عزيزة بقت عروسة.. "عم علي" كعب دائر على الأسواق: بنكسب دهب من المقص (فيديو)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


صدفة غنيم- دنيا عادل- تصوير: عبير أحمد- ياسمين عليوة

يمينًا ويسارًا، يتنقل بين شوادر المنطقة، حاملًا بين يديه مقصه الحديدي الثقيل، معلنًا استعداده للشروع في العمل، فبمجرد أن يناديه زبون جديد، يشمر عن ساعديه على الفور، ويقابل الرزق الذي يأتيه ببشاشة تحمس الكبار والصغار للالتفاف حوله ومتابعة تفاصيل عمله.

"بيسموني حلاق البهايم"، بهذه العبارة وصف عم "علي" طبيعة مهنته، التي توارثها عن أجداده ووالده منذ ستون عامًا بمنطقة السيدة عائشة، والتي تتمثل في قص صوف المواشي وحلاقة البهائم، لتنظيفها قبل أن يتولى أصحابها مهمة ذبحها.

وكنوع من الفكاهة التي يضفيها على مهنته، يحرص عم "علي" على معرفة اسم الخروف الذي يحلق له، فيسأل مالكها، ليتمكن من مناداتها بها خلال عمله، ليردد الأطفال من حوله اسمها مازحين:"زي اللي بشتغل عليها دلوقت دي صاحبها مسميها عزيزة".








وبالرغم من كبر سنه، إلا أن الرجل الستيني، اعتاد على متاعب مهنته، التي تقتضي جلوسه على الأرض ممسكًا بالخروف لتثبيت حركته بيد، ثم يتولى القص باليد الأخرى حتى يفرغ تمامًا بعد حوالي نصف ساعة أو أكثر بحسب حجم الماشية ونوعها:"أكتر نوع بيجيلي هي البدرية".

"صنعتنا زي الجنيه الذهب"، بهذه العبارة وصف عم "علي" المكاسب التي يجنيها العاملون بهذه المهنة، خاصة في ظل انتعاش السوق خلال موسم عيد الأضحى المبارك، حيث يتسابق التجار وملاك الأضاحي عليه قبل حلول العيد بعدة أيام، ليقوم بالحلاقة لمواشيهم، مقابل الحصول على 50 جنيهًا للقصة الواحدة.






وبعد انتهاء موسم العيد؛ يجني حلاق البهائم، رزقه من بيع المواشي وتوليدها، إلى جانب عمله بالحلاقة، والتي تختلف طقوس تنظيفها خارج موسم الأعياد، فما أن يطلب التاجر قصها من قبل الحلاق، يقوم بعد ذلك بصبغها بالحناء كنوع من العادات القديمة المتوارثة عن الأجداد.

يمر الحلاق المسن، بالعديد من المواقف الغريبة والمربحة في عمله، بين الحين والآخر، فيتذكر جيدًا حينما أنجبت إحدى المواشي خروفًا برأسين ثم توفي، فقام حينها ببيعه إلى أحد التجار الذي ابتاعه لتحنيطه مقابل 400 جنيه.