نادية صالح تكتب: رحيل الصديق

مقالات الرأي



لاشك أن كل إنسان له فى حياته صداقة يعتز بها ويطلق عليها صداقة العمر لأنها تحمل مستودع أحلامه واسراره وطموحاته التى لايبوح بها إلا لأقرب الأقربين والصديق الأعز

وهذا مايعرفه كل منا بدرجة من الدرجات ويؤمن به إيمانا يقترب من القداسة، ولكن أشك كثيرا أن يكون احدنا قد تصور مدى وحجم الألم إذا ما رحل الصديق ومن هنا أقول لا أراكم الله مكروها فى صديق لديكم يكون هو الأقرب والأعز، لأننى وما إن سمعت برحيل صديقتي الأعز رحيلا مفاجئا بعد مرض داهمها وهى القوية العنيدة النشيطة، أقول: رحيل الصديق لا يعرفه ولن يعرفه إلا من ذاق مرارته لأننى ذوقتها فجأة منذ أقل من أسبوع واحد فقد أضفى على أقاربى هذا الرحيل، ومنذ داهمنى الألم وعصرنى الحزن أكاد لا أعرف للحياة طعما ولا للقلم الذى أخط به هذه الكلمات أى طعم. رحيل الصديق ياسادة فاجعة وألم يعصر الإنسان دون إسالة دماء وتعجز الكلمات عن وصفه.

ربما يسأل قارئ هذه السطور عن سبب إطالتى فى هذه المقدمة أنا معهم اسأل ولم يخرج الجواب عن أن هذا الرحيل وألم هذا الرحيل سره عند رب العالمين الذى جعل من الصداقة نعمة فاحرصوا ياسادة على الاستمتاع بالصداقة ماحييتم فالرحيل وأكرر حرف الراء ررررحيل الصديق أو الصديقة كما حدث معى مرارة علقمه لا استطيع التخلص منها حتى الآن.

رحيل صديقة عمرى المهندسة (عزة بدران) جعل المرارة من حلقى لاتهدأ ولا تحلو فأين اهرب منك ياشريط الذكريات مع صديقتى عزة، كم سافرت أنا وأنت ياعزة وكم ضحكنا وكم اشترينا من الهدايا لأصدقاء مشتركين وكم اختلفنا وكم اتفقنا وكم اندهشنا بهذا وذاك وكم وكم وكم وكم.... ادعو الله ياصديقتى وياحبيبتى وياذكرياتى الحلوة أن يتغمدك الله برحمته وأن يلهمنى الصبر وأن يبعدكم أيها السادة عن ألم الفراق ورحيل الصديق. انتبهوا أيها السادة واحرصوا على الصديق ولابد أن انتبه أنا قبلكم لكل هذه المعاني.