متحف النسيج "آلة الزمن" التي ترتحل بك عبر العصور (صور)

أخبار مصر

بوابة الفجر


الشعور الوحيد الذي تشعر به عندما تتحول بين أروقة متحف النسيج المصري في شارع المعز بمنطقة الجمالية، أنك في "آلة الزمن" ترتحل عبر العصور، فالمتحف يعرض خامة واحدة وهي النسيج وتطورها وانتشارها عبر العصور.

يقول الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف المسيج المصري في تصريحات خاصة للفجر، إن المتحف هو الأثر رقم 402، وهو عبارة عن سبيل محمد علي باشا الكبير بمنطقة النحاسين، أحد أجمل النماذج الفنية التي تذخر بها منطقة القاهرة التاريخية.

وأمر بإنشاء هذا السبيل محمد علي باشا الكبير سنة 1244 هـ / 1828 – 1829 م وقد أنشأه كصدقة جارية على روح ولده إسماعيل باشا المتوفي في السودان سنة 1238 هـ / 1822 م.

ويتابع أبو اليزيد قائلًا إن السبيل تم تحويله إلى متحف للنسيج عبر عصور مصر المختلفة حيث يتكون من طابقين الأرضي والثاني، يشملان عشر قاعات، الأولى منهم بها نسيج فرعوني من الكتان حيث اعتقد القدماء بأنه نبات الجنة، وتضم مجموعة من الشيلان، حزام، قفازات، أما الثانية فتحكي عن الحياة اليومية للمصري القديم وتضم بعض القطع النسيجية المستخدمة يومياً. 

أما القاعة الثالثة فتضم قطع نسيج جنائزية، وأغطية أكفان عليها الإله أوزير، والإلهة إيزيس، أما القاعة الرابعة فعبارة عن ممر أرضي يضم أدوات صناعة نسيج عبر العصور، ونموذج لورشة صناعة غزل ونسج.

أما الطابق الثاني فيحوي ست قاعات، الأولى منها عبارة عن ممر علوي يضم فاترينة بها مفارش قبطي ذات زخارف نباتية في صورة قلوب، وباقي القاعات تضم قطع نسيج من العصر الطولوني ومنتجات الفيوم، و قطع نسيج من العصر الفاطمي والأيوبي، وستارة باب التوبة، وكسوة الكعبة، قطع نسيج من العصر المملوكي، وأدوات صناعة إسلامي، ونسيج من العصر العثماني.

وعن أبرز القطع يقول الدكتور أبو اليزيد إن المصري القديم نجح في صنع الفساتين ذات الطيات المتعددة أو المسماة حديثًا باسم "البيليسيه" منذ 4500 عام، حيث يمتلك المتحف عدد من الفساتين المصنوعة بهذه الطريقة.

وعن طريقة الصناعة للنسيج قال أبو اليزيد، إن متحف تورين يحتفظ بطبق فخاري يرجع لزمن نقادة الثانية عليه رسم لآلة النول، أي أن المصري القديم وصل لهذه التقنية منذ ما يقرب من 6000 عام، وأضاف أن متحف تورين يمتلك قطعة نسيجية مصرية ترجع لعصر نقادة الثاني، أي إلى ما يقرب من 6500 عام مضى. 

وفي مفاجأة قال أبو اليزيد إن المصريين القدماء ابتكروا المغاسل العامة المعروفة حاليًا بـ "الدراي كلين"، فقد أسسها المصريين منذ الأسرة الأولى والثانية، أي منذ ما يقرب من 5000 عام.

وتابع الدكتور أبو اليزيد قائلًا إن المواطن كان يسلم الغسيل الخاص به، ويقوم الموظف في استقبال المغسلة بتسليمه إيصال، بنوع وكمية الملابس التي أودعها لدى المغسلة، وكان الإيصال عبارة عن قطعة من الفخار، وكانت الإيصالات نوعين، نوع للذي يعرف القراءة والكتابة، حيث يتم كتابة الإيصال باللغة الديموطيقة، وفي حالة المواطن الذي لا يجيد القراءة فكان يتم رسم نوعية الملابس على الإيصال.

وفي نهاية تصريحاته قال الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج المصري، إن المتحف رحلة حقيقية عبر الزمن ويشرح بأسلوب شائق كيف تطورت هذ الصناعة عبر التاريخ والتي بدأت في مصر قبل العالم بما يقرب من ألفي عام.