رامى المتولى يكتب: مسلسلات سقطت فى الاختبار.. ونجح الممثلون

مقالات الرأي



على الرغم من التنوع الذى يشهده موسم مسلسلات رمضان 2018 ما بين الأكشن والجريمة والاجتماعى والكوميدى والنفسى ووجود أكثر من مسلسل ينتمى لنفس النوع إلا أن المشاكل الفنية طالت معظم المسلسلات وكذلك المستوى الفنى الضعيف التى خرجت به العديد من المسلسلات بعضها لم يشهد أى تفوق فى أى عنصر، على العكس مع تقدم الحلقات ظهرت المشاكل وانحدر المستوى أكثر وأكثر على رأس هذه الفئة «سلسال الدم» و«نسر الصعيد» وعدد قليل من المسلسلات الضعيفة فنيًا تفوق فيها الممثلون ومن الأدوار المساعدة وليس البطل.

ثلاثة مسلسلات تفوق فيها ممثلون لم يحتلوا أدوار البطولة على نجومها

«سك على إخواتك»..صبرى فواز وعفيفى الأفضل

ثلاثة مسلسلات تفوق فيها ممثلون لم يحتلوا أدوار البطولة على نجومها وأدائهم التمثيلى هو الأبرز وتفوق على مشاكل المسلسلات.

فى المقدمة يأتى «سك على إخواتك» الذى تسبب ارتجال بطله على ربيع فى سقوط المسلسل بأكمله فى فخ المط والتطويل وضياع الخطوط الرئيسية فى الدراما على الرغم من وجود قصة وأحداث تبدو حاضرة فى العديد من المشاهد الرئيسية لكن الارتجال المستمر للبطل ورغبته فى الظهور على حساب الدراما والمساحات المخصصة لزملائه فى المسلسل واللازمة لتستمر الأحداث بشكل طبيعى، فالمسلسل لا يمكن أن يقوم فقط على كتف ممثل وحيد فكيف الحال وهذا الممثل لا يملك القدرة أو الموهبة الممثلة وأقصى ما يمكنه تحقيقه هو كونه إعادة ترديد النص إذا التزم به من الأساس بلا أى رؤية حتى، عادة الارتجال هى مرحلة متقدمة عند الممثل تنبع من أساس فهمه للشخصية وقدرته على التقاط تفاصيلها وعلاقتها بما حولها سواء من شخصيات أو ما يمر بها من أحداث عندها يستطيع الارتجال والتجويد، على ربيع غير قادر على ذلك وقدرته على استيعاب النص محدودة الأمر الذى لا يجعله أكثر من مهرج مهمته محاولة فرض الكوميديا حسب رؤيته ما يوقعه فى استطراد مستمر بمشاهد لا يمكن وصفها إلا بالسخافة ويمكن الاستغناء عنها بمنتهى البساطة دون أى ضرر، مشاهده مع حراس الأمن فى الفيللا بأكملها بلا داع وبلا أى كوميديا يحاول خلالها الاستظراف.

ضعف البطل الرئيسى وفرض وجهة نظره على الدراما فتح مساحة كبيرة لظهور آخرين ليتفوقوا فى المشاهد التى يؤدونها خاصة التى تجمعهم معه، صبرى فواز وكريم عفيفى الأفضل فى المسلسل، يتعامل كريم مع المشاهد التى تجمعه بعلى بشكل مختلف، فالأخير الذى يطلق العديد من الإفيهات التى يظن أنها مضحكة من وجهة نظره على عكس كريم الذى يستغل أى موقف ليخرج كوميديا معتمدًا على قدرته فى مواكبة ارتجال على، على عكس صبرى الأكثر التزامًا بالأداء يسير على الخطوط المرسومة لشخصيته ويقدم أداء هو الأفضل فى المسلسل ككل والمشاهد التى تجمعه بعلى يبدو الفرق فيها واضحا بين مفهوم الممثل والمهرج، هذا بخلاف أن التضاد بين شخصية شريف «صبرى فواز» وبعبيكى «كريم عفيفى» يصنع كوميديا قادمة من اختلافهما وتصادمهما الدائم وعلى الرغم من أن نفس الحالة تنطبق على على ربيع إلا أنه لا تخرج مشاهدهما معًا بنفس الطريقة.

مصطفى أبو سريع.. فقط فى «قانون عمر»

حمادة هلال يطل على المشاهدين بمسلسل «قانون عمر»، حمادة لا يدقق كثيرًا فى الجوانب الفنية للأعمال التى يتصدر بطولتها، طالما تستوفى كوده الأخلاقى ورؤيته وتضم قدراً مبالغاً فيه من الميلودراما والصعبنيات فلا فارق معه وتفاصيل مثل الإخراج والسيناريو والتصوير والتمثيل لا تبدو مصيرية بالنسبة له وعليه تعاون هذا العام مع السيناريست فداء الشندويلى ليقدما دراما ساذجة قادمة من تسعينيات القرن الماضى ما زالت أفكار مثل زوجة خائنة تقع فى غرام من يعمل عند زوجها الكهل وتراوده عن نفسه فيتمنع فتنتقم منه وتجعل الزوج يزج به فى السجن ظلمًا، تجد رواجاً عند حمادة وفداء وعندما تتقطع خيوط القصة المستهلكة يخرج من تحت الأرض فى مصادفة ساذجة ابن رجل مهم متعاطٍ للمخدرات يحاول الاعتداء على حبيبة حمادة فيدافع عنها بقتله لتقع هى فى المشكلة وتنجو من السجن بالكاد، لتبدأ رحلة المط والتطويل والأحداث الساذجة تتوالى وتظهر عيوب الكتابة أكثر وأكثر ومما يزيد الأمر سوءاً هو ضعف سيطرة المخرج أحمد شفيق على الممثلين والتصوير ليبدو المسلسل ككل وكأنه مسلسل مكسيكى ممتد الحلقات تضاف إليه المشاكل والعقد من أجل أن يحلها البطل حتى يدخل فى عقدة جديدة، وسط المستوى المتدنى يظهر فقط مصطفى أبو سريع فى بشخصية aابنة خالته، والذى صنع دراما خاصة به باللازمة التى اعتمدها فى حديثه وطريقته فى التفاعل مع الشخصيات حوله، والذى يبدو قياسًا على من حوله من ممثلين هى حالة خاصة هو ابتكرها وطورها وفرضها على المخرج خاصة أن من حوله جميعا ليسوا على نفس المستوى حتى فاطمة الناصر التى قامت بدور الزوجة الخائنة على الرغم من أدائها الجيد إلا أن الدراما لم تمنحها الفرصة لتقدم ما هو أكثر.

فتحى عبد الوهاب يتفوق فى «ممنوع الاقتراب أو التصوير»

«ممنوع الاقتراب أو التصوير» من بطولة زينة الممثلة الأسوأ لهذا العام التى تتصدر بطولة مسلسل بلا منازع بكل الكلاشيهات التى تعبر بها عن انفعالات الشخصية وطريقتها الطفولية فى الأداء وإظهار المشاعر المختلفة بشكل مستهلك وتقليدى ودون التحكم لا فى الأداء الحركى أو الصوت بمعنى آخر لم تتعامل زينة مع الشخصية أو تحضر لها بأى شكل، هى مجرد أداة تقرأ الحوار الذى كتبه محمد الصفتى على المشاهدين دون أى توجيه أو تعديل من المخرج زياد الوشاحى، ويبدو أن هذا منهج المخرج فى كل تفاصيل العمل الذى لم يشهد أى تفوق أو رؤية إبداعية فى عناصر التصوير أو المونتاج هو الآخر بمجرد انتهائه من التصوير مع التقاط العديد من المشاهد التعبيرية بالتصوير البطىء للأبطال يجمعها معًا حسب الترتيب دون أى تدخل لتُعرض على المشاهدين، التفوق فى عنصر التمثيل محسوب لفتحى عبد الوهاب المجرم الهارب الذى يتحول لزوج شخصية كاميليا «زينة» فى المسلسل، وعلى الطيب الذى يقدم دور ضابط المباحث الذى يحقق فى القضايا المتورطة فيها كاميليا، وصفوة مالكة الفندق التى تستقبل زينة فى أول أيامها بالقاهرة، هؤلاء الثلاثة فقط هم من أجادوا وبشكل شخصى ومن ضوء تعاملهم من شخصياتهم المكتوبة، ومع حالة التخبط فى المسلسل يبرز هؤلاء الثلاثة ليتفوقوا على بطلة العمل التى تحتل تقريبًا المسلسل وكأنه مصنوع لها ولاسمها فقط.