فارس بلا علاج.. مأساة طفل عجز أمامها الأطباء (تقرير فيديو)

الفجر السياسي



فاقدًا للذة الطعام منذ كان رضيعًا عاش، كل ما يدخل جوفه لا يعرف له معنى، تختلف الأطعمة أحيانًا ما بين حلو ومر ويبقى الإحساس واحد لا شيء، هذه حياة فارس، طفل صغير في الخامسة من عمره يبحث عن أمل عله يجده على أعتاب صاحبة الجلالة.

هناك في بقعة صغيرة على أطراف الجيزة بمنطقة "صفط اللبن"، بعيدًا عن صخب  المدينة؛ يقطن فارس مع أسرتة البسيطة في منزل متواضع، لا يحتوي إلا على أحلام الصغير ووالدته في الوصول إلى علاج  لحالتة المستعصية على الجميع.

بدأت المعاناة عندما أكتشف الأطباء حالة الطفل؛ فقد ولد مصابًا بورم في اللسان، أفقده حاسة التذوق، فحين يستحيل على طفل تحقيق أبسط أحلامه، ويقف الطب متفرجًا، فنحن أمام كارثة بكل المقاييس.

5 أعوام تجولت على مدارها والدة فارس، مصطحبة نجلها محتملة غلاظة ردور افعال ممرضات واطباء المستشفيات الحكومية، ما بين طلب الفحوصات، والعجز عن التشخيص، فضلا عن الانتظار في ساحات المستشفيات الحكومية بالساعات.

ولد "فارس" وهو يعانى من ورم داخل لسانه، وأبلغت المستشفى والدته، أن علاج رضيعها، سيكون عبارة عن "مرهم" موضعي، سيأخذ يومين ويختفي، ولكنها تفاجئت بالوضع يزداد سوءً والورم يستمر فى الزيادة.

لجأت الأم للحقن المسكنة، غالية الثمن، والتي كانت تقلل من حدة الألم سويعات، ثم فقدت مفعولها، تدريجيًا، إلى دقائق، وأخيرًا بلا جدوى، وقلب الأم يعتصر، على ألم طفلها، فلم تترك بابًا، إلا وطرقته، بداية من المستشفيات الحكومية التي كان ردها الوحيد عليها، أن شفائه ليس بيد الطب, وانتهى مطافها بطلب المساعدات من العيادات الخاصة التي طلبت مبلغ عشرة ألاف جنيه لإجراء الجراحة وتحليل الورم للاطمئنان على الطفل. 

وفي السياق نفسه، بات الطفل ضحية تأخر الطب، ولم يملك من الدنيا سوى أن يتمم بكلمات غير مفهومة يعبر بها عن فقدانه الثقة بمن حوله، ويترجم حاله البائس، الذي تلخص في رحلات لا نهاية لها، على أبواب المستشفيات.