منال لاشين تكتب: كواليس تشكيل حكومة مدبولي

مقالات الرأي



تغييرات اللحظات الأخيرة

وزير ساند ابنة مسئول برلمانى فى الامتحانات فخرج من الحكومة بسبب الواقعة


كواليس حكومة الدكتور مصطفى مدبولى شهدت الكثير من المفاجآت والأسرار.أول المفاجآت استبعاد الدكتور عاصم الجزار من وزارة الإسكان التى اقترب منها جدا، ولكن فى الدقائق الأخيرة استبعد الجزار، وذلك بطلب من عدد من قيادات وزارة الإسكان لمدبولى بسبب شدة وقسوة الجزار وخلافاته مع هذه القيادات، وهو ما استجاب له رئيس الحكومة بالاحتفاظ بوزارة الإسكان مع تعيين نائبه للمرة الأولى فى الوزارة راندا المنشاوى.. وهى بالفعل دينامو الوزارة. وكانت تشغل منصب وكيل أول وزارة الإسكان.

بالنسبة للمجموعة الاقتصادية فإن أيادى محافظ البنك المركزى كانت واضحة جدا على تغييرات المجموعة الاقتصادية.. فآراء طارق عامر التى يبديها فى كل مكان واجتماع مهم ضد وزيرى المالية السابقين عمرو الجارحى وطارق قابيل. عامر يرى أن الحكومة وخاصة هذين الوزيرين سبب معاناتنا الاقتصادية، وأنهما لم يقوما بالإصلاح الاقتصادى والصناعى والتصديرى كما يجب.

المثير أن عمرو الجارحى أطاح منذ أشهر قليلة بنائبه الدكتور عمرو المنير لأنه خشى من إعجاب بعض كبار المسئولين فى مصر وصندوق النقد بـ«عمرو» وخططه لتطوير وإصلاح الضرائب. وبرر الجارحى إبعاده للمنير لبعض الأصدقاء بأنه (الايجو بتاعه عالى قوى) يقصد أن عمرو مغرور. وجاءت الطعنة من النائب الآخر محمد معيط الذى تصعد لمنصب الوزير.ومعيط من مجموعة عمل وزير المالية السابق الدكتور يوسف بطرس غالى. ولم يشعر الجارحى بالخوف أو المنافسة من معيط. وذلك على الرغم من خبرة معيط الطويلة فى كل ملفات المالية وخاصة دوره فى قانون التأمين الصحى الجديد وتنفيذه.

إحدى المفاجآت كانت خروج وزير قطاع الأعمال خالد بدوى والذى عين وزيرا منذ أشهر قليلة فى تعديل أخير لحكومة المهندس شريف إسماعيل.وسبب خروجه كانت تقارير عليا بأنه فشل فى إنهاء أزمة العاملين فى الشركة القومية للأسمنت. ولكن السبب الأهم كان موقفه من الخصخصة أو بيع حصص من شركات قطاع الأعمال العام، فقد كان لخالد بدوى اتجاه آخر فى طريقة البيع لم توافق عليها جهات فى الدولة ولذلك خرج بدوى.

ومن المفاجآت اختيار أستاذة فى الاقتصاد وهى الدكتورة ياسمين فؤاد فى وزارة البيئة ويبدو أن الاقتصاديين سيطروا على الوزارات الخدمية مثلما حدث سابقا فى وزارة السياحة باختيار الخبيرة الاقتصادية الدكتورة رانيا المشاط لوزارة السياحة.

من المفاجآت فى حكومة مدبولى الإبقاء على وزير التموين الدكتور على مصليحى فى منصبه، وذلك بعد توقعات بالإطاحة به على خلفية قضية رشوة بعض قيادات مكتبه.ولكن الإبقاء على مصليحى جاء فى إطار إرضاء البرلمان لأن الدكتور على هو الوزير الوحيد فى الحكومة من البرلمان حيث كان رئيسا للجنة الاقتصادية بمجلس النواب.

وكانت قيادات فى البرلمان قد رشحت عددا من رؤساء اللجان لتولى مناصب وزارية فى الحكومة الجديدة. من بين هذه القيادات البرلمان رئيس لجنة التضامن وشيخ مشايخ الطرق الصوفية عبدالهادى القصبى لمنصب وزير التضامن، ولكن الأداء المتميز لوزيرة التضامن غادة والى أطاح باقتراح البرلمان. كما تم ترشيح رئيسى لجنتى القوى العاملة والتنمية المحلية لوزارتى القوى العاملة والتنمية المحلية ولكن لم يؤخذ بهذه الترشيحات. ولذلك كان من الضرورى الإبقاء على وزير التموين خاصة أن قضية الرشوة لم تطاله شخصيا، وإن كان مسئولا سياسيا عن موظفيه. وبالنسبة للتنمية المحلية فقد نفذت حكومة مدبولى وعد حكومة شريف إسماعيل بإبعاد وزير التنمية المحلية اللواء أبوبكر الجندى عن منصبه بسبب خلافاته المتكررة مع النواب. وكان رئيس الوزراء الأسبق شريف إسماعيل قد زار رئيس البرلمان الدكتور على عبدالعال عقب واقعة هجوم الجندى على النواب ومعه الوزير وقدما الاعتذار ولكن شريف وعد عبدالعال بإبعاد الجندى فى أول تعديل وزارى.

ولكن أكثر المفاجآت كانت خروج أحد الوزراء الذى كان متأكدا من استمراره فى الحكومة الجديدة. وكان الوزير يجلس مع قيادة برلمانية وعلم الوزير من هذه القيادة أن ابنته الطالبة بكلية الطب تشكو من صعوبة الامتحان.وأن أحد الأسئلة فى الامتحان كان صعبا جدا. فانتهز الوزير الفرصة وأبلغ الوزير أنه يعرف عميد الكلية. واتصل الوزير بالعميد وطلب منه إلغاء السؤال الصعب وإعادة توزيع درجات الامتحان على بقية الأسئلة. وهو ما تم بالفعل.وتصور الوزير أن هذه الخدمة أو الهدية كفيلة بإبقائه فى الحكومة، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. فقد تسربت القصة أو بالأحرى الفضيحة إلى جهات مهمة فقامت باستبعاد الوزير من الحكومة بسبب هذه الواقعة، وهذا موقف محترم يجب أن نوجه التحية للجهات المعاونة فى اختيار الوزراء عليها.

وبالطبع كان اختيار وزيرى دفاع وداخلية جديدين من مفاجآت التشكيل الحكومى لأنهما من الوزارات السيادية وكان البعض يتوقع تعديلات محدودة.

أخيرا أتمنى لكل الوزراء الجدد والقدامى التوفيق فى عملهم وأتمنى بالطبع التوفيق للدكتور مصطفى مدبولى فى مهمته وأتمنى التوفيق بشكل خاص لكل الوزيرات الثمانى وأتمنى أن يزيد عدد الوزيرات فى أول تعديل لحكومة مدبولى إلى عشرة أو حتى عشرين.