بعد تبرع سلطانهم لـ"تحيا مصر بـ 10 ملايين جنيه.. "البهرة" طائفة هندية منعزلة في القاهرة

تقارير وحوارات



كشف السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، قدم مساهمة مالية في صندوق تحيا مصر تقدر بـ10 ملايين جنيه، في إطار دعم لعلاقات الوطيدة التاريخية بين مصر وطائفةالبهرة، وانفتاحها الدائم على كافة الأديان والطوائف.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، استقبل، أمس الإثنين، مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه شقيقه الأمير قصي وجهي الدين، ونجلاه الأمير جعفر الصادق، والأمير طه سيف الدين، ومفضل حسن ممثل سلطان البهرة بالقاهرة.

 

البهرة

 

البهرة كلمة هندية معناها التجارة أو التاجر باللغة الغوجارتية الهندية، وهي إحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة487 هـ.

 

 الانقسام

 

وكان المستنصر قد اختار ابنه المستعلي الذي يصغر نزار وليًا للعهد، لينشب الخلاف، بين ولديه نزار والمستعلي، وتمكن المستعلي من تسلّم زمام الخلافة والإمامة بالقوة وبمساعدة خاله الأفضل الجمالي، قائد الجيوش الفاطمية، وبذلك انقسمتالإسماعيلية إلى فرقتين: 1- المستعلية، 2- نزارية.

 

حكم مصر

 

حكم أنصار المستعلي مصر حتى هزمهم صلاح الدين الأيوبي طاوياً حقبة الدولة الفاطمية.

 

 لكن المستعليين لم تنطوِ صفحتهم، بل انتشروا في العديد من دول العالم، وشكلوا قوة اقتصادية عبر عملهم بتجارة الورق، والرخام، والمنتجات الغذائية.

 

وانقسمت الإسماعيلية "الطيبية" في القرن العاشر الهجري إلى فرقتين؛ السليمانية نسبة إلى الداعي سليمان بن حسن، والفرقة الثانية نسبة إلى الداعي قطب شاه داود، وهو الداعي السابع والعشرين، الذي انتقل مركزهم من اليمن إلى الهند في القرن العاشرالهجري، ودعايتهم يعيش في بومباي.

 

قصر الملك

 

بينما يقع قصر سلطانهم الداعي المطلق الـ53 مفضل سيف الدين، في الهند ويصل عددهم اليوم إلى مليونين، وأهم الدول التي يعيشون فيها بعد الهند واليمن هي: باكستان وكينيا وتنزانيا ودول الخليج، خاصةً الكويت والإمارات ومنطقة نجران بالمملكةالعربية السعودية، كما استقر عدد منهم في مصر منذ عام 1976 بالاتفاق مع الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات.

 

تواجدهم في مصر

 

وتعيش طائفة البهرة في مصر حياة انعزالية، ويسكنون في أماكن محدده، أشهرها القاهرة الفاطمية، المهندسين وتحديداً شارع سوريا حيث يوجد مبنى خاص بهم يضمّ إدارة شؤون الطائفة

 

ويعيش عدد كبير منهم في فندق "الفيض الحاكمي" بمنطقة الدراسة المجاورة للأزهر الشريف.

 

عقيدتهم

 

يعتقد "البهرة" بألوهية أئمتهم، فيصلون كما يصلي المسلمون ولكنهم يقولون إن صلاتهم للإمام الإسماعيلي الطيب بن الآمر، الذي داخل الستر سنة 525 هجريًا، "حسب اعتقادهم"، وأن أئمتهم المستورين من نسله إلى يومنا الحاضر.

 

ويقدم "البهرة"، صلاتهم وأعيادهم قبل يوم أو يومين عن سائر المسلمين وهكذا الحج إلى بيت الله الحرام.

 

يرون أن الكعبة هي رمز علي الإمام، ويحيون، كل ما يتعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، فهم يدفعون أموالاً طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد.

 

يعتقدون أن الأئمة الثلاثة "أبوبكر وعمر وعثمان" مغتصبون الخلافة من علي بن أبي طالب، وأن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي بن أبي طالب وهم معصومون من الخطأ.

 

قبلتهم في صلاتهم يتوجهون إلى قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي في الهند، ويطلقون عليه اسم "الروضة الطاهرة".

 

وتجب عليهم الصلاة في العشرة أيام الأولى من شهر محرم، وفي غيرها لا تجب عليهم الصلاة، ولا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى، (الجامع خانة)، وإذا لم يذهب الشخص منهم إلى الجامع خانة في العشرة أيام الأولى من محرم يطرد من الطائفةويفرض عليه الحرمان.

 

التبرع لـ"تحيا مصر"

 

لم يكن تبرع سلطان البهرة، الأول في تاريخه لصندوق "تحيا مصر"، ففي أول زيارة له إلى مصر، بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحكم، قرر سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، التبرع بـ10 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر".