حكايات عصفور قمر الدين.. القصة الحقيقية لغرق الشاب أحمد وصفي بمنتجع شهير

العدد الأسبوعي



عندما كانت تشير الساعة إلى الرابعة عصراً، وبينما يستمتع رواد شاطئ منتجع شهير بالاستجمام بعيداً عن ضوضاء القاهرة، ويسيطر الهدوء الممزوج بالضحكات واللعب على الشاطئ الشهير لأبناء الذوات، قطع هذه الحالة من الاستمتاع صرخات فتاة فى الخامسة والعشرين من العمر، عندما خرجت صارخة من مياه البحر متجهة للشاطئ تطلب النجدة والمساعدة لصديقها الذى يتعرض للغرق، عشرون دقيقة فقط كانت كفيلة بإعلان خبر وفاة الشاب بعد أن حضرت عربة الإسعاف وتم إخراجه من أنبوب الشفط بعد أن تم إيقاف عمله ليستطيع المنقذون إخراجه، الشاب خرج من البحر وهو لديه إصابات عديدة وفى حالة إعياء شديدة نتيجة احتجازه مدة طويلة داخل الأنبوب، ولكنه بمجرد وصوله المستشفى، توفى على الفور وتم إعلان الخبر وسادت لحظات من الحزن قبل أن يعود كل شىء لطبيعته وكأن شيئًا لم يحدث!

انتشر الخبر بين رواد المكان أن الضحية الشاب أحمد وصفى كان ضحية إهماله لأنه لم يستمع لتعليمات المكان وقرر نزول البحر للسباحة برفقة صديقته وهو فى حالة سكر، وأنه دخل إلى مكان غير مسموح بالتواجد به وهو المكان الموجود به ماسورة شفط عملاقة تسحب المياه من البحر وتحملها إلى البحيرة الشهيرة بالقرية.

الجميع فضل أن يصدق هذه القصة، لترتاح ضمائرهم ويواصلوا الاستمتاع بعطلتهم ومواصلة لعبهم وضحكهم متناسين مشهد خروج أحمد وصفى وجسده ممتلئًا بالجروح والكدمات من المياه!

أما القصة الحقيقية، إنه شاب محترم، لم يكن سكران. فهو شاب رياضى وأحد أبطال التنس فى نادى الجزيرة، ويعمل فى أحد البنوك الخاصة والحقيقة إنه كان يسبح فى البحر مع إحدى أصدقائه، وكانت صديقة منهم قد اقتربت من ماسورة الشفط العملاقة بدون قصد، لأنه لا يوجد أى علامة تشير لهذه الماسورة القريبة جداً من الشاطئ، وكادت صديقة الضحية أن تنسحب لماسورة الشفط، لكن أحمد اتجه بسرعة لإنقاذها،، وبمجرد اقترابه منها وإنقاذها، قامت الماسورة بشفطه هو ولم يستطع التخلص من قوة السحب الشديدة للماسورة، ولم يتمكن أحد من أصدقائه من إنقاذه، ولم تفلح محاولات إخراجه إلا بعد إغلاق الشفاط الكبير، لكن للأسف كان الوقت تأخر لإنقاذه لأنه أصيب بجروح كبيرة، نتيجة لوجوده داخل الماسورة، بالإضافة لشربه كمية كبيرة من المياه كثيرة لوجوده مدة طويلة داخلها. فى الحقيقة لم تتأخر عربة الإسعاف، وخرج الشاب من المياه غير متوفى، لكن لم يستطع أحد إنقاذه بعد خروجه بهذه الحالة السيئة، ووصل لمستشفى العلمين أكثر سوءًا وتوفى بعد وصوله بدقائق.