"و" الثمانية في القرآن الكريم

إسلاميات



سلط الإعلامي والباحث في فقه الحركات الإسلامية محمد أحمد عابدين، خلال حلقته السابقة المعروضة علي موقع "قناة الغد"، الضوء علي واو الثمانية في القرآن الكريم، وذلك علي النحو التالي.

يقول تعالى "التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" التوبة: 112.

ويقول "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا" الكهف: 22.

كما يقول سبحانه "عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا" التحريم: 5.

من لطائف القرآن الكريم التي تلفت الانتباه، تفاصيل لغوية من بينها واو الثمانية التي تسبق المعدود الثامن أي تأتي بعد المعدود السابع، ويلاحظ أن المعدود الثامن يغاير ويناقض المعدود السابع ورغم اعتراض كثير منا النحاة على ما يسمى واو الثمانية إلّا أنها تعد واحدة من لطائف كتاب الله المجيد.

في الآية 112 من سورة التوبة نجد أن المعدودات في هذه الآية بدأت بكلمة العابدون حتى وصلت الواو وكانوا سبعة ثم جاءت الواو وبعدها الناهون عن المنكر وهي المعدود الثامن وهي عكس ونقيض الآمرون.

وفي الآية رقم 22 من سورة الكهف ثلاثة وبعدها 4 دون الواو وخمسة وبعدها سادسهم دون الواو ثم قال وثامنهم كلبهم ويكون هنا مغايرًا إذ أن السبعة من البشر والثامن هو الكلب الذي هو من جنس الحيوان وليس الإنسان.

وهو الأمر ذاته الذي ورد في سورة التحريم، فبعد أن عدّد الله الصفات السبع، عطف بالواو ثم جاءت الصفة «أبكارًا»، وهي عكس الصفة التي تسبقها "ثيبات".

وهكذا تتواصل اللفتات واللطائف القرآنية التي تستحق التأمل والدراسة والوعي بكافة التفاصيل.