ما حكاية مول فلورينا؟

منوعات



 شهيرة النجار

فى عهد اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية الأسبق، حاول نقل الباعة الجائلين من أمام سنترال المنشية لمكان آخر، ولكن تدخل البعض وتم اختيار مكان بديل وهو إحدى العمائر تحت التشطيب داخل سوق المنشية، وبالمنطق والعين المجردة وبدون دراسة جدوى، لا يمكن تصور أن يقبل الباعة الجائلون الانتقال لهذا المكان، وقامت المحافظة بعقد اتفاق ثلاثى بينها وبين أحد البنوك الحكومية وأحد المواطنين لقبه السحت، فى مقابل أن يحصل المواطن على قرض بـ3.5 مليون جنيه ليقوم بتشطيب العمارة ويسلم المحافظة عدة طوابق منها لنقل الباعة الجائلين الذين ملأ صراخهم بعد طردهم من أمام سنترال المنشية برامج التوك شو قبل ثورة يناير.

المهم أن الفائدة على 3.5 مليون جنيه كانت تقريبا 13.5٪، وهى أعلى فائدة وقتها حتى وصل إجمالى ما دفعته المحافظة لـ11.2 مليون جنيه تقريباً، إذ يقوم البنك الذى منح المواطن القرض بخصم هذه المبالغ من ميزانية المحافظة بطريقة مباشرة من البنك المركزى حسبما يتردد، واعتقد اللواء عادل لبيب أنه سينقل الباعة ويحصل منهم على إيجار يغطى قيمة القرض، فلم ينتقل سوى عدد قليل من الباعة لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، ثم تركوا المكان نهائياً.

وكانت المحصلة كالآتى: المواطن الملقب بـ«السُحت» قام بتشطيب عمارته ببلاش والمحافظة دفعت الـ3 ملايين «11.200 مليون جنيه» -حسبما يردد السكندريون-، ولم تحصل المحافظة على أى مقابل، فإذا كانت القصة بهذه الطريقة أليست تعتبر إهدارا للمال العام، ووجب محاسبة المسئولين عنها؟، وللأمانة حاول اللواء محمد صفاء نائب المحافظ الأسبق، عقب اكتشافه للموضوع إنهاء الأمر، وكذلك الدكتور أسامة الفولى الذى تولى محافظة الإسكندرية وقت الثورة، إلا أن حوالة الحق «الدين» التى قامت به المحافظة كانت غير قابلة للإلغاء، وكما يقول بعض المسئولين السابقين من المحافظة لم تسترد المحافظ الـ11.200 مليون جنيه.

وكانت جهات بالدولة قد حققت فى الأمر بعد ظهور لبيب على مسرح الحياة السياسية مرة أخرى، وتم حفظ التحقيق مرة أخرى، هذه القصة من أشهر قصص إهدار المال العام، فهل يمكن أن تفتح الأجهزة الرقابية بالدولة هذا الملف لتعرف حقيقة الأمر والصواب والخطأ به، ومن مدان ومن غير المدان، حتى نبرئ ساحة من ظلمتهم القصص والحكايات طوال هذه السنوات أو ندينهم، بالإضافة إلى كيفية استعادة هذه الأموال ومن الذى أهدرها، إذا كان بالفعل أهدرها، نتمنى من أجهزتنا التى لا تنام فتح الأمر.

مول فلورينا هل هو حكاية إهدار مال عام أم قصة من نسج الخيال وهل أوراقه موجودة بالمحافظة أم لدى جهة حققت قبل ذلك؟