عبدالحفيظ سعد يكتب: هل يحضر السيسى وبوتين مباراة مصر وروسيا فى كأس العالم؟

مقالات الرأي




شركات السياحة نبهت على مشجعى المنتخب فى روسيا بوجود إجراءات أمنية رئاسية فى لقاء روسيا

تطير القلوب والجماهير خلال ساعات قليلة، لمتابعة مباريات كأس العالم فى روسيا، والتى يشارك فيها المنتخب المصرى للمرة الثالثة فى تاريخه بعد غياب دام 28 عاما، وهو ما يزيد من اهتمام المصريين بهذا الحدث العالمى الكبير.

كما يحظى هذا الحدث باهتمام كبير ليس على المستوى الشعبى فقط بل على المستوى الرسمى، وهو ما ظهر من الاستقبال الخاص من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى شارك بنفسه فى توديع المنتخب المصرى، يوم السبت الماضى، وذلك لتحفير أفراد بعثة المنتخب الوطنى وإشعارهم أن حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم كبير، مطالباً جميع أفراد البعثة وحثهم على بذل أقصى الجهد لإسعاد الشعب المصرى.

ويظهر الاستقبال الرئاسى للمنتخب الوطنى، حجم الاهتمام الكبير بالفريق المصرى والذى شارك فى البطولة، والتى تأخذ طابعاً خاصاً، خاصة أنها تقام فى روسيا، وهى إحدى الدول التى تجمعها بمصر علاقة خاصة منذ عدة عقود، وزادت فى الفترة الأخيرة خاصة بعد ثورة 30 يونيو، والتى حظيت بدعم روسى منذ بدايتها.

ورغم أن منتخب مصر يقع فى نفس المجموعة «الأولى»، التى يتنافس فيها مع المنتخب الروسى، إلا أن العلاقة المتينة بين البلدين، سواء على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى، كانت أقوى من المنافسة الرياضية، وهو ما ظهر من الزيارة التى قام بها رمضان قاديروف رئيس الشيشان (جزء من الاتحاد الروسي) للمنتخب المصرى فى المران الأول للمنتخب الوطنى فى العاصمة جرونى والتى يقيم المنتخب المصرى معسكره فيها استعدادا لمباراته الأولى أمام أورجواى يوم الجمعة المقبل، ويدل الاهتمام الرسمى من الشيشانى التى ترتبط بمصر «الأزهر» بعلاقة خاصة، والتى ظهرت فى الاستقبال الأسطورى على المستوى الشعبى والرسمى لشيخ الأزهر أحمد الطيب خلال زيارته الأولى للشيشان فى أغسطس 2016.

ونجد أن حالة الحفاوة بالمصريين ظهرت أيضا فى الترحيب الكبير الذى حظى به المنتخب المصرى من مسلمى الشيشان منذ وصوله إلى معسكر الفريق فى العاصمة جروزنى.

وتعكس حالة الحفاوة بالمنتخب المصرى العلاقة القوية مع روسيا، سواء فى المجال السياسى والاستراتيجى والتسليح، وكذلك المشروعات المشتركة التى يعد أبرزها إنشاء المفاعل النووى المصرى فى الضبعة، وكذلك مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى مصر، والمنتظر إقامتها داخل الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، فى مساحة تصل لـ 5 كم مربع باستثمارات تبلغ 7 مليارات دولار على أن يقام فى شرق بورسعيد للصناعات اللوجستية، وذلك لإقامة عدة مشروعات صناعية فى مجال السيارات والأدوية والمعدات، والبترول والغاز والكلابات وصناعة السكك الحديدية والصناعات التعدينية والطاقة النووية، وصولا لمجال التسليح.

وتعد هذه المشروعات الخاصة مع روسيا، انعكاسا للعلاقة المتينة مع مصر فى الفترة الماضية، والتى ظهرت من خلال الزيارات المتكررة للرئيس السيسى لروسيا ولقائه بالرئيس الروسى بوتين 8 مرات، بدأت قبل تولى الرئيس المسئولية عقب ثورة 30 يونيو، بدأ يظهر بداية 2014، وتحديدا حينما اتجه المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، إلى العاصمة موسكو، وهى الزيارة التى جاءت عقب الترحيب الروسى بثورة 30 يونيو.

وأهدى الرئيس الروسى الرئيس المصرى فى تلك الزيارة جاكيت يحمل علامة النجمة الحمراء، تعبيرا عن تقديره للزيارة، وقال السفير المصرى فى روسيا تعقيبا على هذا الموقف، إن الرئيس الروسى أخبر الرئيس المصرى أن هذه هدية عزيزة عليه وعلى كل روسى، وقال له: إننى أقدمها لك بكل فخر، وألبسه الجاكيت بنفسه.

 ولم يمر شهران على تولى الرئيس سدة الحكم، إلا واتخذ قرارا جديدا بزيارة ثانية إلى روسيا، وإجراء لقاء جديد مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى وقت كانت تعانى خلاله مصر من حصار عدد من الدول التى كانت تتمنى لمصر مصيرا مشابهاً للعديد من الدول التى هدمت بجوارنا.

 روسيا استقبلت الرئيس عبد الفتاح السيسى فى سوتشى، وبمجرد دخوله للمجال الجوى الروسى استقبله سرب من المقاتلات الروسية تعبيراً عن التقدير الواسع من قبل الدولة، وتم الاتفاق خلال اللقاء على تعزيز العلاقات بين البلدين.

عقب هذه الزيارات، قرر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن يزور مصر لأول مرة منذ عشر سنوات، ووصل إلى القاهرة 9 فبراير 2015 فى زيارة استمرت ليومين، ناقشت العمليات الإرهابية فى المنطقة، وناقشا العديد من الملفات المتعلقة بالمنطقة.

 أما اللقاء الرابع بين الرئيسين فجاء خلال مشاركة الرئيس المصرى فى احتفالات روسيا بالذكرى الـ70 لنصر الحرب الوطنية العظمى، إلى جوار 68 زعيما أجنبيا.

أما اللقاء الخامس فكان فى الزيارة الأطول التى زارها الرئيس السيسى لروسيا فى 2015، وهى الزيارة التى استمرت 3 أيام كاملة تمكنت من نقل صورة حقيقية عن مصر، ونقل العلاقات بين البلدين لمرحلة جديدة.

اللقاءان السادس والسابع كانا على هامش القمتين مجموعة العشرين فى الصين، وقمة البريكس، فى العامين 2016 و2017 بالترتيب.

 أما اللقاء الثامن فهو قمة المكاسب، وتم توقيع فيها اتفاقية محطة الضبعة النووية، إضافة لوعد الرئيس الروسى باستئناف حركة الطيران مع مصر، واستثمارات روسية فى منطقة قناة السويس، وهى الخاصة بإنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى منطقة الاستثمار الواعد.

وتدل حالة الود بين مصر وروسيا، أن اللقاء الذى يجمع بين منتخبى البلدين فى 19 يونيو الجارى، فى المجموعة الأولى، يمكن أن يحظى بمفاجأة تتمثل فى حضور الرئيس السيسى، بصحبة الرئيس الروسى بوتين هذا اللقاء، خاصة أن شركات السياحة التى نظمت رحلات للجماهير لحضور مباريات مصر فى كأس العالم نبهت على الجماهير المسافرة، أن لقاء مصر وروسيا، سيحظى بتأمين رئاسى خاص، وأن عليه الاستعداد لإجراءات هذا التأمين، وهو ما يشير إلى احتمال أن يحضر اللقاء الرياضى الزعيمان، وذلك لتتويج العلاقة السياسية والاستراتيجية بين البلدين، فى مجال الرياضة، عبر محبوبة الجماهير كرة القدم، وفى أهم حدث فيها وهو نهائيات كأس العالم.