صراعات "أوبر وكريم" فى طريقها لساحات المحاكم

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


"أسطى" تشكو الأولى لـ"حماية المنافسة"


شهدت السوق المصرية على مدار الأربع سنوات الماضية، منافسة قوية بين شركات تطبيقات النقل الذكى مثل أوبر وكريم، وعلى ما يبدو أن تلك المنافسة فى طريقها إلى ساحات المحاكم.

ومن المنتظر أن تشهد الإدارية العليا فى ديسمبر المقبل دعوى وقف نشاط الشركتين، وذلك بعد أن أصدرت الحكومة قانون النقل الذكى الذى يستهدف تشجيع الاستثمارات فى هذا القطاع مع تحصيل حق الدولة فى الضرائب.

فى السياق ذاته بدأت الشركات العاملة فى المجال التقدم بشكاوى ضد الأخرى لدى جهاز حماية المنافسة، حيث تقدمت كريم وأسطى بشكوى ضد أوبر، بدعوى قيامها بممارسات لإقصاء المنافسين.

ويعمل بالسوق عدة شركات أخرى، مثل بروفيشنال تاكسى، وإيجى تاكسى، وتاكسى لندن، ومصر كاب، وتاكسى بلس، لكن الإقبال عليها محدود، وتعانى من قوة شركتى أوبر وكريم، التى أدت لخروج 5 شركات أخرى من السوق خلال العام الماضى، هى: بى كيو، والمينى باص، وتاكسى البطل، وتاكسى فاى، وهاتاكسى.

وبدأت شركة بى كيو عملها فى مصر فى إبريل 2017، على يد قيادات سابقة بشركة كريم بالشراكة مع مستثمر سعودى، أما شركة المينى باص فبدأت العمل فى إبريل 2016، من خلال التعاقد مع شركات سياحة لإتاحة سيارات مكيفة لنقل الأفراد، على أن يتم تحصيل قيمة الاشتراك من العميل مرة واحدة شهرياً.

لكنها اضطرت فى النهاية إلى وقف نشاطها بسبب ضعف الإقبال، وعدم الوعى بكيفية التعامل مع النقل الجماعى عبر الهاتف، كونها جديدة على الراكب المصرى.

وأطلقت شركة تاكسى البطل خدماتها فى يناير 2017 بمحافظتى القاهرة والجيزة، لكن نقص الاستثمارات والتمويلات وضعف إقبال السائقين على الاشتراك فى التطبيق، مع ارتفاع أسعار الوقود أدى إلى إيقاف النشاط.

وأوقفت شركة تاكسى فاى خدماتها التى بدأت فى مارس 2017، لمراجعة السوق، وتطوير وتحديث التطبيق، وهى شركة بدأت عملها فى أوروبا عام 2013، وتعمل فى 18 دولة.

وجمدت شركة هاتاكسى نشاطها الذى بدأ فى يونيو 2016، بسبب حاجتها لتمويلات لاستكمال الخطط التوسعية.

من جانبها جددت شركة أوبر خلال الأسابيع الماضية، مفاوضاتها مع شركة كريم للاستحواذ على حصة حاكمة فيها من أجل التوسع بمنطقة الشرق الأوسط، والتغلب على المنافسة القوية بينهما، وذلك بعد مفاوضات لم تنجح خلال يوليو الماضى.

وعلق جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية على تلك المفاوضات، بأن المادة الخامسة من القانون تنص على سريان أحكامه على الأفعال التى تمنع حرية المنافسة أو تقيدها أو تضرها، مشيرا إلى أنه وجه إخطارا رسميا للشركتين بضرورة إخطاره قبل إبرام أى تعاقدات.

وقال بيان للجهاز إن نظيره فى سنغافورة قرر منع اندماج كان مزمعا بين شركة أوبر وجراب، بسبب التخوف من تأثيره على المنافسة الحرة، وصعوبة دخول منافسين جدد، واحتمال ارتفاع أسعار الخدمة وتدنى جودتها.

من ناحيته قال المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، إن السعى للاستحواذ على نسبة من الأسهم فى المنافس اتجاه عالمى لشركة أوبر، وسبق لها الاستحواذ على 17.7% من أسهم شركة دى دى، المنافس المحلى لها فى الصين، وذلك عام 2016.

وأضاف أن أوبر استحوذت أيضاً على 37% من المنافس المحلى فى روسيا «ياندكس» بداية العام الحالى، وفى الحالتين قامت بتعطيل تطبيقها الإلكترونى، ونقل تبعية السائقين والموظفين للشركات المحلية، مكتفية بالتمثيل بمجالس إدارات تلك الشركات.

وأوضح أن تجربة الصين أكدت صعوبة حصول العميل على رحلة خلال ساعات الذروة فى 4 مدن صينية، مع ارتفاع التكلفة وعزوف السائقين على المشاركة، فى ظل تراجع المنافع المقدمة إليهم.