خيانة انتخابية فى الوفد تحسم المقاعد لأبوشقة

العدد الأسبوعي

حزب الوفد
حزب الوفد


مر حزب الوفد، بيوم مرير اختلط فيه الحماس بالحزن ومشاعر الفرح بالصراعات والخيانات، وذلك خلال انتخابات اختيار أعضاء الهيئة العليا للحزب، الجمعة الماضى، لاختيار 50 عضواً، حيث استطاع كل من هانى سرى الدين، ومحمد عبدالعليم داود، وياسر الهضيبى وفؤاد بدراوى وطارق التهامى وطارق سباق وهانى أباظة، الفوز بالمنافسة التى كانت تتم بين 116 مرشحاً.

كلمة السر فى الانتخابات التى أسفرت عن حصول عدد كبير على مقاعد أعلى هيئة تنظيمية فى الحزب، هى تربيطات رئيسه بهاء الدين أبوشقة، الذى يرغب فى تغيير اللوائح الحزبية، فى الفترة القادمة والحصول على أغلبية تمكنه من تمرير أى قرار، ولعرقلة أى محاولة لعودة الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب السابق، إلى التأثير على الحزب، باختصار يريد أبو شقة الذى أصدر بيانات وتصريحات للتأكيد على أنه محايد وعلى مسافة واحدة من جميع المتنافسين فى الانتخابات، هيئة عليا غير مشاغبة.


1- الصفعة الثانية للبدوى من أبوشقة

لم يكن نجاح البعض ورسوب آخرين فى انتخابات الهيئة العليا، مصادفة أو حظا، ولكنه تم بترتيبات دقيقة وحسابات هدفها الإجهاز على من تبقى بالحزب من الموالين للبدوى، حيث أوهم أبوشقة بعض أنصار البدوى بأنه داعم لهم، وبالفعل نجحت هذه الطريقة، فى دغدغة مشاعرهم، وفى تقوية آخرين منافسين لهم.

كان البدوى أعلن دعمه لكل من ياسر قورة وشريف حمودة وسرى الدين وآخرين، فجاء رد أبوشقة سريعاً ومباغتاً وقبل التصويت بساعات بتوزيع قائمة بها أرقام الأشخاص المطلوب دعمهم محذوف منها الأسماء التى دعمها البدوى بالإضافة لحذف اسم عصام شيحة لعدم رغبة أبو شقة فى دخوله الهيئة العليا حتى لا يتحول مع عبدالعليم داود لقوة تستطيع معارضة قراراته القادمة، وبالفعل فشل جميع المحسوبين على البدوى، خصوصاً أن أبوشقة قام بحل الهيئة للتخلص منهم فى الأساس ولتفكيك جميع المناصب الحزبية ومنها نواب رئيس الحزب والذى كان بينهم موالين لرئيس الحزب السابق.


2- اشتباكات قبل وأثناء الانتخابات

لم تكن الاشتباكات التى دارت فى الحزب يوم الانتخابات هى الوحيدة التى شهدتها أروقة بيت الأمة، وتسببت فى كسر زجاج أحد أبواب الحزب نتيجة مشادة بسبب محاولة أحد مندوبى المرشحين حضور الفرز، والاشتباك بالأيدى والمشادات الكلامية بين أحد المرشحين واللجنة المشرفة بسبب انتقال صناديق الاقتراع من الحزب إلى مقر الجريدة، ما أثار ريبة المرشحين، والحقيقة أن الواقعتين لم تكونا السبب الوحيد الذى فجر مشاعر القلق بين المرشحين لأن تأخر إعلان النتيجة لمدة يومين ثم غلق الحزب لمدة 4 ساعات قبل إعلان الفائزين هو السبب الأهم لأن الواقعة الأخيرة هى الأولى من نوعها فى عالم انتخابات الأحزاب فى مصر والتى شهدت أحداثاً أخرى قبل بدايتها.

قبل الانتخابات بيوم واحد نشبت مشادة بين راضى شامخ، نائب أمين شباب الحزب وعلاء غراب، أحد المرشحين، والذى ضرب الأول بـ«طفاية» لقوله إنه يرفض دعمه أو انتخابه، فاعترض الأخير خوفاً من توجيه الأول لأصوات الشباب بعيداً عنه، وبالفعل خسر غراب الانتخابات، ما يعنى أن الصراع الحقيقى بينهما بدأ.


3- تكتل الراسبين

لم يهدأ بال الذين لم يستطيعوا الفوز بعضوية الهيئة العليا للوفد خاصة بعد اكتشافهم وجود خطة مدبرة لإقصائهم، حيث تقول مصادر مطلعة، إن هؤلاء فى طور تكوين تكتل مناهض لأبو شقة داخل الحزب للاعتراض على جميع قراراته انتقاماً من رئيس الحزب حيث لن يسمحوا له بقضاء فترة رئاسة هادئة.