مي سمير تكتب: المرض النفسي والعقلي لمشاهير الفن والسياسة

مقالات الرأي



من "كيم كاردشيان" لـ"أردوغان"

أردوغان مريض بجنون العظمة.. والثروة والشهرة تصيب معظم المطربات بالاكتئاب

نوبات يأس تصيب "محرر العبيد".. و«لوثر كينج» حاول الانتحار ورفض الخضوع للعلاج


يرى المواطنون العاديون فى أى بلد بالعالم القادة السياسيين ومشاهير الفن، باعتبارهم أبطالا أو على الأقل شخصيات من القوة بحيث استطاعت مواجهة الصعاب والانتصار على المعوقات، للوصول إلى المكانة والثروة، ولكن الحقيقة مختلفة تماماً، حيث عانى هؤلاء من أمراض عقلية ونفسية صعبة ومعقدة وربما من الجنون.


لا نتكلم عن شخصيات تاريخية مثل الممثلة الأمريكية مارلين مونرو، أو زعيم ألمانيا أودلف هتلر، ولكن عن شخصيات كثيرة مثل نجمة الغناء الأمريكية سيلينا جوميز، التى انهارت خلال زيارة للمستشفى فى مركز «سيدراس- سينا الطبى» فى لوس أنجلوس، الأسبوع الماضى.

أثناء خضوع سيلينا للعلاج من انخفاض عدد كرات الدم البيضاء، أصيبت بالانهيار ورفضت الخضوع للفحص، وبعد هذه الحادثة، طلبت العلاج فى مستشفى للصحة العقلية، للتخلص من الاكتئاب والانهيار العصبى، ربما لتأثرها بزواج صديقها السابق جاستين بيبر، من عارضة الأزياء هيلى بالدوين، والمعاناة المستمرة مع مرض «الذئبة الحمراء»، ومضاعفات عملية زرع الكلى، التى أجرتها سيلينا عام 2017.

وهناك كثير من مشاهير الفن والسياسة عانوا من المرض العقلى، فحسب دراسة أجراها جوناثان دافيدسون وزملاؤه، بالمركز الطبى التابع لجامعة ديوك، الذين راجعوا السيرة الذاتية لأول 37 رئيساً أمريكياً بالفترة من 1776 لـ1974، كان نصف هؤلاء الرؤساء مصابين بمرض عقلى، و27٪ منهم استوفوا تلك المعايير أثناء الحكم، وكانوا متأثرين بذلك خلال أدائهم لعملهم.

1- "محرر العبيد" كان أسيراً للاكتئاب

واحد من أشهر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية هو أبراهام لينكولن، ووفقاً لكتاب تضمن رسائل كتبها أصدقاؤه، كان لينكولن «الشخص الأكثر اكتئاباً الذى رأوه على الإطلاق»، وتشير الأبحاث إلى أن الاكتئاب كان مرضا وراثياً فى أسرة لينكولن، كما أن موت أخته وصديق مقرب له- أصابه بنوبات من الاكتئاب، كانت فى بعض الأحيان حادة إلى درجة أن أصدقاءه كانوا قلقين من أنه قد يقدم على الانتحار.

أما مارتن لوثر كينج، زعيم الحقوق المدنية، فعانى أيضاً من نوبات اكتئابية حادة خلال مرحلة المراهقة، وحاول الانتحار مرتين قبل بلوغه سن 13 سنة، بعد وفاة جدته، وبعد تحوله لناشط بارز فى مجال حقوق الإنسان، كان العاملون المقربون منه يطالبونه دوماً بالخضوع للعلاج النفسى، ولكنه كان يرفض. أما ديانا، أميرة ويلز، التى كانت تحظى بشهرة عالمية، وإعجاب عابر للقارات، فعانت من الاكتئاب الشديد والشره المرضى، حيث تعرضت بعد الزواج من الأمير تشارلز، ولى العهد البريطانى، للشعور باليأس والوحدة، بسبب الضغط الشديد والتدقيق الذى تعرضت له باعتبارها واحدة من العائلة المالكة فى بريطانيا.

رغم أن ديانا لم تتحدث عن مشاعرها، إلا أنها قالت فى لقاء عام 1995 مع هيئة الإذاعة البريطانية «لم أعانى من الاكتئاب فى حياتى.. ولكن عندما قمت بتحليل الأمر، استطعت أن أرى أن التغييرات التى قمت بها فى العام الماضى قد ألحقت بى ضرراً، وكان جسدى يقول: نريد راحة»، بدلاً من تلقى المساندة، كانت معاناة ديانا من مشكلات عقلية مصدراً للسخرية والتسلية فى الصحافة البريطانية، وأصابها بمزيد من الاكتئاب.

أما ونستون تشرشل، رئيس وزراء المملكة المتحدة، من عام 1940 إلى عام 1945، ومن عام 1951 إلى عام 1955، والذى قاد بلاده للانتصار على ألمانيا النازية فكان مصاباً باضطراب ثنائى القطب، وميل نحو الكآبة كان يسميها «كلبى الأسود».

ولكن تشرشل تحدث بصراحة شديدة عن اكتئابه ودخوله فترة حادة بشكل خاص فى السنوات التى سبقت الحرب العالمية الأولى: «لمدة سنتين أو ثلاث، تلاشى الضوء من الصورة، لقد قمت بعملى وجلست فى مجلس العموم ولكن الاكتئاب الأسود استقر فوقى»، ولكن تشرشل وجد راحة كبيرة فى الرسم والكتابة كانت تبعد الاكتئاب عنه.


2- قصة ترامب وأردوغان مع الجنون

ولا يمكن التطرق للحديث عن المرض النفسى للقادة ورجال السياسة دون الحديث عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث أكد 27 من علماء النفس فى كتاب صدر بأكتوبر 2017، بعنوان «الحالة الخطرة لدونالد ترامب» أنه يشكل خطراً كبيراً على العالم وعلى أمريكا وشعبها لأنه مريض باضطراب الشخصية النرجسية، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع أو الاعتلال الاجتماعى، وجنون العظمة، والهوس الخفيف، وربما الخرف.

ولا يبدو أن ترامب وحده هو الذى يعانى من جنون العظمة بين رؤساء العالم اليوم، وفى ملف خاص حول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تحت عنوان «الديكتاتور» أشارت المجلة الفرنسية الشهيرة لوبوان، إلى أن أردوغان يعانى بالتأكيد من جنون العظمة.


3- مشاهير اعترفوا بمشكلاتهم النفسية

كثير من المشاهير فى عالم الفن والموضة تحدثوا صراحة عن إصابتهم بالمرض النفسى، مثل عارضة الأزياء الشهيرة كيندال جينير، الأخت الصغرى لكيم كاردشيان، وصاحبة أعلى أجر فى عالم عروض الأزياء حيث يقترب دخلها السنوى من الـ20 مليون دولار.

قالت كيندال، بصراحة إنها أصيبت بنوبات فزع بشكل يومى نتيجة لمعاناتها من القلق المزمن، كما اعترفت المطربة الشهيرة أديل بإصابتها باكتئاب ما بعد الولادة.

وفى عام 2011، قالت المغنية الأشهر فى العالم بيونسيه، لجريدة «ذا صن» البريطانية، إنها عانت من اضطراب عقلى لفترة ولم تكن تميز الأيام أو الوقت، كما كشفت المغنية الشهيرة ديمى لوفاتو، فى حوار مع مجلة بيبول، عن معاناتها من مرض اضطراب ثنائى القطب منذ صغرها.

كما تحدثت ماريا كارى، نجمة البوب، عن معاناتها مع نفس المرض، كما تعاملت الممثلة البريطانية وكاتبة السيناريو إيما طومسون، مع الاكتئاب، الذى أجبرها على البقاء فى سريرها لفترات طويلة وذلك بقولها: «حياتى المهنية أنقذتنى من الانهيار الكامل».