"إبراهيم النبراوي" من بائع بطيخ إلى مشرف علي صحة حجيج بيت الله الحرام وطبيبا خاصا لـ "محمد علي باشا"

منوعات



قصة نجاح لشاب مصري اراد النجاح والتميز فـكان له , انه نابغة الطب وأحد رواده في مصر ابراهيم باشا النبراوي , الذي وصفه علي باشا مبارك بانه انجب من اشتهر في الجراحة في ذلك الوقت.

طفل من بين عشرات الأطفال في قريته ولد لأبوين فقيرين يعملان بالفلاحة، وعندما بلغ الرابعة من عمره، أرسله أبوه إلى الكُتاب فتعلم مع أصدقائه القراءة والكتابة وحفظ القرآن ولما بلغ أشده بدأ يعمل مع والديه في فلاحة قطعة أرض لهما، وفي بعض الأوقات كان يجرب حظه كتاجر يبيع ثمار البلح والبطيخ والخيار.

في إحدى السنوات زرع الأبوان محصول بطيخ وأنبتت الأسرة ثمرًا وفيرًا حتى احتارت الأسرة في كيفية بيع هذا المحصول الوفير، فالبيع في قريتهم يتم بأسعار قليلة جدًا، واقترح عليهم الابن "إبراهيم" أن يذهب بالمحصول ليبيعه في العاصمة القاهرة وأعجب أبويه بالفكرة ووافقا عليها، وكان الحسين والأزهر وجهته الأولى، فالبضاعة فيهما رائجة بلا شك لكثرة سكان المنطقة وزائريها، حسبما جاء في موقع أرشيف المجلات، في مقال جمال الدين الشيال بمجلة الثقافة بتاريخ 16 يناير 1950.

مضت أيام بالعاصمة ولم يتمكن "إبراهيم" من بيع محصوله بالسعر الذي توقع أن يبيعه به في العاصمة واضطر أن يبيعه بسعر زهيد حتى لا تفسد بضاعته، وبقى في العاصمة وبدأ يدرس في الأزهر ويحفظ القرآن، وفي أحد الأيام استدعاه شيخه ووجد في حضرته جماعة لا يعرفها؛ بعضهم يرتدي زي الشيوخ وآخرون يرتدون زي أمراء الجيش، حتى فهم بعد ذلك أنهم جاءوا ليختاروا صفوة الطلاب للالتحاق بأولى دفعات مدرسة الطب التي يسعى لإنشائها حاكم البلاد محمد علي باشا، الذي تحل ذكرى وفاته الـ169 اليوم.

شاء القدر أن ينتقل الابن من طالب بالأزهر إلى طالب بالدفعة الأولى لمدرسة الطب، يدرس له فيها أساتذة من بلاد أوروبا لم يكن يتخيل أن يلتقي بهم يومًا، حتى كان من ضمن البعثة التي أرسلها محمد علي إلى فرنسا عقب تخرجه لدراسة الطب هناك، بعد أن نبغ الطالب إبراهيم النبراوي- نسبة إلى بلده نبروه بمحافظة الدقهلية- في دراسته كما نبغ في دراسته بالأزهر من قبل.

في عام 1833 سافر "النبراوي" إلى فرنسا، وأحب باريسية وتزوج منها واستمر في تفوقه ونجاحه، حتى حصل على أول إجازة له عام 1936، وجاء إلى مصر بصحبة زوجته الفرنسية، وتم تعيينه بمدرسة الطب المصرية، حيث أراد محمد علي أن يستبدل الأساتذة الأجانب بها بالمصريين العائدين من بعثة الدراسة بفرنسا.

لم يمض وقت طويل حتى ذاع صيت "النبراوي" وحقق نجاحًا كبيرًا في مهنته وأقبل عليه المرضى من كل حدب وصوب، حتى وقع اختيار حاكم مصر عليه كطبيبا خاصا به وبلغ رتبة "أميرلاي".

في عام 1846، عُين وكيلًا لمدرسة الطب المصرية وكان أول مصري يحصل على هذا اللقب، وكان الأطباء الأجانب من قبل يتولون إدارة المدرسة، وحظى بمكانة كبيرة لدى الأسرة العلوية، حتى بعد وفاة محمد علي باشا اختاره عباس باشا الأول طبيبًا خاصًا له.