منال لاشين تكتب: رحيل قنديل

مقالات الرأي



على الرغم أنه لم يعمل فى الصحافة الورقية إلا أنه كان أشهر رئيس تحرير، فقد كان برنامج الأستاذ حمدى قنديل رئيس تحرير أهم البرامج التى تعاملت مع الصحافة فى عهد مبارك وحتى الآن، كان قنديل يقدم برنامجه فى التليفزيون المصرى الحكومى بكل حرية وموضوعية، كنت شابة جديدة على الصحافة وأكتب فى جريدة معارضة، ولذلك لم أكن أحلم أن يختار لى قنديل بعض كلماتى فى عمود «لا يا شيخ»، ويقرأها فى البرنامج، فكانت أول جائزة لى فى الصحافة، وكان قنديل يختار الموضوعات والقضايا الساخنة والسياسية، ويعرض وجهات نظر متناقضة تماما، وذلك لأن إيمانه الأول كان إيمانًا مهنيًا، والمهنة تفتح الأبواب أمام كل الآراء والأخبار من كل التوجهات، ومع إيمانه بالمهنة كان إيمانه بالحرية يدفعه أن يجاهد لزيادة رقعة الحرية على شاشة الحكومة، ولاشك أن هذه الرغبة المشروعة جدا والمحمومة جدًا قد كلفته عمله الإعلامى وليس برنامجه فقط.

ولذلك ابتعد عن الشاشات التى تؤمن باللون الواحد والقول الواحد والرأى الواحد، لم تعد قواعد اللعبة تناسبة مهنيته وأخلاقه.

وبعده حاول أكثر من صحفى وإعلامى أن يقلدوه ولكن كلهم فشلوا، لأنهم لم يتمسكوا بجناحى العمل، المهنية والحرية، وظلوا مجرد أشباه قلم رصاص أو رئيس تحرير.

رحم الله حمدى قنديل وغفر له ما تقدم وما تأخر من ذنبه، فالرجل قد اعترف بخطئه فى مساندة مرسى واعتذر عنه، رحل القنديل.