رامي المتولي يكتب: أفلام مرشحة للمشاهدة فى مهرجان القاهرة السينمائي

مقالات الرأي



برنامج متنوع وإنسانى يمتد على مدار 10 أيام ابتداء من 20 وحتى 29 من الشهر الجارى تضم هذه الفترة جدولا مزدحما بأفلام الدورة الـ 40 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الثرية بنماذج متفردة من البشر قادمين من مختلف دول العالم يمثلون معًا ثقافات متعددة تُعرض للجمهور المصرى وضيوف المهرجان بشكل مكثف، الأمر الذى يمثل احتكاكا مباشرا بخبرات متعددة، العديد من أفلام هذه الدورة تركز على البشر وثراء ما تقدمه هذه الشخصيات من أفكار وتفاعلات إنسانية وتبتعد لحد كبير عن موجة استغلال الأحداث السياسية وقضايا لاجئى الربيع العربى التى مازالت تسيطر لحد كبير على العديد من صناع السينما فى العالم، لكن هذه الدورة تضم أفلامًا يسيطر عليها البشر بمختلف أشكالهم وصدام طبائعهم وترجمة بصرية عذبة لما يدور فى أنفسهم. 


1- المسابقة الدولية:  Amin

عن مهاجر سنغالى إلى فرنسا بغرض العمل وتحسين طريقة معيشته وأسرته فى بلده الأم، يتتبع الفيلم هذا الرجل الذى يتحول من خلال الأحداث لرمز يعبر عن وسط وجنوب قارة إفريقيا يقابل فى طريقه من يعبرون عن ساكنى شمال نفس القارة، يعتمد مخرجه فيليب فوكون على الحوار كعنصر أساسى فى توضيح فكرته التى يرصد من خلالها علاقة عامل بناء من العالم الثالث الذى يعيش بشكل لا إنسانى فى فرنسا وعلاقته بسيدة أوروبية من الطبقة المتوسطة وتأثير هذه العلاقة على أسرتها وأسرته التى تتحول بدورها فى السنغال من الطبقة الدنيا للطبقة المتوسطة بدورها. 

Manta Ray

صداقة من نوع فريد تتحول إلى عداء، الفيلم يلقى بظلال على الكثير من التفاصيل الاجتماعية فى منطقة جنوب شرق آسيا، الفيلم يعتمد فى بنائه على عنصرى التمثيل والصورة فى تفسير العلاقة الغريبة والفريدة التى بدأت برجل كان على وشك الموت يعتنى به رجل آخر وتنشأ بينهما علاقة تتحول لصراع نفسى خاصة بعد دخول سيدة بينهما ليتحولوا إلى مثلث حب ملىء قوامه الصراع، ترى السيدة فى الرجل الذى كان على وشك الموت صورة حبيبها الغائب ويجد الأول الامان والاستقرار فى العلاقة الجديدة ويبحث الغائب عن الانتقام.

The Tower

اعتماد كلى على التحريك فى التعبير بشكل بصرى متفوق على مشاعر وأحلام وإصرار أسرة فلسطينية من خلال عيون طفلة فى مخيم للاجئين، انطلاقا من نشاطات هذه الطفلة ونقاشها الدائم مع أفراد أسرتها ومن حولها نتعرف على تاريخ هذه الأسرة منذ وجود الجد الأكبر وزراعته لشجرة زيتون وصولا لحلم العودة والإرث المرموز له بالمفتاح الذى ينتقل من جيل لجيل، على الرغم من كون الفيلم ينتمى لفئة التحريك إلا أن صناعه أضافوا لغتهم السينمائية وعلى ما يستتبعه هذا الاختيار من جهد وصعوبة أكبر إلا أن اختيار الكادرات والتركيز على عناصر بعينها لتحمل مدلولات وإسقاطات بصرية وصوتية تساهم فى رسم الصورة الكاملة لمعاناة هذه الأسرة بصريا وكيف يتعامل أفراد هذه الأسرة مع المعاناة وبشكل بصرى مبهر.


2- رسمى خارج المسابقة: The River

عنصر الصورة متفوق بشكل ملحوظ فى الفيلم المدعوم بحوار يفتح المجال لإسقاطات دينية واجتماعية وفلسفية، الابن الأكبر فى الفيلم هو من يحمل المسئولية فى غياب الأب وهو أيضا من يشرف على تنفيذ توجيهات والده فى إدارة المنزل والمزرعة، المخرج يلجأ إلى المقارنة بعد تأسيس عالم أبطاله الصحراوى الجاف حيث مثل دخول القريب القادم من المدينة بملابس زاهية وألعاب إلكترونية ويبدأ بدقة فى رصد تبعات دخول هذا القريب وتأثير مدنيته على الحياة البسيطة.


3- أسبوع النقاد: Woman at war

دعوة للثورة على كل ما يؤثر سلبا على البيئة من خلال التركيز على شخصية سيدة خمسينية تقود حربا سرية بالشك الذى يصورها كبطل خارق يقف فى وجه المصانع التى تلوث وتدمر الحياة الطبيعية، افتتاحية الفيلم تعد مدخلا جيدا جدا لرسم أبعاد الشخصية ومعرفة تفاصيلها وتمنح المشاهد فرصة لمعرفة مدى قوتها وصلابتها وأيضا تبنى قضيتها التى تبدو من وجهة نظرها عادلة.


4- البانوراما الدولية: The Place

يعود باولو جينوفيز بفيلم يضم بعضا من أبطال فيلمه السابق Perfect Strangers، يحمل نفس الحالة تقريبا من اختياره لمكان واحد يضم أبطاله ومكون من عدة قصص لشخصيات تتقاطع مع بعضها البعض والجامع بينهم هو شخص واحد يلتقى عنده الجميع، يعتمد بشكل رئيسى على الحوار الذى يقود لإسقاطات ورموز تختلف بمستويات التلقى.