جرحه بطعنتين في وجهه دخل على أثرهم المستشفى لبضع أيام.

ويقول "عبد السميع" أن الطالب "محمود" يعاني والده مع علاجه منذ عام 2016، مما جعله زائر دائم للأطباء النفسيين، مضيفًا أن نجله خاله احتجز في القسم بعد الحادثة وجدد له 15 يومًا بعد احتجاز خمسة أيام في البداية.

يحكى "عبد السميع" أن نجل خاله لم يشعر بما فعل "قالنا أنا مش عارف ايه حصل.. مش ممكن أكون عملت كده"، يقولها ويتمنى أن يعفو الدكتور الجامعي عن ما فعله الطالب وأن يعتبره مثل ابنه.

"مستحيل محمود يعمل كده"، يردد "عبد السميع" كلمات جيران الطالب "محمود"، مؤكدًا أن الجميع لم يصدق ما فعله، فهو حافظ لكتاب الله ويشهد له الجميع بالاحترام، ولكنه مريض.

يوجه "عبد السميع" رسالة مؤثرة إلى الدكتور رضا عبد الرحمن المعتدى عليه "بالله بالله بالله متظلمش ابننا.. الضربة اللى جات فيك جات في قلبنا احنا.. ونحن نقدر الموقف ومستعدين أن نأتى إليك ونحب على راسك كلنا ".    

ينهي "عبد السميع" كلماته ويتمنى ولو أن يتفاجيء بإبن خاله بين أحضانه، فقلبه ينخلع على حال والد الطالب الذي لم يجف بكائه منذ أن غاب عنهم.