إيمان كمال يكتب: المرأة تعاني القسوة والحرمان الجنسى فى أفلام مهرجان القاهرة

مقالات الرأي



حازت القصص الإنسانية والمساحات الداخلية للمشاعر على تواجد قوى بداخل العديد من أفلام مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين والتى جاءت تحت شعار للعالمية وعرض خلالها العديد من الأفلام المميزة.. وفى الوقت الذى اهتمت به بعض الأفلام بالقضايا السياسية والحروب ومشاكل الشباب إلا أن هناك بعض الأفلام اهتمت بأزمات المرأة فى منتصف العمر أو باللغة الدارجة سن اليأس فى أفلام تحمل تجارب مختلفة وصادمة.


1- "عمرة والعرس الثاني".. حضور قوى للمرأة السعودية

وفى إطار كوميدى ساخر وبشخصية عمرة التى تقدمها الفنانة شيماء الطيب فى أول تجربة تمثيل لها لتقدم نموذجا للمرأة السعودية التقليدية المغلوبة على امرها فى فيلم عمرة والعرس الثاني فهى تركز على المطبخ من خلال اعداد أطباق عامرة من الأرز والدجاج وتعتبر المطبخ هو مملكتها مثل أى امرأة متزوجة فى نفس الوقت فعمرة تخبز الكعك المحشو بالتمر وتبيعه فى سوق المجمع السكنى بسعر منخفض لترضى الزبائن.

ومن جانب آخر فالزوج يسعى للزواج من امرأة شابة جميلة سكنت مع أسرتها وذلك من أجل إنجاب ذكر وهو ما تؤكده الحماة القاسية لعمرة والتى تعاملها بشكل متسلط طوال الوقت.

ومع الوقت تبدأ عمرة فى مقاومة الوضع الذى يفرض عليها فزوجها لم يكشف لها عن نيته بالزواج فتبدأ فى التخطيط للوقوف أمام الزيجة الجديدة لها.

ويتطرق الفيلم أيضا لنماذج مختلفة مثل ساكنات الحى الذى تعيش به عمرة وزوجها واللاتى يستسلمن للقهر ويرفضن مقاومة عمرة أما الجيل الجديد المتمثل فى بناتها فالكبرى تكره مؤسسة الزواج وتتمرد عليها والابنة الوسطى تقع أثيرة الإدمان أما الصغرى فتنشغل بالفن والموسيقى والبيانو فالعائلة تبدو مفككة لأبعد درجة أما الأم فتحاول المقاومة وهى الروح التى تبث الأمل بالرغم من الإحباط الموجود طوال الأحداث لينجح العمل فى تمرير رسالة ساخرة عن الأزمات والمشاكل التى تعانى منها المرأة السعودية.


2- "حب غير متوقع".. هل الحرية كفيلة لتحقيق السعادة؟

الدخول فى حياة غير اعتيادية وتغيير نمط الحياة اليومية أمر مخيف للبعض خاصة لزوجة تجاوزت الأربعين من عمرها هى آنا والتى تعيش مع زوجها ماركوس وابنها الوحيد الذى سافر للدراسة حياة طويلة لكنها قررت بشكل مفاجئ وباتفاق أن تتمرد على تلك الحياة وتدخل عالما من المغامرة، وذلك فى أحداث الفيلم الأرجنتينى حب غير متوقع للمخرج جوان فيرا، فخلال الفيلم لا نجد ما ينم عن مشاكل أو خلافات قد تصب لصالح الانفصال فالأمر هنا غير تقليدى ولكن هل تنجح فى العثور على السعادة؟

تبدأ البطلة فى الدخول فى علاقات عاطفية عابرة حتى أنها تدخل فى علاقة جدية وتنتقل للعيش مع حبيب جديد بينما يضطر الزوج بدوره لأن يرتبط هو الآخر بنساء أخريات على الرغم من أن الأمر لم يكن فى دائرة اهتمامه ليكتشف الطرفان أنهما لا يستطيعان سوى العيش سويا فالتفاصيل الحميمية اليومية تطارد كل منهما.

سحر الفيلم وذكاؤه هو انتصاره لحرية التجربة وحرية الاختيار فنادرا ما نجد عملا فنيا يبتعد عن التيمة التقليدية للأزمات والمشاعر وهو يطرح تساؤلا هل الحرية وحدها كفيلة لأن تحقق السعادة؟.


3- "وقفة".. تمرد مع وقف التنفيذ

القسوة والجفاء والبخل الشديد فى المشاعر والاحتياج النفسى للدفء ومحاولات للتمرد لكن فى العقل الباطن فقط هو ما تعيشه بطلة الفيلم اليونانى وقفة للمخرجة تونيا ميسيالى والتى نجحت فى أان تنقل تجربة لامرأة فى منتصف العمر لكن

بشكل مختلف، فهنا بطلة فيلم ايبيلدا هربت من قسوة والدها بالزواج من رجل أشد قسوة حتى أنه لم يحضن يوما ابنته كما جاء على لسان البطلة والتى تعيش حياة مقحفة خالية من أى البهجة فيما عدا محاولات قليلة جدا من صديقتها التى مات زوجها وقررت أن تعيش حياتها بشكل أكثر مرحا وتساندها دائما أمام بخل زوجها والذى لا يهتم بمشاعرها ولا حتى جسدها المتعطش للقبلات والعلاقات الجنسية.

السنوات الطويلة حولت ايبيلدا لمريضة نفسية لم تتمكن من التخلص من حياتها البائسة حتى محاولة الهرب الوحيدة فشلت فى أن تكملها، ففشلت محاولات التحرر بينما جاء الخلاص بوفاته وعلى الرغم من النهاية الا أن العمل قدم نموذجا واقعيًا لكثير من النساء فى هذه المرحلة العمرية لا يمتلكن شجاعة الهرب أو البدء من جديد ولا يملكن رفاهية الاختيار.