مي سمير تكتب: اللعب فى "دماغ" الشعوب

مقالات الرأي



7 طرق تستخدمها الحكومات حول العالم للتحكم فى مواطنيها

مناهج أمريكا تنتج أغبياء.. ومواد كيماوية بمياه الشرب تؤدى للبلاهة


لا تسيطر الحكومات سواء كانت استبدادية أو ديمقراطية على شعوبها بالحديد والنار، أو بصناديق الانتخابات واستطلاعات الرأى، ولكنها تبتكر أساليب علمية طويلة وقصيرة المدى تحيط بالإنسان منذ طفولته، من كل جانب وفى أى وقت للسيطرة على عقله تماماً لأنه السلاح الوحيد القادر على مواجهة الطائرات والبوارج الحربية.


منذ عدة سنوات تحدث الكاتب الأمريكى الشهير نعوم تشومسكى عن الاستراتيجيات المختلفة للتحكم فى الشعوب، ثم جاء زميله نيكولاس ويست، ورصد طرقاً حديثة مستخدمة للتحكم فى عقول البشر، فى مقالة تم نشرها على المدونة السياسية اكتفيست بوست، ثم تكرر النشر من خلال مركز الأبحاث جلوبال ريسرش.

يبدأ المقال بالإشارة إلى أن البحث فى قضية التحكم بالعقول ينتهى دائماً إلى استنتاج مفاده بأن هناك أسلوباً واحداً تم تطبيقه لفترة طويلة جدا بهدف تحويل البشر إلى كائنات آلية غير قادرة على التفكير، منبهاً إلى أنه منذ عرف الإنسان متعة السلطة على أبناء جنسه، قام القائمون على دراسة العقل البشرى بتنظيم السيطرة عليه لإخضاع أعداد كبيرة من الناس لإرادة مجموعة صغيرة من النخبة.

اليوم، دخلنا مرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث اتخذت السيطرة على العقل أبعاداً مادية وعلمية، خصوصاً أن الوسائل الحديثة لتطبيق هذه الفكرة أصبحت تكنولوجية ونفسية على حد سواء.


1- أمريكا تسيطر على مواطنيها بـ"الغباء"

التعليم هو الشكل الأكثر وضوحا للسيطرة على العقل، ومع ذلك لا يزال الأكثر خداعاً، وبالتالى كان الوسيلة المفضلة للحكومات الشيوعية والفاشية عبر التاريخ، ولكنه أصبح اليوم أحدى الوسائل التى تستخدمها الدول الديمقراطية بما فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على العقول.

ولم يكن أحد أكثر نجاحاً فى الكشف عن أجندة التعليم الحديث أكثر من شارلوت إيسيربيت، التى كشفت فى كتابها، «الغباء المتعمد فى أمريكا»، عن دور المؤسسات العالمية فى إنتاج أشخاص يسهل إدارتهم من قبل طبقة من النخبة المثقفين المتعلمين.

اكتشفت شارلوت إيسيربيت، أن هناك خطة تم تنفيذها من قبل وزارة التعليم والجمعيات لإغراق المواطنين الأمريكيين فى طرق تفكير تتسم بالغباء لأغراض خلق «دكتاتورية علمية» حتى لا يدرك المواطن الأمريكى أنه مجرد تابع ولا يملك القدرة على التفكير بنفسه.


2- الأفكار مجرد سلع استهلاكية

يعتبر إدوارد بيرنايز مخترع الثقافة الاستهلاكية التى تم تصميمها فى المقام الأول لتحويل رغبة أى شخص إلى حاجة يجتهد للحصول عليها، وهو ما يمكن تطبيقه على السجائر.

بيرنايز أشار فى كتابه «الدعاية» الصادر عام 1928، إلى أن «الدعاية هى الذراع التنفيذية غير المرئية للحكومة»، ووفق هذا التصور فإن وسائل الإعلام المختلفة مثل الصحافة المطبوعة، الأفلام، المسلسلات تعمل لدمج رسالة عامة لكنها تأتى من مصادر كثيرة، فى وقت واحد.


3- كيف تم التخطيط لقبول ترامب؟

يمكن تسهيل هذه الفكرة بإعطاء نموذج عالمى يعيشه العالم حالياً ويحمل اسم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

فى مسلسل الكارتون الشهير عائلة سيمبسون، تناولت إحدى الحلقات القديمة فكرة رئاسة ترامب للولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء عرض هذه الحلقة، اعتبر كثيرون أن ما تضمنته هو مجرد خيال لا يمكن تحويله إلى واقع.

ولكن مسلسل عائلة سمبيسون هو نموذج لتلك البرمجة التنبؤية حيث تقدم لك المسلسلات والأفلام صورة لما يمكن أن يكون عليه شكل المجتمع فى المستقبل وتجعلك تتقبل هذه الصورة دون أن تدرك.

وتنبع أصول البرمجة التنبؤية من النخبة التى تتحكم فى صناعة الترفيه فى هوليوود، حيث يمكن للشاشة إن تقدم رؤية عن اتجاه المجتمع، ولا يقتصر الأمر على الشاشة سواء الصغيرة أو الكبيرة، إذ إن الكتب التى تتناول المستقبل تقدم شكلا من أشكال البرمجة المستقبلية للمتلقى.


4- السياسة تصل لـ"الساحرة المستديرة"

قد يسيء البعض النظر إلى الدين، أو حتى السياسة، إلى جانب الرياضة كأسلوب للسيطرة على العقل، وذلك من خلال تقنيات بسيطة للغاية باستغلال الميل الطبيعى للناس للتعاون من أجل بقائهم، وتعليمهم تشكيل فرق مصممة على الهيمنة والفوز.

للرياضة مثلاً دور تشويش رئيسى يصرف الميول القبلية إلى حدث غير مهم، وسيبلغ دورها فى أمريكا، أو مختلف أنحاء العالم، أبعاداً سخيفة حيث ستندلع الاحتجاجات لأن أحد نجوم الرياضة قرر مغادرة الفريق والانتقال إلى فريق آخر. كما تحول الخطاب السياسى إلى صراع بين اليمين واليسار وقطاع صغير من المعارضة الذى يمكن السيطرة عليه.

فى الغرب، حيث الديمقراطية المفترضة، يجد المواطنون أنفسهم فى خيار ما بين اثنين من التيارات الرئيسية، بينما بقية التيارات الأخرى ليس لديها نفس القدر من الأهمية أو القدرة على التأثير.

وفى الوقت الذى يعتقد المواطن فى الغرب أنه يختار من يحكمه، هو فى حقيقة الأمر يختار بين الأسماء التى فرضتها النخبة الحاكمة عليه، وفى المقابل فإن تيارات المعارضة تتم السيطرة عليها ولا تمنح فرصة حقيقية للتأثير أو الوصول. ولعل الصعود الأخير لتيار اليمين المتطرف المعارض، يرجع فى المقام الأول إلى أنه نجح فى استغلال التكنولوجيا الحديثة فى التواصل مع المواطنين بعيداً عن الآلية السياسية التقليدية، وعلى سبيل المثال، فإن حزب حركة النجوم الذى يشارك فى الائتلاف الحاكم فى إيطاليا، بدأ بمدونة سياسية ساخرة على الإنترنت.

وفى الوقت الذى تستغل فيه الرياضة والسياسة لتعزيز مبادئ المنافسة والفرق المتنازعة، يتم استغلال الدين من أجل شن الحروب عبر التاريخ.


5- السيطرة من خلال كوب ماء

تؤدى المواد المضافة للطعام والماء وغيرها من السموم الغذائية إلى تغيير كيمياء الدماغ بشكل حرفى لتوليد السلاسة واللامبالاة.

وعلى سبيل المثال، ثبت أن وضع الفلورايد فى مياه الشرب يؤدى لانخفاض معدل الذكاء، كما أثبتت الأبحاث العلمية أن المحلى الصناعى الأسبارتام، المستخدم فى المياه الغازية ومحسنات النكهات المستخدمة فى الأطعمة السريعة تؤدى إلى موت الخلايا الدماغية، كما أن سهولة الوصول إلى الوجبات السريعة التى تحتوى على هذه السموم صنعت بشكل عام بشراً يفتقرون إلى التركيز والتحفيز لأى نوع من أنماط الحياة النشطة.


6- حرب كيماوية على المخ

أحد الأذرع الرئيسية لأجندة السيطرة على العقل الحديثة، هو الطب النفسى، الذى يهدف إلى تعريف جميع الناس من خلال اضطراباتهم النفسية، فى مقابل قدراتهم البشرية.

وتم تسجيل هذا التوقع فى كتاب «عالم شجاع جديد»، وحالياً هناك شكل من أشكال التطرف فى استخدام هذه الوسيلة، حيث أدى استخدام الأدوية العصبية فى الجيش الأمريكى إلى وقوع أعداد قياسية من حالات الانتحار، والأسوأ أن ما يزيد على 25٪ من أطفال الولايات المتحدة يتناولون الأدوية الذهنية.


7- "إنسان الفيس بوك".. مضطرب وبعيد عن الواقع

يخلق الكم النهائى من القنوات التليفزيونية التى أصبح من السهل الوصول إليها والتنقل فيما بينها، بجانب وسائل التواصل الاجتماعى، وما تقدمه من معلومات وأخبار، وألعاب الفيديو، حالة الاضطراب الدماغى الـADHD، يؤدى لنمط مستمر من عدم الانتباه أو فرط النشاط.

ويتسبب هذا الاضطراب فى فقدان الإنسان إلى القدرة على المثابرة كما يواجه صعوبة فى التركيز أو الفهم دون أن يكون لذلك علاقة بقدراته العقلية، كما ينتج عنه فرط النشاط والتحرك باستمرار، دون مناسبة بجانب الشعور بالقلق الشديد.

وكشفت دراسة لألعاب الفيديو أن اللعب لفترات طويلة يمكن أن يؤدى لانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، ما يقلل من السيطرة العاطفية، وعلاوة على ذلك، فإن الألعاب المعتمدة على سيناريوهات الحرب وما يشبه الحياة الواقعية تتسبب فى إزالة الصلة بالواقع.