صدفة غنيم تكتب: وما أدراك ما أطفال الأولمبياد!

مقالات الرأي



في الوقت الذي تنشغل فيه جماهير الدول المشاركة بمونديال روسيا 2018 بفوز أو خسارة فريق كل دولة منهم، وخروجه أو تأهله في المونديال، واستغلال شهر يأتي كل أربعة أعوام وهو التوقيت المحدد لبطولة كأس العالم للترويج للفرق من خلال تنشيط السياحة من بوابة كرة القدم، تنشط عملية آخرى يشترك فيها الجنسيات المختلفة ولكن داخل الغرف المغلقة لتكون النتيجة ما يسمى بـ "أطفال الأولمبياد".

 

ربما المسمى غريب على المجتمعات العربية التي لم يحالفها الحظ في مونديال 2018، وتساقطت فرقهم واحدة تلو الآخرى، ولكن يعتبر "أطفال الأولمبياد" مسمى مستساغ على آذان المجتمعات الغربية.

 

فاستخدم مصطلح "أطفال الأولمبياد" عقب دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها موسكو عام 1980، وحينها كانت وسائل منع الحمل غير متوفرة بقدر كبير في البلاد، فكانوا هؤلاء الأطفال ثمرة علاقات عابرة أقيمت خلال مناسبات دولية بين نساء روسيات ورجال من إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وتعرض العديد من هؤلاء الأطفال للتمييز.

 

وهو ما استدعى تحذير رئيسة لجنة شؤون الأسرة والمرأة والطفل في البرلمان الروسي تمارا بليتنيوفا، قبل انطلاق بطولة كأس العالم في منتصف الشهر الجاري، من ممارسة الروسيات الجنس مع رجال أجانب ليس لشيء سوى قلقها من اختلاط الأنساب في حال ممارسة الجنس مع رجال غير بيض.

 

فيما قلق البرلماني الروسي ألكسندر شيرين، على حسناوات بلاده، فحذر من كون أن المشجعين الأجانب قد يجلبون الفيروسات إلى كأس العالم ويصيبون الروس.

 

وسرعان ما تحولت التحذيرات إلى رماد بعدما خرجت الرئاسة الروسية يوم الخميس 14 يونيو 2018 مؤكدة أن النساء في البلاد يتمتعن بحرية فعل ما يشأن. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي "في ما يتعلق بنسائنا الروسيات، القرار عائد لهن" في شأن طريقة التعامل مع المشجعين، واصفا الروسيات بأنهن "أفضل نساء في العالم".

 

وهو ما شجع المطعم الروسى الشهير "برجر كنيج"، على عرض مكافئة مالية للفتيات الروسيات اللاتى يستطيعن الحصول على الجينات الوارثية من قبل لاعبى كأس العالم وأصبحن حوامل من أحد نجوم كرة القدم المشاركين فى المونديال - بحسب موقع "الإندبندنت" البريطانى.

 

وكان الإعلان عبارة عن مبلغ مالى يقدر بــ36 ألف جنيه إسترلينى، بالإضافة إلى الطعام المجانى مدى الحياة، للفتيات الروس اللاتى ينجحن فى الحصول على  جينات أفضل لاعبى كرة القدم فى العالم، تحت عنوان "نحن نؤمن بك".

 

وبعد موجه من الانتقادات اللاذعة، عاد المطعم ليقدم اعتذاره عن الإعلان الترويجي، جاء فيه: " نقدم اعتذارات للإعلان الذى قدمناه".

 

فتحولت مشاركة المجتمعات والثقافات المختلفة من طاولات النقاش وملعب الساحرة المستديرة إلى الغرف المغلقة والتي لا تنتهي بقرارات بل بـ "أطفال الأولمبياد.. وما أدراك ما أطفال الأولمبياد".