قصة "أم محمد" التي حاكمها المجتمع بالأشغال الشاقة.. "16 سنة نبش" (فيديو)

الفجر السياسي



وسط تلال القمامة والروائح الكريهة، تفرز وتنبش بحثًا عن "الزجاج" لكسب قوت يومها، تقاوم فقرها ومرضها في مجتمع لا يرحم، الأيام عندها  متشابهة، لا تتذكر آخر عطلة لها، فالعطلة لديها عُملة نادرة، أطفال في رقبتها معلقون، ينتظرون طعامًا كل يوم، إنها "أم محمد"، سيدة في العقد الرابع من العمر، يظهر على ملامحها إرهاق الزمن، قتلها الفقر وجعلها مليئة بالتعب، وجه يكسوه الشقاء، وعينين يلمؤوها الألم، وجسد وعقل يأكلهما البؤس.
 
بينما تعيش كل زوجة حياة طبيعية مع زوجها وأولادها، كانت أم محمد تعمل وتكدح لتُطعم أبناءها، وتساند زوجها المريض في رحلة الحياة القاسية منذ ١٦ عامًا، حيث بدأت أم محمد العمل وواجهت المصاعب، وتحملت على عاتقها مسؤولية أسرة كاملة.

بداية القصة

لجأت أم محمد إلى العمل بالمصانع، وتنقلت من عمل لآخر، والآن تعمل "فريزة زجاج"، طبيعة عملها شاقة، نظرًا أنها تجمع الزجاج، وتبدأ في عملية فرزه، فتجمع الزجاج المُكسر في مكان والسليم في مكان آخر، تفرزه بحسب ألوانه، وتعمل باليومية التي بالكاد تكفي حق طعام أطفالها اليومي.

وعن حكايتها قالت أم محمد: "أنا إنسانة عادية، متزوجة ولدي ٥ أولاد، وزوجي مريض خضروف، ومنذ ذلك الوقت وهو لا يعمل، حياتنا أبسط من كل شئ، أعمل في كل مكان وفي كل وقت من أجل أولادي، منهم من في مرحلة التعليم، ومنهم الأطفال".

وبعينين تفيض من الدمع، وصفت أم أيمن ظروف عملها الصعبة، ورغم ذلك لا تُدر درخلًا جيدًا، حيث قالت: "عملي لا يكفي لاحتياجات أولادي، ولكن ما باليد حيلة، ضيق ذات اليد يصيبني بالفزع يوميًا على مستقبل أولادي، حتى زوجي ييتوجه للعمل أحيانًا إذا تحسنت حالته الصحية".

مجتمع لا يرحم

ووسط ظروف صعبة، ومجتمع لا يترك الضعيف إلا وأكل لحمه، أكدت أم أيمن أنها تعرضت لمضايقات لمجرد أنها أنثى، نظرات تتلاحقها، وأعين لا ترحم.

وأشارت نباشة الزجاج إلى أنها تعاني من تضخم في الكبد والطحال، لم ترحمها الظروف، وانهالت على صحتها أيضًا ولم تترك لها شيئًا، مؤكدة أنها رفضت العلاج الكثير من المرات، لتوفير قوت يوم أطفالها الصغار، فلا مصدر رزق لهم سواها، فضلًا عن أنها غير قادرة على توفير مصروفات العلاج والإشاعات والمستشفيات.

منزل فقير وأحلام بسيطة

"منزلي ريفي بسيط، لا أتمنى من الله سوى أن أزوج بناتي"، بهذه الكلمات نهت أم محمد حديثها، أكدت أن أحلامها لا تتعدى ما تحلم به أي أم، طعام لأطفالها الصغار، وزواج هنئ وبسيط لبانتها، متمنية ألا تخسر أولادها في مصاعب الحياة.