"أم حسن".. خمسينية حاربت الظروف بـ"صندوق ورنيش" (تقرير فيديو)



وسط زحام السيارات، وزخم المارة، اعتادت أن تقبع بصندوقها الصغير، وأدواتها البسيطة، من 20 عامًا، تمسح أحذية سكان حي الطوابق، بمنطقة فيصل، رافضة كل المساعدات التي تقدم لها العون، ممتلئة بالإصرار والعزيمة، لتكسب قوت يوم أولادها بعرقها.
 تجلس "أم حسن" ماسحة الأحذية بمنطقة الطوابق، يوميا من الثانية ظهرًا، حتى آذان العشاء، يقف عليها روادها التي جمعتهم علاقة تخطت حجم التعامل مع مهنتها، لعلاقة صداقة، حتى أصبحت علامة مميزة، حين تغيب يوما، تثير القلق في نفوس جيرانها.
 بوجه بشوش لم يسلم من قسوة الزمن الذي خط تجاعيده، تقول أم حسن، إن زوجها توفي منذ 20 عامًا وترك لها 5 أطفال، وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتها، تقول إنها كانت تقف في شرفتها تدعو الله أن يرزقها ويساعدها لتربي أولادها، فإذ بها ترى رجلا يمسح الأحذيه ففكرت قليلًا أن تمتهن تلك المهنة القاسية، التي لا يتقنها إلا الرجال، ولكنها أصرت أن المرأة قادرة على فعل كل شئ، وقررت أن تذهب إليه ليعلمها كيف تمسح الأحذية، وفي اليوم التالي قامت بشراء الصندوق والأدوات، وخاضت التحدي بكل فخر. بنبرة صوت يحمل معنى التفاؤل والإصرار، وأن القادم سيكون أجمل، تقول إنها كانت تتمني أن تكمل تعليمها، وتلتحق بإجدى الكليات، بعد حصولها على دبلوم التجارة، إلا أنني أجلت كل أحلامي، حتى أرى أولادي في مكانة عليا، وبالفعل لدي بنت تخرجت من كليه التمريض وإبن من الهندسة وأخر من سياسة واقتصاد.
وتكمل المرأة الخمسينية، حديثها: "بدأت أفكر في مستقبلي فالتحقت بكلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان وتخرجت في عام 2018.
وعبرت "أم حسن" عن فخرها بتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي لها، وتكريمها عام 2015، وحصولها على لقب "الأم المثالية"، مؤكدة أن قطار أحلامها لم يتوقف بعد، حيث تطمح للجلوس تحت قبة مجلس النواب المصري، لتعبر عن آلام الفقراء، وتعمل على حلولها.