مصطفى عمار يكتب: أقيلوا هاني أبو ريدة وحاكموا أصحاب فضيحة رحلة روسيا الأخيرة

مقالات الرأي



شركة "we" الراعى الرسمى لفشل الكرة المصرية وإحباط المصريين


ماذا كنا نتوقع قبل إقامة مباراة مصر وروسيا ببطولة كأس العالم، ونحن نشاهد نفس وجوه فضيحة أم درمان قبل عشرة أعوام بالسودان وهم يهبطون على أرض روسيا لمساندة وتشجيع المنتخب الوطنى قبل مبارته المصيرية أمام المنتخب الروسى، وإقامة ضيوف الشركة الراعية بنفس الأوتيل الذى يقيم فيه بعثة منتخبنا القومى لكرة القدم..

من سمح بكل هذا العبث أن يحدث، من سمح لزوجات اللاعبين أن يتواجدن فى معسكر المنتخب قبل ساعات من اللقاء المصيرى، من سمح للوفد المسافر لروسيا والذى تم توجيه الدعوة له بالتنسيق مع الشركة الراعية واتحاد الكرة المصرى على ليخرج اللاعبون عن تركيزهم، لماذا تواجد أحمد أبوهشيمة داخل ملعب تدريب المنتخب وفى نفس الأوتيل ليلتقط صورا مع محمد صلاح وباقى اللاعبين وكأنه ممثل للدولة المصرية، الاسئلة كثيرة والكل كان يعرف إجابتها مقدماً، لأننا سبق وشاهدنا نفس الفضيحة فى مباراة الجزائر الفاصلة بالسودان، والتى حاولت وقتها الدولة المصرية التغطية على فشل الصعود لكأس العالم باختلاق أكاذيب لتخفى وراأها الإخفاق الكبير، لم يتعلم المسئولون عن الكرة وهانى أبوريدة من الأخطاء، وتركوا بعثة المنتخب سداح مداح للشركة الراعية وللمقربين والاصدقاء من الاتحاد، لتكون النتيجة هى الهزيمة الكبيرة من روسيا بثلاثة أهداف مقابل هدف، كيف نحاسب اللاعبين على عدم تركيزهم واتحاد الكرة والشركة الراعية يتعاملون معهم كأنهم سلعة تم شراؤها، فقبل انطلاق البطولة بأيام يتم اختيار مجموعة من اللاعبين مع مديرهم الفنى لتصوير إعلان يضمهم مع جيل منتخب 90، هل هذا منطق، كيف نطلب من اللاعبين التركيز والدخول فى أجواء البطولة ونحن نتاجر بهم بهذه الطريقة، المدير الفنى نفسه تحول لأضحوكة بعد أن وافق على استغلال اسمه وشكله لبرنامج رامز جلال وأصبح يضحك ويسخر فى البعثة قائلاً «لامورى فى زورى»، حتى كابتن مجدى عبدالغنى لم يفكر فى مستقبل الفريق وتفرغ لعد الدولارات التى سيتقاضاها من برنامج رامز وهو يستضيف نجوم المنتخب، وبعد أن تم استبعاده من السفر وهدد بفضح المستور وجدناه يتناول إفطاره مع بعثة المنتخب فى روسيا ويلتقط معهم صورا تذكارية داخل ملعب تدريبهم، ما هى الفضائح الذى هدد بكشفها مجدى عبدالغنى وجعلت هانى أبوريدة يتراجع عن موقفه ويسمح له بالتواجد مع بعثة المنتخب بعد قرار استبعاده، ألا تستحق هذه الواقعة التحقيق ومعرفة حجم الفساد الذى كان ينوى مجدى عبدالغنى فضحه!

هذا ما يخص اتحاد الكرة ورئيسه هانى أبوريدة الذى يجب أن يتم التحقيق معه من قبل الدولة عن كم الفساد والفشل الكبيرين اللذين لحقا ببعثة المنتخب الوطنى لكرة القدم.

من ناحية أخرى يتصرف المسئولون فى شركة «we» للاتصالات وكأنهم أصحاب الشركة ومستثمرون فيها، غاب عنهم أنهم مجرد موظفين لدى الدولة فى إحدى الشركات التابعة لها، كل ما يقومون به من تصرفات وإنفاق وبذخ محسوب على الدولة المصرية لا عليهم، الدولة ترفع أسعار الوقود لمواجهة الدين العام والمواطنون يصرخون من الغلاء، وإحدى شركات الوطن تنفق مليارات على دعاية سلبية وأفكار ركيكة للترويج لنفسها لتنافس شركات المحمول الثلاث فى حجم النجاح والتفوق، من أعطى لهم الحق وسمح لهم بالتصرف بمثل هذه الطريقة الفجة والمحزنة فى نفس الوقت، بداية من إنفاق الملايين فى تنفيذ إعلانات ضعيفة وسطحية خلال شهر رمضان وبعدها إرسال بعثة من نواب مجلس الشعب والفنانين ووزراء ومسئولين سابقين فى عصر مبارك إلى روسيا لتشجيع المنتخب الوطنى!

فى بداية شهر رمضان جميعنا، تابع الحملة المملة لكريم عبدالعزيز وأحمد عز فى رحلة بحثهم عن الصوت المفقود، وبعد إنفاق ملايين على مطاردات وأكشن وتحضير يظهر فى نهاية رمضان أن الصوت المفقود هو الفنان سمير الإسكندرانى، ليغنى مقطعا قصيرا من أغنيته الشهيرة «يلى عودتينا دايماً» فى أحد الحفلات بشوارع روسيا.

لماذا لم يقتصر الإعلان عن تقديم هذه الأغنية بشكل كامل فقط وهو الجزء الوحيد الذى نجح فى الإعلان بعد أن سخر الملايين على مواقع التواصل الاجتماعى من الإعلان وثقل دمه طوال شهر رمضان.

هل يعلن رئيس الشركة عن تكلفة هذه الحملة الإعلانية وعن الأجور التى تقاضاها أحمد عز وكريم عبدالعزيز للظهور بالإعلان، هذا بالطبع غير تكثيف عرضه خلال شهر رمضان على جميع القنوات خلال شهر رمضان وحتى الآن، كم مليون تم إنفاقه على هذه الحملة الفاشلة؟! بالطبع لن يجيب أى مسئول عن هذا السؤال وكأننا نأذن فى مالطة

حتى الحملة الإعلانية التى أنفقت عليها الشركة ملايين قبل رمضان لكريم عبدالعزيز فى خلال رحلته للبحث عن أجدع كارت وأجدع ناس، وما تم وقفه منها بسبب سخرية الإعلان من قارة إفريقيا، بعد أن أظهروا فى الإعلان إحدى الدول الإفريقية وهو آكلة لحوم البشر، هل هذا إعلان يخرج من شركة حكومية مصرية تسعى الدولة جاهدة للعودة لأحضان إفريقيا بعد عشرات السنين من الإهمال والبعد! هل تم محاسبة الشخص المسئول عن موافقته على هذه الفكرة والملايين التى أهدرت على لا شىء! بالطبع لا.. لأن ببساطة المال السايب الذى تحاول الدولة جمعه والحفاظ عليه واقتطاعه من قوتنا وقوت أولادنا يذهب بمنتهى السهولة للمسئولين عن الشركة ليتصرفوا فيه وكأنهم ورثوه عن أجدادهم!

حتى الفكرة الوحيدة الجيدة التى قامت الشركة بتنفيذها وهى الجمع بين جيل 90 من لاعبين كرة القدم الذين مثلوا مصر فى تصفيات كأس العالم وبين الجيل الحالى الموجود فى روسيا، اضعوها بتنفيذ ركيك وسطحى، ولم يفكروا مثلاً أن يجتمع الجيلان على غناء النشيد الوطنى أو أى شىء آخر يلهب حماس لاعبى مصر والجمهور بخلاف هذه الأغنية الركيكة والتى أتحدى أن يكون مواطن واحد حفظ كوبليه واحد منها.. ما كل هذا السفه وخراب العقول وفقر الافكار!!

وفى الحقيقة لم يتوقف مسئولو الشركة عند هذا الحد، بل قرروا أن يحرقوا دم المصريين بإرسال بعثة من أعضاء مجلس الشعب وبعض الفنانين لن تفيد الفريق المصرى ولن تقدم أى شىء سوى حرقة الدم وزرع الكره والحقد لكل من فيها رغم أنهم لا ذنب لهم فهم ليسوا أكثر من ضيوف توجيه الدعوة لهم لحضور مباراة مصر وروسيا والإقامة لمدة ثلاثة ليال بالمجان وعلى نفقة المواطن المصرى البسيط الذى يبحث عن الجنيه ليوفره ويقتات منه.

من صاحب القرار فى توجيه هذه الدعوات سواء من شركة «وى» أو من اتحاد الكرة المصرى، ألا توجد جهة رقابية واحدة تحقق فى هذا التصرف ويتحمل المسئولون عن هذا التصرف المسئولية كاملة عنه؟..

ألم يكن سفر وفد من لاعبى كرة القدم القدامى الذين لم ينالوا شرف تمثيل منتخبهم فى كأس العالم مع لاعبى منتخب جيل 90 مع أسرة كابتن محمود الجوهرى أفيد وأفضل وكانت الجماهير ستقابل هذا التصرف بالتصفيق والامتنان للشركة عندما تجد وفدا يمثل الكرة المصرية عبر جميع الأجيال؟!..

للأسف تفكير الشركة واتحاد الكرة لم يتخط «الخمسة مواه» الجملة الشهيرة لضيفة البعثة الفنانة فيفى عبده مع كامل احترامى لها.

أرجوكم احترموا مناصبكم ودولتكم التى تمنحكم كل مرتب بالملايين سنوياً لتضمنوا لشركتكم النجاح والربح، لا الفضيحة والسب واللعنة من الجمهور

أرجو أن لا تمر هذه الفضيحة مرور الكرام وأن يحاسب كل من كان سببا أو طرفا فيها.