بعد تكفير الشيعة.. "الفجر" تُجري مواجهة ساخنة بين الأزهر والسلفيين

تقارير وحوارات



لم تكن حرب التصريحات الكلامية بين التيار السلفي والأزهرين وليدة اللحظة، إلا أنها تجددت مع رفض الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فكرة تشويه الشيعة وتكفيرهم واصفًا من يقوم بهذا الأمر بالمغرض، لتهاجمه الجماعة السلفية، مدللين بإجماع الأئمة على تكفير الشيعة.

على جمعة: تكفير الشيعة مرفوض
فكرة تشويه الشيعة وتكفيرهم، كانت أساس حرب التصريحات الكلامية، بين الأزهر والسلفيين، استهلت بتصريحات الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بأن قضية النسخ لدى الشيعة معقدة لأنها أخذت ألفاظ أخرى بخلاف الألفاظ التي استقر عليها أهل السنة والجماعة ومن هنا انطلق بعض المغرضين لتشويه الشيعة وتكفيرهم.

وأضاف "جمعة"، خلال حواره ببرنامج "والله أعلم"، المذاع عبر فضائية "cbc"، أن شيعة اليوم الذين بيننا اتفقوا مع أهل السنة على أن البداء منكر ولا يليق بذات الله سبحانه وتعالى العلية، مشيرًا إلى أن بعض من يريدون ان يخرجوا الشيعة من الملة يصفونهم بمثل هذا أي يقولون إنهم يقولون بالبداء وهو وصف الله سبحانه وتعالى بما ليس فيه.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن بعض المغرضين أفهموا الشيعة أننا نكره الإمام على والسيدة فاطمة على خلاف الحقيقة، وعندما يرى الشيعة حبنا الشديد لآل بيت الحبيب المصطفى يستعجبون نظرَا لما وصلهم من أخبار غير صحيحة.

التيار السلفي: الأئمة أجمعوا على تكفير الشيعة
التيار السلفي، شن هجومًا شرسًا، على مفتي الجمهورية السابق، بسبب رفضه تكفير الشيعة، وكان من ضمن هؤلاء وليد إسماعيل مؤسس ائتلاف الصحب والآل، حيث قال: "يا دكتور ما حكم من يقول بتحريف القرآن؟ ما حكم من يقول بإن الخلفاء الثلاثة اغتصبوا الخلافة؟ ما حكم من يطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين؟ ما حكم من يسرق الناس باسم الخمس؟ ما حكم من قال لله بالبداء؟ أجبنا رحمك الله أو تصمت بحلم".

وأضاف قائلا: "إليك أقوال الأئمة في الشيعة فقد كان الإمام أبو حنيفة إذا ذكر الشيعة عنده كان دائمًا يردد (مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم)، وقال الإمام الشافعي (ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم)، وهناك المئات من أقوال السلف الصالح التي تحذر من الشيعة.

"حمودة": الشيعة يقتلون المسلمين
"الدكتور علي جمعة ابتعد عن نهج الأزهر ونهج أهل السنة والجماعة وانغمس في الصوفية والموالد والبدع، لدرجة أنه أنشأ طريقة صوفية باسمه، رغم أن في مصر عشرات الطرق الصوفية التي لم ينتفع بها الإسلام والمسلمين"، حسبما قال سامح عبدالحميد حمودة، القيادي السلفي.

وأضاف "حمودة"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه مؤخرًا ازداد ابتعاد الدكتور علي جمعة عن منهاج الأزهر وأهل السنة وامتدح الشيعة الذين هم أعداء أمة الإسلام، والذين حاولوا عبر القرون التخريب في بلاد المسلمين، ونحن نرى الميليشيات الشيعية الإيرانية تفتك بالمسلمين في العراق وسوريا واليمن، وعصابات حزب الله تثير القلاقل في لبنان، ويُرسل حسن نصر الله جنوده لقتل أهل السنة في سوريا، متسائلًا؛ فكيف يُدافع الدكتور علي جمعة عن القتلة.؟

 التيار السلفي وقع في خطأ
أما الدكتور صالح محمد عبد الحميد عضو لجنة الفتوى بجامعة الأزهر، أوضح أن "مسالة تكفير الآخر من أخطر المسائل في شريعتنا الإسلامية لما ورد من تحذير النبي صلي الله عليه وسلم ووعيده لمن كفر مسلمًا واتهمه في عقيدته بدون وجه حق"، مشيرًا إلى أن علي جمعة قال في نهاية حديثه فقد باء بها أحدهم بمعني لو اتهمت انسانا بالكفر وكان بريئا من ذلك فقد خرج المسلم من ملته ودينه لخطورة التكفير.

وكشف "عبد الحميد"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه في غاية الاندهاش من قيادات التيار السلفي، أنهم يكفرون الشيعة، فهذا زلل وخطأ عظيم قد وقع من تلك القيادات لأنهم تعرضوا لمسالة في غاية الخطورة وتفرق أمتنا الإسلامية ولا تجمعها وتؤدي إلى مزيد من التقاتل والاحتقان بين طائفتين من المسلمين هما الشيعة والسنة.

 وحول موقف الأزهر، أشار إلى أن موقفنا في الأزهر واضح وصريح أننا لا نكفر أحدًا ما دام أنه يؤمن بالله ولا ينكر ركن من أركان الإسلام ناهيك عن تكفير المؤسسات والدول والطوائف، مردفًا أن الشيعة هم طائفة من المسلمين فقبلتنا واحده وقرأننا واحد.

وقال عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن الشيعة طائفة مسلمة وليست بكافرة وهذا ما عليه صحيح الدين وما ذهب إليه شيخ الأزهر الأسبق شلتوت رحمه الله، مشددَا على أن الخلاف بين الشيعة والسنة في بعض المسائل استغل سياسيًا للوقيعة بين المسلمين بعضهم البعض ونشوب حروب طائفية بين المسلمين حتة تضعف شوكتهم كما يحدث في بعض الدول الإسلامية الآن.

ودلل "عبد الحميد"، على حديث مفتي الجمهورية، قائلًا؛ "عندنا بجامعة الأزهر الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه بها آراء من بعض المذاهب الشيعية المعتدلة كمذهب الشيعة الزيدية والشيعة الأمامية، مختتمًا تصريحه بالقول؛ "الشيعة فرقة وطائفة من الطوائف الإسلامية ولا يستطيع مسلم عاقل حريص على دينه أن يكفرهم أو أن ينجر إلى هذا المنحني الخطير، وهذا ما يتبناه الأزهر الشريف من مئات السنين".