د. حماد عبدالله يكتب: "العدل أساس الحكم" ( 2 ) !!

مقالات الرأي



عن الإصلاح تحدثنا بالأمس ، ومازلنا نتحدث اليوم ، وسوف نتحدث ، ونبتكر ، ونزايد على الكلمة ، ونزايد أيضاً فى كيفية تنفيذ مضمونها ، سواء من الناحية السياسية أو الإقتصادية ولكن ..... أين الأصلاح فى الأسرة المصرية ؟
كيف يمكن أن نصلح الأسرة وهى الخلية الأولى فى المجتمع ؟
كيف تعود الأسرة لكى تتماسك ، وترتبط وتربى أولادها تربية صالحه ؟ 
وتؤسس فى أولادها روح العدل .... إن بذور الإصلاح تأتى فى المقام الأول داخل خلية المجتمع الأولى ، فى " البيت والمدرسة " ! وبالأنتقال للمدرسة ، أين دورها ؟ وأين الأصلاح والعدل مما يحدث فيها اليوم ؟ من مناهج تهتز مع كل تغيير وزارى ، ونظام تعليمى يتعدل مع مجىء كل وزير جديد برؤيتة الخاصة ، ولا نعتمد على ما تم فى مجتمعات سبقتنا وأصلحت فى منظومتها التعليمية !! والعلمية !!

" العدل " ، كلمة ، ومضمون ، وإسم من أسماء الله الحسنى " العدل هو أساس الملك " وللحكم ، وللحياة!! 
و" بالعدل " تقدمت الأمم ، و" بالعدل " أنتصر الأسلام ، وأفتتحت الممالك فى العصور الإسلامية !! أبان حكم الخلفاء الراشدين ، ورحبت الدول والشعوب بالفتوحات الإسلامية وبالإسلام ، لأنهم رفعوا راية " العدل " !! 
وفى الحديث عن عدالة سيدنا " عمر رضى الله عنه " قصص وحواديت ، لا مكان لها فى مقالنا هذا ، حيث لا تكفى مساحة العمود لسرد إحدى قصص " عدالة عمر بن الخطاب " رضى الله عنه خاصة فى "مصر" إيان حكم " عمرو بن العاصى " رضى الله عنهما ، ولكن فى حياتنا المعاصرة نجد بأن العدل فى أمم أخرى تقدمت عنا ، كان " العدل " أساس تقدمها !!
من يصدق بأن زوجة " تونى بلير " رئيس وزراء بريطانيا الأسبق قد أوقفها مفتش بمترو الأنفاق ، لكى تدفع قيمة مخالفة عدم قطع تذكرة ، قبل ركوبها القطار ، ودفعت ( عشرة جنيهات ) غرامة وأن كان عذرها بأنها لم تلحق ، قطع التذكرة من الماكينة فى محطة المترو لإزدحامها، وقرب موعد عملها فى المحكمة (حيث تعمل محاميه ) فركبت المترو دون تذكرة !!والسؤال من المسئول عندنا الذى يتفضل بركوب مترو الأنفاق ( أساساً ) حتى يكون هناك تطبيق " للعدل " حتى على الأقل لكى يشعر بأى تراخ أو سوء خدمه فى مرفق من مرافق الدولة ؟ ولكن يشرط أن لا يصاحب المسئول ، مظاهرة من وكلاء وزارته ، ورئيس المرفق نفسه ، فهناك ( العدل ) يصبح " مرفوع من الخدمة " !!
( العدل ) أن يكون هناك حساب لكل مخالف فى الطريق العام ، سواء فى المرور أو فى مخالفة بيئيه أو حتى كسر إشارة مرور ، لا فرق بين ( فلان وعلان ) ، " العدل " هو الأساس فى الإصلاح , " العدل " هو إعلاء القانون فوق كل إعتبار !!
" العدل " .. هو تأكيد المساواه بين الناس ، مهما أختلفت مستواياتهم وعقائدهم ومشاربهم وألوانهم .
" العدل " .. هو القضاء الحر ، غير المختلف على مصالح سواء كانت شخصية أو قبلية . 
" العدل" .. هو قاضى فوق منصه ، ذو هيبة لأنه يحمل بين يديه القانون ، ويمن الله فوق رأسه حامياً للعدالة وناشراً لها بين الناس , " العدل " ليس فقط بين إدارة ومرؤوسين ، أو بين مدرس وتلاميذ أو أستاذ وطلاب ، أو سلطة وشعب ، ولكن " العدل " بين الشخص وضميره ، بين الأنسان ونفسه !!
فإذا كنا نبتغى أصلاحاً حقيقياً فى حياتنا فلابد أن يسود " العدل " أولاً المجتمع .
كيف يتسنى لنا ذلك ؟ 
ذلك هو السؤال الذى يمكن أن نطرحه على كل السادة أصحاب الرؤوس ، والأقلام والشاشات ،والميكروفونات ، وفى مجالسنا التشريعية وأحزابنا السياسية ، والأئتلافات الشبابية وأيضاً لصناعى القرار فى ( مصر ) !!
كيف يسود " العدل " ( مصر ) ؟
أعتقد أن الأصلاح الحقيقى هو أن يسود ( العدل كل الوطن ) , أن نسمع مثلاً على أن هناك من جئ به إلى ساحة القضاء لتعدية على مؤسسات الدولة الدستورية ، بالفعل وبالتحريض وبالتجمهر وبضرب المارة وسؤالهم فيما لا يعنية !!
" العدل "بأن نسمع بأن السيد رئيس الجمهورية ، قد أتخذ قراراً بأن العدل أولاً ثم أى شيىء أخر بعده .