المشير عبدالحكيم عامر.. تخطى 3 رتب في ترقيته بعد ثورة 23 يوليو

تقارير وحوارات



عندما يمتزج الغموض مع قوة الشخصية، نتحدث عن المشير عبدالحكيم عامر، أصغر وزير حربية، والذي كان شاهدًا على أبرز الأحداث، ومشاركًا في العديد من الإنجازات التي طالت مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والتي كان أشهرها ثورة 23 يوليو عام 1952، حيث لعب خلالها دورًا كبيرًا، فكان من أبرز رجالها رغم أن عمره حينها لم يكن يتجاوز الأربعة وثلاثون عامًا.


ميلاده
ولد محمد عبدالحكيم عامر، يوم 11 ديسمبر من عام 1919 لأسرة ثرية بمركز سمالوط في محافظة المنيا، حيث كان والده الشيخ علي عامر هو عمدة القرية.

رحلته العسكرية
تخرج "عامر" من الكلية الحربية عام 1939، ثم شارك بعدها في حرب 1948 في نفس وحدة جمال عبدالناصر حينها، وبشجاعته تمكن من الحصول على الترقية مع صلاح سالم بصورة استثنائية، ومنحه نوط الشجاعة عن الحرب.

وكان عبدالحكيم عامر، أحد رجال ثورة 23 يوليو البارزين، حيث شارك بجوار جمال عبدالناصر، في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش، إلى جانب أنه كان ممثلًا عن سلاح المشاة، فضلًا عن كونه شارك مع زكريا محي الدين، في وضع خطة لتحرك الكتيبة 13 بقيادة أحمد شوقي، للسيطرة على قيادات القوات المسلحة بسرية للسيطرة على مبنى الإذاعة والمرافق الحيوية بالقاهرة، والسماح لأنور السادات بإذاعة بيان الثورة الأول، حتى تم ترقيته عام 1953 من رتبة صاغ إلى رتبة لواء، رغم صغر سنه، حيث تخطى بذلك ثلاثة رتب، ليصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وبعد عام من ترقيته، تم تعيين "عامر" وزيرًا للحربية، مع احتفاظه بمنصبه في قيادة القوات المسلحة، ثم قاد القوات المصرية عام 1956 خلال حرب العدوان الثلاثي، ليشارك مع جمال عبدالناصر المسؤولية عن الإخفاق في إدارة معارك سيناء والسويس.

وفي عام 1958 تم منحه رتبة مشير ليصبح بذلك القائد الأعلى للقوات المشتركة، ثم أصبح نائبًا أول لرئيس الجمهورية عام 1964، وأضيف إليه مهمة جديدة تتمثل في رئاسة اللجنة العليا للسد العالي، ثم رئاسة المجلس الأعلى للمؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادي في نفس العام.

حياته الأسرية
تزوج عبدالحكيم عامر، مرتين، حيث أن الأولى كانت من ابنة عمه زينب عبدالوهاب، وأنجب منها أربع فتيات وثلاثة أولاد، بينما تزوج في المرة الثانية من الفنانة برلنتي عبدالحميد، لينجب منها ابنه "عمرو".

علاقته بجمال عبدالناصر
بالرغم من أن "عامر" كان ضمن المقربين من الرئيس الراحل "عبدالناصر" إلا أن العلاقة بينهما فسدت بعد حرب 1967، وذلك حينما أصدر جمال عبدالناصر قرارًا بتنحية عبدالحكيم عامر من قيادة الجيش وتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية، وهو ما رفضه عبدالحكيم بشدة، حيث قرر حزم حقائبه والعودة إلى بلدته.

وفي مطلع يوليو من نفس العام؛ عاد "عامر" إلى  القاهرة واستقر في منزله بالجيزة، ثم وُضع قيد الإقامة الجبرية به.

وفاته
توفي عبدالحكيم عامر يوم 13 سبتمبر في نفس عام نكسة 67، حيث مات مسمومًا أثناء وضعه تحت الإقامة الجبرية، ثم حجزه باستراحة تابعة للمخابرات المصرية بالمريوطية.

وقيل إن سبب وفاته مسمومًا هو انتحاره بسبب تأثره بهزيمة مصر في حرب النكسة، ودفن في قريته بأسطال، ولا يزال الغموض يسيطر حتى الآن على أسباب وفاته التي أثيرت العديد من الأقاويل حولها.