د. حماد عبدالله يكتب: هيمنة المال والسلطة الإدارية على (الندرة)!!

مقالات الرأي

 د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


هذه من أهم سوءات وعورات وصفات المحروسة ! وفى واقع  الأمر لم  أرى هذه العورة ، وهذه الصفة ، الغير أخلاقية إلا فى بلادنا .. للأسف الشديد !! فقيمة العلم أو قيمة الفكر  لإمكان لهم فى بلادنا .. فالعالم أو المهندس أو المفكر !! يأتى دورهم فى نهاية الصفوف ، ولو سمح لهم أساساَ بالمشاركة فيمن يصطف أساساَ ، حتى ولوكان الأصطفاف بغرض أخذ العزاء فى وفاة " الندرة " بالمجتمع المصرى !! 

وحتى لا أكون " غامضاَ " ، أو " متفلسفاَ " ، وعادة يقال عن الفلسفة " وكأنها شتيمة "  هذه " فلسفة "، أو يقال عن أى مريض " أصلة عنده شوية فكر " ،يعنى أتصاف " الفكر بالمرض " هى أقرب التشبيهات لماأريد أن أتعرض له فى عمودى اليوم .. 

ولعل وأنا أرى المشروعات القومية الكبرى التى يتبناها الرئيس "عبد الفتاح السيسى" ، ويتم العمل فيها على قدم وساق ، شيىء نفتخر به كمصريون ولكن ما يؤكد مقدمتى لهذا المقال 
بأن ماتم عرضه على السيد رئيس الجمهورية من مشروعات إبتدائية دخلت حيز التنفيذ مثل مدينة العاصمة الإدارية الجديدة ، أو مدينة العلمين الجديدة قدمها وقام بالعرض بعض السادة المسئولين أو رؤساء إدارة الشركات المنفذة لهذه المشروعات ، وليس المهندسون المصممون لهذه المشروعات !! 
فالقيمة هنا ، سرقها رئيس مجلس الإدارة أو صاحب الشركة  أو نقول غير متخصص من مصممى المشروع !! 
تسلط المال أو السلطة الإدارية  على صاحب العقل والفكر حتى ولوكان مصمم المشروع الذى أوكل اليه المالك أو رئيس السلطة الإدارية ، تصميم المشروع !!!
هكذا يفكر مسئولى المحروسة فى أبنائها العلماء أو المهندسون أو غيرهم ، فالسلطة هى التى تعرض أعمال لاتفهم فيها !! بل تأخذ فى التدرب على الإفتتاح أو العرض أمام المسئول الكبير قبل وصوله بعدة أيام ، حتى لاتسمح لغيرهما بالظهور ، فى حين يتوارى المسئول عن المشروع سواء كان عالم أو مهندس أو مفكر .. بعيد فى الظل وربما لايدعى أساساَ للحضور .. ولعل ماأشير إليه فى بعض الجرائد عن المهندس العربى الذى صمم مدينة بكين القديمة وأسمة ( يحيى طاهر ) قد وجدوا إسمه ضمن المستندات التاريخية ، لم يظهر إسمه على جدران أو حائط أو أعمدة السور العظيم ، ولكن فى أوراق ومستندات مخزنية !! 
فهل هذه عادة عالمية وقديمة ؟؟ ولحقنى أحد بالقول بأن حضارات مصر القديمة مسروقة من الأسلاف ، وربما أحدث هذه المشروعات هو النصب التذكارى للسد العالى ، حيث نجد صورة المرحوم الرئيس "السادات" فى المقدمة بمناسبة الإفتتاح فى سنة 1971 ، بينما صورة  المرحوم الرئيس "جمال عبد الناصر" ، صاحب المشروع ، وصانعه ، فى الخلفية ، باهتة ، غير مرئية !! حيث رحل عن دنيانا فى 28 سبتمبر 1970.
وكذلك صورة  للمرحوم المهندس "صدقى سليمان" ، وزير السد العالى وبانيه، سنجدها محفوظة فى التاريخ فقط !! 
وفى أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ – وفى شِعْرْ صلاح جاهين  !!
ستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد