"الفجر" تكشف ألاعيب المراكز الطبية لتزوير الشهادات المرضية.. والثانوية العامة الربح السهل

تقارير وحوارات



في الوقت الذي تضع فيه فيزا الأطباء بالعيادات الخاصة، المرضى أمام اختيار المراكز الطبية للفارق الكبير بينهما، ولانتشارها في كافة مناطق الجمهورية باختلاف المستشفيات العامة والخاصة وعيادات الأطباء، تحولت تلك المراكز من قبل ضعفاء النفوس لستار لممارسة الأعمال الخفية، من أجل ربح الأموال بطرق غير قانونية.

 

ففي مغامرة صحفية لـ"الفجر" داخل أحد المراكز الصحية الخاصة بمنطقة الشرابية، تكشفت العديد من الخفايا المتعلقة بتزوير الشهادات الطبية، واستغلال طلاب الثانوية العامة على أيدي عاملات بالمركز.

 

البداية

طرف الخيط كان لمنشور على جروب نسائي بـ"الفيسبوك" لإحدى السيدات تبحث عن طبيبة لتزوير شهادة مرضية، فأجابتها "م.ع" في تعليق على المنشور: "عندي لو عاوزة تواصلي معايا"، وهو الأمر الذي دفع محررة "الفجر" للتواصل عبر الرسائل مع صاحبة التعليق في اعتقاد أنها طبيبة.



محررة "الفجر" تدعى تغيبها عن الامتحانات

وبتحدث محررة "الفجر" مع "م.ع" ادعت الأولى أنها طالبة ثانوية عامة تغيبت عن الامتحانات وتحتاج لتزوير شهادات مرضية، لكي لا تفقد سنة دراسية كاملة في حال رسوبها.

 

شكوك حول مكان المركز الطبي

وجاء رد "م.ع" لمحررة "الفجر" بسهولة إتمام الأمر، واتفقت معها على الحضور لتسلم الشهادات المرضية، ولكن ما آثار شكوك محررة "الفجر" رفض "م.ع" إعطائها عنوان المركز الطبي بشكل مفصل، فطلبت منها التوجه إلى محطة مترو "غمرة"، ومنه لاستقلال "توك توك"، مؤكدة عليها بأنها ستتحدث مع السائق وهي معه وتلقنه العنوان ليتوجه إليه، حتى يصعب على محررة "الفجر" معرفته.

 

تأخير متعمد وإلزام بالصمت

وما إن وصلت محررة "الفجر" إلى مقر المركز الطبي، بعدما تركها سائق التوك توك، وجدته خالي من المرضى والأطباء وهو ما زاد شكوكها، وبعد مرور ساعة من انتظار محررة "الفجر" لـ "م.ع"، اتصلت الأخيرة بموظفة الاستقبال بالمركز الطبي وبعد التحدث إليها، طلبت منها إعطائها محررة "الفجر" لتحادثها على هاتف الموظفة، مؤكدة عليها عدم إخبار أحد بسبب حضورها لحين حضورها مهما تأخرت من الوقت، وبعدها أغلقت "م.ع" هاتفها لتبوء كل محاولات محررة "الفجر" في استعجالها بالفشل.

 

من طبيبة لدبلوم صنايع

بعد وصول "م.ع" اصطحبت محررة "الفجر" إلى غرفة التعقيم، حتى لا يلاحظها أحد العاملين، وأثناء انخراطنا في الحديث، اتضح أنها ليست بطبيبة بل ممرضة تعمل منذ أكثر من خمسة سنوات بالمركز، وكانت الصدمة حينما أخبرت محررة "الفجر" أنها حاصلة على دبلوم صنايع، وتمتهن التمريض داخل المركز عن طريق الممارسة فقط، دون أن تمتلك مؤهل دراسي أوخبرات أكاديمية في المجال.

 

لعبة هبوط الدورة الدموية

وبعدما أوهمت محررة "الفجر" الممرضة "م.ع" برغبتها في الحصول على شهادتين مرضيتين كطالبة ثانوية عامة، نظير تغيبها عن مادتي اللغة العربية والجيولوجيا، بسبب عدم تمكنها من الدراسة بشكل كافي يؤهلها لحضور الامتحانات، دونت الممرضة تاريخ كلا الامتحانين على ورقة، لتزور الشهادتين بتواريخ تسبق موعد كل امتحان ببضعة أيام.

 

وبعد أن جهزت ورقتين لكل شهادة، مدون على كل منهما اسم المركز، أقنعت الممرضة "م.ع" محررة "الفجر" أن المرض الذي تعتاد تدوينه على الشهادات المزورة لتسهيل قبولها في المدارس هو هبوط في الدورة الدموية يتسبب في ألم شديد بالمعدة وارتفاع في ضغط الدم، تحتاج المريضة على إثره إلى راحة لمدة أسبوع.




50 جنيهًا للشهادة الواحدة

وقبل أن تبدأ الممرضة في كتابة البيانات على الشهادات، أخبرت محررة "الفجر" أنها تحتاج نظير الشهادة الواحدة 50 جنيهًا فقط مراعاة لحالة طلبة الثانوية العامة، أي حصيلة مجموع الشهادتين للمحررة 100 جنيه.

 

الشهادة تحت إمضاء طبيب مجهول

دقائق معدودة انتهت خلالها "م.ع" من الشهادتين المرضيتين باسم محررة "الفجر"، ثم بدأت في تخييرها بين تغيير اسم الطبيب أو الاعتماد على اسم طبيب واحد، فاختارت المحررة أن يتم تغيير اسم الطبيبين في كل شهادة ليصبح الأمر أكثر واقعية.

 

وبعد أن انتهت الممرضة من تزوير إمضاء طبيبين باسم "ن.غ" و "ن.ز"، استخدمت ختم المركز في توثيق الشهادتين، بعدما أقنعت محررة "الفجر" أن الأختام الرسمية كالنسر تستخدم فقط في المستشفيات الحكومية.

 

تحاليل الدم وكشف النظر على قائمة التزوير

وفور تسلم الشهادات المرضية، طلبت "م.ع" من محررة "الفجر" أن تحضر لها أقرانها لتنشيط عملها في تزوير الشهادات، خاصة بعدما أكدت إنها تمارس عملية التزوير بشكل يومي منذ سنوات طويلة.

 

وحينما سألتها محررة "الفجر" حول إمكانية تزوير كشف النظر لرخصة القيادة، أكدت الممرضة على الفور أنها تعمل على "ضرب" هذا النوع من الشهادات باستمرار، إلى جانب شهادات التغيب عن العمل وتحليل المخدرات في الدم.