دراسة تطالب بوضع برنامج للتأهيل النفسي للصحفيين قبل الذهاب لمناطق النزاعات

أخبار مصر



تتزايد المخاطر التي يواجهها الصحفيون منذ ثورات الربيع العربي، كما يتعرض مئات الصحفيين في كل عام للاعتداء والتهديد والمضايقة والقتل والاختطاف للحصول على فدية أو احتجازهم كرهائن عند تغطيتهم للحروب في مناطق النزاعات المسلحة.

وأكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن عام 2012 كان أكثر الأعوام دموية بالنسبة للصحفيين حيث قُتل 88 صحفياً ، واعتقل 879 منهم.أما في عام 2017 قتل ستة مساعدين إعلاميين و 47 مواطناً صحفيين ، وتم اعتقال 144 من المدونين ومستخدمي الإنترنت. وزادت النسب المئوية إلى مقتل ما لا يقل عن 81 صحفياً يقومون بأعمالهم، وتم احتجاز أكثر من 250 صحفيا في عام 2018 ونجد أن الإعداد تتزايد يوما بعد يوم نتيجة لحروب الشرق الأوسط.

وأوضح مسعود عكو صحفي سوري، تلك النسب هي مخاطر تهدد أمن الصحفيين خلال تغطيتهم لإخبار الحروب وإضافة علي ذلك يواجهه الصحفيين العديد من المخاطر الصحية والنفسية التي تسبب الضغط العصبي وهناك العديد من الصحفيون تم تعرضهم لهذه المخاطر، قد يشعر الصحفيين بأنواع كثيرة من الإمراض عند سقوط ضحايا مواطنين أو رؤية جثث مواطنين أو تألم عائلة ، قد يكون هذا صعب علي الصحفيين القادمين من مؤسسات صحفية أمنه فلابد للصحفيين ان يكونوا ملمين بواقع الحروب والنزاعات المسلحة.

وكشفت دراسة "العنف الجسدي ضد الصحفيين في مناطق النزاع للدكتورة ميرال صبري أن العديد من الصحفيين أصابوا بأمراض مزمنة مثل الاكتئاب وارتفاع في ضغط الدم والصرع .كما اعتمدت الدراسة علي مقابلة مع الدكتور احمد  جابر أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، الذي أضاف "الصحفيون الذين يغطون الحروب في مناطق النزاع يتعرضون لتأثيرات ضارة تؤثر على  سلامتهم العاطفية والجسدية وأن  المناطق الدماغية القشرة الحزامية الخلفية التي يطلق عليها "Hippocampus" تلعب أدوارًا مهمة في دمج المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى مع الذاكرة طويلة الأمد، ويشترك هذا المنبه في معالجة المنبهات العاطفية ، من خلال الدراسة الحالية يمكن استرجاع الذاكرة علي المدى الطويل عن طريق مشاهد العنف التي تعرضوا لها الصحفيين هي من الممكن أن  تؤدي الي العديد من الإمراض مثل  الزهايمر  ,التوهان وأمرض سرطان المخ

وأكد أحمد جابر أيضا أن هناك أبحاث حديثة كشفت أن التعرض للعنف قد يكون مرتبطا بانخفاض في نشاط هياكل الدماغ اللازمة لتنظيم السلوك العدواني والزيادات في نشاط الهياكل اللازمة لتنفيذ الخطط العدوانية. كل هذا نتيجة تعرض الصحفيين للصدمات العنيفة حيث انهم قادمين من بيئات مجتمعية لم تكون وليدة صراع فلابد من تاهيل الصحفيين والاستعاد النفسي لهم عن طبيعة منطق النزاعات المسلحة.

وجاءت توصيات الدراسة في كيفية تكيف الصحفيين مع أماكن النزاعات المسلحة عن طريق وضع برنامج للتأهيل النفسي للصحفيين قبل الذهاب إلي الميدان فلابد للمؤسسات الصحفية أن تعطي للصحفيين دورات تدريبية حديثة أولا: برنامج "التعرض للصدمة "عن طريق تعرض الصحفيين لمشاهدة فيديوهات حية في غرف مغلقة رباعية الإبعاد سوف تؤهل الصحفيين للواقع الميداني وتجنب العديد من المخاطر لان التعرض للصدمة الأولي تعطي إشارات إلي المخ عن الحدث قبل فعلة عند ذهاب الصحفيين إلي الميدان سوف تكون هذه الإحداث قد تم رؤيتها من قبل مما يفيد تجنب الصدمات النفسية داخل الميدان.

ثانيا: عن طريق "السيكودراما" عرض مسرحية  تمثيلية يعرضون من خلالها كافة أشكال العنف الموجة ضد الصحفيين  مثل الاعتداء والتهديد والمضايقات وكيفية التعامل معها  والتصدي لها وذلك لتجنب الصدمات داخل مناطق النزاعات المسلحة.

ثالثا: لابد من تواجد  المساندة النفسية باستعانة بأخصائي نفسي مدرب حتى يتمكن من التعامل مع ضغوط الأفراد بطريقة حرفية ومهنية سليمة، وكذلك تدريب الصحفيين علي تشخيص الاضطرابات المختلفة التي يشيع ظهورها في مثل هذه الحالات( كالقلق، والمخاوف، والاكتئاب) وتجنب إصابتها عند تغطية  الحروب.

من خلال هذا البرنامج سنتجنب العديد من المخاطر النفسية والصحية التي تهدد أمن الصحفيين في المستقبل.