الدكتور محمد الحداد في إصدار جديد : "الدولة مدنية أولا تكون"

تونس 365



أصدرت دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع كتابا بعنوان "الدولة العالقة: مأزق المواطنة والحكم المدني في المجتمعات الإسلامية"، ألّفه الدكتور محمد الحداد، وهو أكاديمي وباحث متخصّص في دراسات الحضارة العربية والأديان المقارنة.

ورد الكتاب في 360 صفحة جزّأها الكاتب في 6 أبواب: يحمل الباب الأول عنوان "دولة المواطنة" ويبحث فيه الكاتب مفهوم المواطنة ويصله بالمفهوم المدني لا الديني. وعنوَن الباحث الباب الثاني بـ "الإصلاح الديني وتأصيل المواطنة". وحمل الباب الثالث عنوان "الإسلام الأصولي ونسف المواطنة"، وفي هذا الباب ناقش الباحث المراجعات التي عرفها الخطاب الأصولي في بعض روافده ومدى قابلية هذه المراجعات في المساهمة في "الخروج الآمن"، كمات يسميه، من الأصولية. وبين الباحث أيضا في باب "نقد نظرية الدولتين" الخلفيات الفكرية والسياسية لهذه النظرية. 

وفي باب "العولمة السائبة ووهم نهاية الدولة" تطرّق محمد الحداد إلى ظاهرة العولمة كسيرورة حتمية تحتاج إلى رؤية عامة في التعديل. أما بالنسبة إلى باب "الاستقطاب الطائفي وحرية المعتقد"، فقد قام الكاتب بتحليل الأسباب الثقافية والاستراتيجية للاستقطاب الديني والطائفي في المجتمعات الإسلامية في علاقة بالحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط.

يدافع الدكتور محمد الحدّاد في كتابه عن مدنية الدولة وعن فكرة فصل السياسة عن الدين، داعيا إلى القيام بمراجعة عميقة للتأويل الديني وللوظائف الدينية في المجتمع. ويعتبر في هذا الكتاب أن الدولة الدينية هي "نسف" لمبدأ الدولة الوطنية وليست بديلا عنها.

ويعتقد الكاتب أن الإسلام السياسي أو "الأصولية الدينية"، كما يسميها، ليست امتدادا للخطاب النهضوي وللحركة الدستورية، بل هي "انقلاب مفهومي" عليهما، و"نسف" لما تحقق من تطور فكري وحضاري ولمواطنة المدنية.
 ويرى أن إثبات الطبيعة المدنية للدولة ونقض دعاوى مخالفتها للدين، هي شرط تحقّق الوفاق في المجتمعات العربية والإسلامية.

ويقترح الدكتور محمد الحدّاد "دولة المواطنة" بديلا عن الدولة الدينية وكذلك عن الدولة الوطنية بمفهومها الكلاسيكي التي ينبغي أن تتجدّد وتتطور لتصبح دولة المواطنة، وتصبح المواطنة المرجع الأساسي والمحوري للعقد الاجتماعي، قوامها الاختلاف والتنوع.

جدير بالذكر أن الباحث التونسي الدكتور محمد حداد كان توج بجائزة ابن خلدون/سنغور للترجمة في العلوم الإنسانية سنة 2013 التي تمنحها منظمة الالكسو بالاشتراك مع المنظمة الدولية الفرنكفونية، وذلك عن ترجمته من الفرنسية إلى العربية لكتاب "المصنّف الوجيز في تاريخ الأديان" الذي أصدره المركز الوطني للترجمة بتونس سنة 2012 وهو مؤلف للكاتب الفرنسي فريديريك لونوار.