د. حماد عبد الله يكتب: بعض من الذكريات الطيبات!!

مقالات الرأي



فى عمودى اليوم عادة ما أبحث عن شيىء طريف أكتب عنه مثل أغنية جميلة من الزمن القديم أو التحدث عن مشاعر طيبة نفتقدها فى هذا الزمن القبيح  أو "نادرةمن النوادر" التى شاهدتها أو عايشتها فى حياتى ولا أعلم لماذا خصصت طيلة السنوات الماضية منذ أن إنتظمت فى كتابة عمود يومى فى (روزاليوسف اليومية) لا أعلم بالضبط السبب وراء إختياراتى فى أيام الأجازات أن أتحدث عن شيىء غير ذى صفة تتميز (بثقل الدم) أو "تحمل من النقد" "كأبة" أو أفكار لمشكلة أو قضية عامة!!.

ولعل هذا السؤال وجهته لنفسى أكثر من مرة ووجدت إجابات غير مقنعة لدى.

مثلاً أقول بأن أيام الأجازات ربما لا تُقَرْأ الجرائد كما تُقَرأ فى أيام الإسبوع (أيام العمل) أو ربما يكون ليوم الأجازة  كما أريد للمتابع لمقالاتى أن يستريح من وجع الدماغ الذى أسُبِبْه طيلة أيام عمل الإسبوع.

ومرة أخرى أو إجابة أخرى ، تقول بأنه ربما يقل عدد قراء الجرائد فى الأجازات عنهم فى بقية أيام الإسبوع حيث يحتاج المرء للنوم أكثر صباحاً والإجتماع بالأسرة ظهراً ، والخروج مساءاً وبالتالى يصبح يوم الأجازة هو يوم "لا قرائة فيه" وخاصة لمثل المواضيع التى يقع إختيارى لها طيلة أيام الأسبوع للحديث عنها أو حولها !!

ومن هذا المنطلق أخذت عن صديقى الدكتور مصطفى الفقى عرفت فلان وأكتب عنه ووجدت أن قدرتى على التواصل مع هذا الفكر غير ممكن لأسباب عديدة لا مجال لذكرها ولكن لاشك بأن فى حياة كل إنسان مجموعة من الشخصيات أثرت بشكل أو بأخر على فكر أو على سياق أو سعدنا ببعضهم وتعسنا بمعرفة البعض الأخر!! والكل وارد الكتابة عنه  طالما أن فى يدنا قلم وفى قدرتنا نشر ما نكتب فى نافذة ، مثل عمودى اليومى  وطالما هناك نفس وقلب ينبض ورغبة فى تحقيق واجب نقوم به يومياً !!.

ولعل إختيارى لشخصية اليوم هو المرحوم الأستاذ/أنيس منصور الكاتب والأديب الجميل الذى نشأت فى طفولتى على بعض كتبه وأهمها رحلة حول العالم فى 200 يوم وغيرها إلا أن سعادتى وحظى الرائع سمح لى بأن أصاحبه فى رحلات خارجية طالت لعدة أيام أقلها أربعة وأكثرها عشرة أيام ليل نهار سوياً نحن منفردين نتسوق فى فرانكفورت أو فى هانوفر أو فى أطلانطا نأخذ غذائنا سوياً وعشائناً سوياً ونفطر سوياً وأعد له الشاى بالعسل النحل فى بعض الأحيان الساعة الرابعة صباحاً بود وبمحبة وبرضا كامل، حيث كنا فى قرية (دالتون) ولاية جنوب جورجيا والثلوج تغطى "الكوريدور" بين الحجرات وهو فى إحتياج لهذا الكوب من الشاى  وأسعى أنا تزحلقا على الجليد لكى ألبى له طلبه راضياً محبباً لنفسى فعل ذلك !!.

وحينما سألت عنه قبل وفاته فى عيد الفطر قبل الماضى مهنئاً قال أهلاً بالكاتب الناشيىء وسعدت بهذا الوصف أيضاً !! واحشنى يا أستاذ "انيس" الله يرحمك رحمة واسعة وواحشنى مصاحبتك فى السفر حيث فيه كثير من الفوائد خاصة إذا كان بمصاحبة أحد نبهاء الوطن امثالكم، رحمكم الله رحمة واسعة.  !!