صكوك "الأضاحي".. بين رفع الإنتاجية وتحقيق الأرباح

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


متطوع أكد أن الجمعيات الخيرية تفضل شراء اللحوم المستوردة.. وشيوخ: لا مانع فيها بشروط


اقترب عيد الأضحى المبارك، وبدأ الجميع يستعد للأضحية، فهذا اختار أن يذبح بنفسه، بينما فضل آخر اللجوء إلى الصكوك التى تتولى الجمعيات الخيرية والبنوك جمعها للتضحية نيابة عن غير المقتدرين.

وبين هذا وذاك، هناك العديد من الأسئلة التى فشل البعض فى الحصول على إجابة وافية عليها، لذا حاولت «الفجر» فى هذا الملف، مناقشة الأمر كله من مختلف الزوايا، ووضعه بين يدى القارئ.


أسعار اللحوم للموسم الحالى 72 جنيها لكيلو اللحم للخراف و62 جنيها لكيلو اللحم العجالى

مع اقتراب موسم عيد الأضحى، طرحت الجمعيات الخيرية صكوك شراء الأضاحى للمواطنين بأسعار متفاوتة، ومع الارتفاع الملحوظ فى أسعار اللحوم، أصبح الكثير من المواطنين يلجأون لشراء الصكوك، بدلا من الذبح.

«الفجر» تحدثت إلى جزارين وخبراء اقتصاد وشيوخ، لمعرفة الفروق بين الأضحية والصكوك، وأيهما أولى، وحول ذلك، أوضح عبدالتواب محمد، جزار، أن الإقبال هذا العام على الأضاحى ليس كبيرا بسبب الارتفاع العام للأسعار، حيث يمكن لشريحة كبيرة من المواطنين الاستغناء عن شراء الأضاحى هذا العام، لتخفيف العبء من على كاهل الأسرة.

وتابع: سجلت أسعار اللحوم للموسم الحالى 72 جنيها لكيلو اللحم للخراف، و62 جنيها لكيلو اللحم العجالى، وتبلغ تكلفة ذبح الخراف 250 جنيها لكل رأس، ويكون المبلغ بالاتفاق حال الذبح بالمنزل، أما كيلو اللحم البتلو فيبلغ 200 جنيه، وسجل كيلو اللحم النعام 200 جنيه، و200 جنيه للحم الغزلان، أما البلدى فسجل 125 جنيها، فى حين سجل الضأن 140 جنيها.

وأضاف، أما اللحوم السودانية فتراجعت لتسجل 58 جنيها، بينما سجلت اللحوم الهندى 75 و65 جنيها، و110 جنيهات للحواوشى، مشيرا إلى أن أسعار الكبدة لم تختلف كثيرا، حيث سجل كيلو الكبدة المشكل 130 جنيها، والصافى 140، فيما سجلت الفشة 80 جنيها.

وأشار أحمد عبدالجليل، مدير عام الصحة العامة والمجازر بالطب البيطرى، إلى أن دول العالم تستورد اللحوم البرازيلى لجودتها واعتدال سعرها، علاوة على أن معايير صلاحيتها تبينها التحاليل المعملية والفحص الظاهرى، والبرازيل تعتبر الدولة رقم واحد فى تصدير اللحوم والدواجن ووجود مشكلة فى بعض المجازر فى البرازيل لا يعنى فساد اللحوم أو الدواجن بها.

وأوضح حسام محمد، متطوع بإحدى الجمعيات الخيرية، أن الجمعيات تشترى الصكوك من اللحوم المستورد من الخارج، دون وجود رقابة طبية عليها، بما يفسر التباين فى أسعار الصكوك بين الجمعيات، حيث توزع تلك الصكوك مغلفة حتى دون معرفة نوع اللحمة، فموضوع الصكوك يسير بطرق غير مفهومة أو واضحة.

وأضاف محمود فؤاد، نائب مدير عام جمعية الأورمان، أن مشروع صك الأضحية إنسانى ينوب عن المضحى فى ذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، وكان هذا المشروع ضمن مجموعة من المشروعات التى تقيمها الجمعية لدعم شرائح المحتاجين فى مختلف قرى الجمهورية وخاصة المناطق التى تعد تحت خط الفقر، كما أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى عام 2013 تتيح التوكيل بالذبح لمن يصعب عليه إقامة سنة الأضحية.

وقال محمد إبراهيم، إمام وخطيب بالأوقاف، إن من الشروط الواجب توافرها فى الأضحية أن تكون خالية من الإصابات المانعة مثل :"العور- العمى – العرج – المرض – البتر – العجز عن المشى أو الهزيلة – المتولدة إذا تعسرت ولادتها _ المبشومة، التى أكلت فوق طاقتها لتمتلئ"، وأن تكون الأضحية ملكا للذابح أو المأذون له بالذبح، وألا تكون مرهونة أو يتعلق بها حق للغير وأن تذبح بعد صلاة عيد الأضحى حتى غروب يوم 13 ذو الحجة.

واتفق أحمد عبدالرحمن، إمام وخطيب بالأوقاف، مع ما قاله سابقه، مؤكدًا أن الصك نوع من أنواع الوكالة، وهى جائزة فى النيابة عن الذابح فى الأضحية، ويجب على الوكيل أن يراعى الشروط الشرعية للأضحية، مِن سِنِّها وسلامتها ووقتها، وأن يتم توزيعها على المستحقين، وأن لا يأخذ الجزار منها أجره، إلى آخر الشروط الشرعية المرعية فى هذا المقام. ويمكن لمن صَعُبَ عليه إقامةُ سُنة الأضحية بنفسه أن يُنيب عنه البنك، عن طريق ذلك الصك، وعلى البنك عمل ما يلزم لاختيار الأضاحى وذبحها وتوزيعها طبقًا للأحكام الشرعية.

من جانبه، يرى الدكتور محمد عبدالمعطى، أستاذ المالية العامة والاقتصاد بجامعة الأزهر، أن الجمعيات الخيرية تطرح الصكوك لكى تساعد فى إتاحة الفرصة لعدد أكبر من راغبى الأضحية، خاصة إذا كانت الجهة القائمة عليها محل ثقة بالنسبة للمضحين، وهذا من شأنه أن يزيد من كمية المعروض من اللحوم عند السعر صفر، وبالتالى فإنها تتوازن مع الطلب عليها عند أول نقطة فى منحنى التقاء العرض والطلب.