بين الشيخوخة والعجز.. رحلة معاناة بين محطتي "المرج" تحولت من دقائق إلى ساعات

تقارير وحوارات



الشارع يسوده الهدوء، لا يقطع سكونه سوى صوت سائقي حافلات النقل العام المتراصين أمام محطة "المرج المؤقتة"، معلنين وجهتهم إلى محطتي المرج القديمة والجديدة بجنيه واحد فقط، ليحتشد الركاب أمام أبوابها يتسابقون للحصول على مقعد للجلوس.

وبجوار هذه الحافلات، تتجول "التكاتك" حول المحطة، حيث أنها الاختيار الأفضل أمام كبار السن وذوي الاحتياجات، بعدما عجزوا عن إيجاد متنفس لهم في الأتوبيسات المزدحمة، وهو ما عانت منه المدرسة الكفيفة "رحاب" في رحلتها إلى العمل.

"بقالي كتير مخرجتش والقرار فاجئني انهاردة"، بهذه العبارة صرخت الفتاة العشرينية باكية، بعدما توجهت إلى محطة المترو التي تنقلها إلى منزل طلابها في موعد الدرس، حينما فوجئت بقرار إغلاق محطة مترو "المرج الجديدة" والتي تمثل وجهتها، حيث واجهت صعوبة في الصعود إلى سلم الطوارئ بمحطة "المرج المؤقتة"، وما زاد الامر صعوبة عليها، وقوفها عاجزة وسط حشود المارة ممن تكدسوا أمام باب الحافلة.

اضطرت "رحاب" للاعتماد على "التوك توك" في الذهاب إلى المرج الجديدة، إلا أن حالتها الصحية جعلتها ضحية للاستغلال، حيث فرض عليها السائق أجرة 10 جنيهات مقابل مسافة لا تتعدى بضعة دقائق:"فدفعت غصب عني لأني كنت مجبرة".

الفتاة الكفيفة لم تكن وحدها التي عانت من هذا القرار الجديد، فأمام حافلة النقل العام، تسبب مسن في تعطيل حركة الركوب بسبب بطء صعوده والذي يرجع إلى اتكائه على عكازه في يده اليمنى، بينما كانت يده اليسرى تحمل أكياسًا ثقيلة لا يقوى على الصعود بها بسهولة:"أعملكوا إيه يعني أصبروا يا جماعة شوية".

وخلال رحلة سير الحافلة إلى محطة "المرج الجديدة"، لم تتمكن ستينية من اللحاق بمقعد للجلوس، وهو الأمر الذي دفعها للوقوف وسط الزحام بعدما تأخرت عن موعدها لدى الطبيب، فلم تجد وسيلة سوى الاتكاء على عكازها بيد، والاستناد بيد أخرى على المقاعد المجاورة لها.