وجهة نظر.. شكرا كوبر.. حان وقت الرحيل

الفجر الرياضي



لست مصابًا بانفصام الشخصية حتى أكيل الاتهامات للأرجنتيني هيكتور كوبر وحده بعد نتائج مصر بالمونديال ولست من أنصار مبدأ "عاش الملك.. مات الملك" لنبدأ حملة في تشويه الخواجة الأرجنتيني الفترة الحالية بعد وداع المونديال بثلاث هزائم وصفر من النقاط أحبط جموع الشعب المصري خاصة الخسارة الأخيرة من المنتخب السعودي الشقيق.

وقبل أن أسرد وجهة النظر هذه المرة يجب أن نعطي الرجل حقه ونوجه الشكر لكوبر وجهازه المعاون على إعادة مصر من جديد للساحة بعد حالة انهيار كروي أصابتنا بعد مرحلة ما بعد جيل حسن شحاته ونجومه المميزين فقد أصبحنا لا نستطيع الوصول لأمم إفريقيا من الأساس وليست مرة واحدة بل ثلاث مرات وكنا نحلم فقط بالعودة للساحة وليس التأهل للمونديال إلى أن جاء كوبر بفلسفته "العميقة" للفرق الضعيفة "الدفاع أولا" والعقيمة للفرق الكبرى وللجمهور العاشق للكرة الهجومية .

كوبر جاء لمصر وهي في المركز 58 عالميًا بتصنيف فيفا بين منتخبات العالم ورحل عن مصر وهي في التصنيف الـ 45 وعاد بمصر للمحفل الإفريقي بعد غياب 3 مرات متتالية بل عاد من الباب الكبير ووصل لنهائي البطولة رغم أننا لم نكن مصنفين للوصل للأدوار التالية من الأساس .

وكسر كوبر الابتعاد المستمر للفراعنة عن المونديال في 6 مرات متتالية ليعود بمصر للمحفل العالمي بعد 28 سنة .

كوبر "العقيم والجبان والتقليدي" نجح في الفوز على نيجيريا والمغرب الفريقان اللذان نتغنى بمستواهما الآن في المونديال وحرم النسور الخضراء من بطولة الأمم وكسر عقدة أسود الأطلس التي أصابت مصر 31 سنة متتالية وأقصاه من كأس أمم أفريقيا.

حسنا فعل اتحاد الكرة بإعلانه تكريم كوبر وجهازه المعاون بعد إعلانه عدم تجديد تعاقده وحسنا فعل الاتحاد أيضا بعدم التجديد لكوبر فقد كان موعد نهاية عقد كوبر بنهاية المونديال هو وقت الحساب وليس أي وقت سابق فلا حساب إلا بختام المهمة واليوم أكمل كوبر مهمته وحان وقت رحيله وحسابه .

نعم كوبر نجح رقميَا ووفقًا لما كان عليه المنتخب قبل حقبة كوبر .. ونعم هو في نظر كثيرين جبان وعقيم ودفاعي وتقليدي وفي نظر البعض الآخر أوهمنا بحجة "القماشة الموجودة كده" وهو واقع نعيشه للأسف ولازلت عند رأيي في أن المدرب القادم خلفًا لكوبر لن يغير كثيرا من "قماشة المنتخب" وعملية الإحلال والتجديد تحتاج لسنة ونصف على الأقل .
حان وقت الرحيل لكوبر ليأتي خليفته ليواكب سقف طموحات الشعب المصري المرتفع حاليًا والذي شاهد نجومه في المونديال "رغم خسائرهم والصفر المحبط" فمهما كانت نتائجهم سيطالب بتكرار الوصول في 2022.

حان وقت رحيل كوبر ولكن حان معه أيضا بعد نهاية هذه المرحلة من حساب كل مسئول عن الأخطاء التي شهدتها بعثة المنتخب إداريا وفنيا وإعلاميا .

في النهاية فإن رحيل كوبر هو ختام مرحلة وبداية مرحلة جديدة وسندعم المدرب المقبل أي كانت جنسيته وأي كان اسمه وسنساعده على النجاح مهما كان فكره وفلسفته وسنحاسبه في الوقت المناسب للحساب في ختام مرحلته المقبلة وهي بكل واقعية مرحلة صعبة وشائكة .


تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا