ما لا تعرفه عن الزملكاوي سامي العدل.. أسد "شاهد ماشفش حاجة"

الفجر الفني



هو صاحب رحلة كفاح حقيقية خاضها في المسرح والسينما والتليفزيون حتى أصبح مشواره الفني جدير بالتأمل والدراسة، إذ بدأه منذ الصغر مبكرًا، فبرع في تغييّر جلده، وتنويع أدواره، من الشر إلى الكوميديا، ومن الحدة والجد إلى الدراما الإنسانية، فقدّم مسيرة حافلة بالأعمال الفنية المهمة، حتى وصل إلى النجاح التمثيلي والنجومية، ولم يكتف بذلك وكان يشغله الحلم الأكبر الذي حققه بصحبة إخوته، بتأسيس شركة "العدل جروب"، التي يرجع إليها الفضل في صناعة نجوم جيل الألفية الجديدة، إنه الخال سامي العدل، الذي يوافق يوم 10 يوليو الذكرى الثالثة لرحيله.

*النشأة وبداية المشوار
هو سامي توفيق محمد العدل، المولود في 2 نوفمبر 1946 بقرية كفر عبد المؤمن، مركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية، ينتمي إلى عائلة خاض جميع أبنائها مجال الفن، فأشقاؤه الثلاثة هم السيناريست مدحت العدل، والمنتج جمال العدل، والمنتج محمد العدل، انتقل وأسرته للعيش في منطقة شبرا بالقاهرة الكبرى، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأ العمل كممثل منذ أوائل السبعينيات من خلال فيلم "كلمة شرف" (1972).

توالت أدواره الثانوية، ومن بينها فيلما "أنا لا عاقلة ولا مجنونة" و"رجب فوق صفيح ساخن"، إلى أن بزغ نجمه لأول مرة من خلال مسلسل "السمان والخريف" (1978)، عن رواية الأديب الراحل نجيب محفوظ، وتبعها بأدوار في مسلسلات "أصيلة، بطل الدوري، الأزهر منارة الإسلام، الحرملك، جواري بلا قيود، حكايات هو وهي"، وأفلام: "عصابة حمادة وتوتو، الحل اسمه نظيرة، عريس لفاطمة، مملكة الهلوسة، ولكن شيئًا ما يبقى، أشغال شاقة".

*الإنتاج السينمائي
امتلك "ملهى ليلي" لفترة، لكنه فضَّل الاتجاه إلى الإنتاج السينمائي خوفًا على سمعة أولاده، رغم أنهم اعتبروا ذلك أمرًا عاديًا، وقرر في منتصف الثمانينيات تأسيس شركة "العدل فيلم" للإنتاج الفني، ليتحوَّل بها إلى "صانع نجوم"، وكان "حقد امرأة" (1978) أول فيلم تنتجه الشركة، وهو من بطولة ممدوح عبد العليم وبوسي، لتتوالى بعدها الأفلام التي تنتجها الشركة، التي لم تخل من دور للعدل، مثل "الدكتورة منال ترقص، حرب الفراولة، مجانينو، امرأة للأسف".

بعد مشاركة أشقائه في العمل الفني، قرر في منتصف التسعينيات تأسيس ما أشبه بالإمبراطورية، وساندهم في تأسيس شركة "العدل جروب"، التي صارت واحدة من كبرى شركات الإنتاج الفني في العالم العربي، وكان أول أعمالها فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" (1998)، تأليف مدحت العدل وإخراج سعيد حامد، ثم توالت نجاحات الشركة، حتى عامنا الحالي.

*المشوار الفني
وبالتوازي مع "العدل جروب"، واصل سامي مشاركاته السينمائية في أكثر من 50 فيلمًا، ومن أهمها: "أمريكا شيكا بيكا، حرب الفراولة، قشر البندق، إشارة مرور، أرض الخوف، هيستيريا، مذبحة الشرفاء، الطريق إلى مستشفى المجانين، امرأة تحت المراقبة، الديلر، بلطية العايمة، الغواص، أريد خلعًا، كلام في الحب، أحلى الأوقات، اللي بالي بالك"، كما شارك في عام 2003 في الفيلم المصري – التركي "هروب المومياء" إخراج التركي مراد أكناش، كذلك شارك في العديد من المسلسلات، خاصةً مع بداية الألفية الجديدة، ومنها: "​هوانم جاردن سيتي، حديث الصباح والمساء، أوبرا عايدة، ملك روحي، نجمة الجماهير، لقاء ع الهوا، محمود المصري، الداعية"، وغيرها.

*المسرح
وكان لسامي العدل باع كبير على خشبة المسرح، وكان أول ظهور له في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" ليشهد بداية تألق الزعيم عادل إمام في أول بطولة مسرحية مطلقة له، والمفاجأة أنه لم يظهر بشخصه طوال العمل، حيث كان هو الممثل الذي يرتدي قناع الأسد، ويشارك في صنع الموقف الكوميدي بالحركة دون الكلام، ودون أن يسمع الناس صوته أو يروا وجهه، وظل على هذا الحال ثماني سنوات يؤدي مشهده بإخلاص.

التقطه المخرج سمير العصفوري ليُقدّم معه مسرحية "كلام فارغ" (1978) من تأليف عملاق الأدب الساخر أحمد رجب، ونجح العرض نجاحًا هائلًا رغم معارضته النظام وجرأته السياسية الزائدة على الحد، التي أدت فيما بعد لإيقاف العرض، ثم قدّما معًا عرضي "ما أجملنا" و"هنا عرايس بتترص"، ثم واصل عمله المسرحي في "ملك الشحاتين" من تأليف نجيب سرور وإخراج مراد منير، الذي أخرج له أيضًا عرض "لولي" بأشعار أحمد فؤاد نجم، ووصل إلى قمة الأداء بدور الشيطان في مسرحية "طبول فاوست"، التي نال عنها عدة جوائز.

في رصيده العديد من الأعمال المسرحية الأخرى، ومنها: "أهل الهوى، الناس اللي في الثالث، الغازية والدراويش، إن كبر ابنك"، وغيرها، وكرَّمه المهرجان العربي للمسرح عام 2015 ليفاجئ الجميع بأن يهدي درع التكريم إلى روح زميله وصديقه الفنان إبراهيم يسري الذي سبقه للقاء ربه بنحو شهرين، وانهمرت دموعه على خشبة المسرح.