طارق أبوزينب يكتب: السعودية قبلةً سياسية

ركن القراء



بعد التعيين السياسي والأخلاقي للعلاقة التي تجمع المملكة العربية السعودية مع لبنان والذي قام به رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وفي متنه الدعم الخاص من ولي العهد محمد بن سلمان، صار لزاماً على أولئك الذين يدبجون الشائعات ايجاد البديل لنفث الاحقاد في العلاقة بين الدولتين والشعبين.

الوضوح السياسي الذي قارب فيه الرئيس الحريري العلاقات بين البلدين، وان لم يكن جديداً يُضاف الى سيرته، إلا أنه كان بتراً لمخطط مترابط يرمي الى اقصاء السعودية عن حواضنها العربية وفي القلب لبنان.

ثمة الكثير مما يستوجب مراجعته في بلاد الأرز، لكن أكثرها ضرورة والحاحاً هو ذاك المتصل اتصالا وثيقاً بهوية البلد وأهله. فليس من عاقل من يغامر بهويته. دعك من الهويات واضطراباتها الأهلية: فماذا عن المصالح والرعاية اللتين كانتا عطاء نبيلا ومستمرا للبنان ومن دون مقابل سياسي.

هناك سؤال أبعد من هذا وذاك وهو موجه لمن يغامر بسلم البلد واستقراره: متى اشترطت السعودية موقفا سياسيا مقابل دعم؟ ومتى استثمرت المملكة بالدم على ما يفعل أصحاب السبابات المهددة بالويل والثبور ان شق وطن الرسالة ، على ما يقول السينودس، عصا الطاعة على امبراطورية فارس وولي فقيهها؟

ما بين لبنان والمملكة وشائج ارتباط قومي وروحي وثقافي، فهي الى كونها دولة ذات دور اقليمي مُقرر تبقى انها أرض الحرمين التي يُيمم المسلون جميعهم وجهوهم نحوها عند كل صلاة ومن دون تمييز لن تلغيه اطلالات الولي الفقيه وهو يرطن باالعربية. العروبة هوية واتقان اللغة لا يعفي ناطقها من "هستيريا الاحلام القومية" واعني الفارسية على وجه التحديد.

حسبي ان كلام الحريري كان حاسما بمكانة المملكة وتميزها عند اللبنانيين. والسعودية بهذا المعنى قبلة سياسية لعروبة الحداثة والتطور الذي يشقه ولي العهد محمد بن سلمان.