للمرة الخامسة على ذمة التحقيقات "9" النيابة تجدد حبس فرج عبد البارى 45 يومًا..وقصة محمود البن قدم الوفاء فقابله بالخيانة

منوعات



 شهيرة النجار

وأكد الضحايا أن فرج عبد البارى أبلغهم من محبسه أن ثمن الأرض «2» مليار جنيه، وأنها بحوزته، واعدًا إياهم بتجهيز تاجر الأخشاب لأسماء الضحايا، ليجعلهم شركاء فيها، وكانت المفاجأة أن 4 من الضحايا تنازلوا عن البلاغات، بعدما اقتنعوا بأخذ شيكات جديدة، يمتد تاريخ استحقاقها إلى العام المقبل، على أمل أن لديهم أرضا ثمنها مليارا جنيه، واكتشفوا بعد ذلك أنهم اشتروا «التروماى»، ولا يجوز مرة أخرى التقدم ببلاغ بعد التنازل أول مرة، خاصة أن محامى فرج ومحب، اسم كبير وأعرفه جيدا، وهو الذى يقوم بالمفاوضات.

وهذا الأسبوع، تحديدا يوم الأحد الماضي، قررت غرفة مشورة شرق الإسكندرية استمرار حبس فرج عبد البارى «45» يوما على ذمة التحقيقات، والقضية فى طريقها لإعداد مذكرة بحصر أسماء الضحايا والمبالغ المجمعة والمنصوب عليهم فيها، تمهيدا لإحالتها لمحكمة الجنايات الاقتصادية، والغريب أنه رغم نشرى العدد قبل الماضى، عن أرض سينما ريالتو وسان سابا، التى هى ملك الكاتدرائية اليونانية، فإن تاجر الأخشاب والمستشار المصرى لدى أحد الأثرياء العرب وثالثهم مستشار أسبق لديه «أجنس سيارات»، تصالحوا معا، واجتمعوا على تنفيذ المشروع بدلا من شركة استانلى، ولا أدرى ما الذى يدور فى أذهانهم، وانتهى الاجتماع الذى كان مساء السبت الماضى بمشاجرة، تزعمها أحد أهم الضحايا وهو محمود البن.

من هو محمود البن، الذى وعدتكم بنشر قصته طوال الأعداد السابقة؟، شاب فى الثلاينيات من أسرة بسيطة، تعرف على أحمد خليل، مدير فرع البنك الهارب، وصارت بينهما صداقة متينة، وصلت لدرجة أن محمود أصبح لا يثق فى شىء إلا بعد الرجوع لأحمد خليل واستشارته.

وجد «خليل» فى «البن» ضالته المنشودة، فى ظل علاقاته الطيبة مع أهل الفن ولاعبى الكرة، ووصل الأمر إلى أن عمل محمود تفويضا داخل أبراج الفورسيزونز، بأن يتردد خليل على وحدته السكنية داخل الأبراج، وكان لدى الأول وديعة فى البنك، استدرجه الثانى وجعله يوقع على قرض بقيمة 2 مليون جنيه، بضمان تلك الوديعة، ثم فك خليل الوديعة وصرفها «3» ملايين جنيه.

ما يعنى أن خليل أخذ «2» مليون جنيه، ثم أخذ مبلغ الوديعة، والبالغ «3» ملايين جنيه، ليبلغ الحساب خمسة ملايين جنيه، دون علم محمود البن، ومرت الأيام وظهر شخص يدعى محمد فؤاد، له مبلغ «4» ملايين جنيه عند أحمد خليل، وصمم أن يسترد المبلغ، وإلا سيتخذ الإجراءات القانونية ضد خليل فى «2015»، فهرول الأخير إلى البن باكيا وقال له «الحقنى يا صاحبى، هتسجن».

وأقنعه خليل أن يترك شقته فى الفورسيزونز برج «7»، لمحمد فؤاد، نظير المبلغ المودع لدى أحمد خليل عند استانلى، وبالفعل استجاب الشاب الطيب تعاطفا مع صديقه الذى خانه بعد وعود، بأن يعيد ثمن الشقة التى تصل لـ«7» ملايين جنيه إليه «9» ملايين جنيه، فى خلال عامين، خاصة أن أحمد خليل أوهمهم بمشاركتهم بنسبة 10٪ فى أرض «الفنكوش»، القريبة من الكس ويست.

وفى أواخر عام «2016»، هرول مرة ثانية أحمد خليل لمحمود البن، بعد الضغط عليه من أحد المودعين، وكان له مبلغ مليون جنيه، فطلب من البن أن يتخلى عن سيارته الجراند شيروكى موديل 2016، للوفاء بدين خليل، على أن يعوضه أيضا بسيارة أخرى، وبالفعل اشترى له سيارة «أودى» ثمنها ثلاثة ملايين ونصف المليون بالأقساط، وسدد المقدم ثم ترك البن يواجه مصير دفع الأقساط، والمفاجأة أن السيارة كانت مكتوبة باسم أحمد خليل، مستغلا طيبة وثقة محمود البن فيه، يعنى المبالغ التى أخذها خليل من البن تصل لـ«10» ملايين جنيه.

تأتى مفاجأة أخرى، وهى أن لاعب الكرة «جدو»، الذى له أربعة ملايين جنيه أخذ فيللا، تم تقديرها بـ«3» ملايين جنيه، وبدأت الحكاية عندما ذهب ليودع أمواله لدى استانلى، من خلال أحمد خليل، الذى التقطه عن طريق البنك، إذ كان أحد العملاء أثناء لعبه خارج مصر، فذهب «جدو» وحكى للاعب الكرة كهربا، أن هناك شركة تعطى 40٪ فوائد شهرية، فسأل محمود البن فقال له «كويس»، فأودع كهربا خمسة ملايين جنيه.

ولما حدث ما حدث، طالب كهربا البن بالسداد، لأنه هو الذى استشاره، فقال البن أنت عرفت من جدو، وجئت تسألنى، وجئتنى بمحض إرادتك وأودعت المبالغ، فما ذنبى؟، وانتهت القصة المأساوية للبن بأن أخذ كهربا فيللا ملك للبن، فى بالم هيلز، كسداد للدين، بمجرد أنه استشاره أن يودع أمواله، يعنى البن تورط فى الـ«5» ملايين جنيه لكهرباء، وأخذ فيللته، آخر ما تبقى له من ممتلكات، بعد أن بيعه أحمد خليل «اللى وراه واللى أدامه»، وحصل على أمواله بالبنك الذى كان يرأسه.

«البن» كان يترك «شعرة معاوية»، ولا يريد أن يبلغ عن صديقه أحمد خليل، وفى النهاية ذهب لنيابة الشئون المالية، بعدما أوصدت فى وجهه جميع الأبواب، وبعد أن لقن محب عبد البارى «علقة» ساخنة فى كابينة عايدة، عندما قال له محب «فلوسك عندنا»، فرد البن: «وهى فين»، فأجاب محب: «أصبر علينا».

وطالب البن محب أكثر من مرة بالتوقيع على شيكات ضمان للمبالغ التى أخذها أحمد خليل لاستانلى، بعد هروب الأخير للدولة العربية، إذ أقروا قبل مغادرة خليل لمصر بـ«72» ساعة أن جميع الأموال التى تحصل عليها موجودة ومودعة لديهم، فى حسابات ومشروعات الشركة «الفنكوش»، فكان يهرب محب من التوقيع على الشيكات ويتنصل بحجج كثيرة، حتى فى الليلة التى سبقت الإبلاغ فى نيابة الشئون المالية، وتحديدا فى 21 فبراير الماضى، حيث تناول محب الغذاء مع البن فى أحد مطاعم الداون تاون، بصحبة وسيط آخر.

وكان يبدو على محب ملامح الاضطراب والقلق من مصيره المجهول، خاصة أنى كنت نشرت حلقتين عنهما فى «الفجر»، بالإضافة إلى تلويح البن له، بأن هناك العديد من الأجهزة السيادية والرقابية التى تعمل من أجل معرفة من أين جمعوا أموالهم، وفيما بددت أموال الضحايا، وأقر محب للبن أن «اللى جاى أحلى»، دون أن يوقع على شيكات، وكان هذا آخر ظهور لمحب عبد البارى، أمام الجميع، قبل صدور قرار الضبط والإحضار، فى 24 فبراير الماضى.

هذه هى قصة محمود البن، الشاب الذى استولى على شقته وسيارته ووديعته بالبنك، بل والقرض أيضا، لصالح استانلى، وزاد الطين بلة أن لاعب الكرة محمود كهربا أخذ فيللته فى بالم هيلز، لمجرد أنه استشاره يودع أمواله لدى أحمد خليل أم لا، كان ثمن تلك الاستشارة فيللا بخمسة ملايين جنيه، هذه نتيجة الثقة فى الأصدقاء، وهكذا رد أحمد خليل الوفاء والمجدعة بالغدر والخسة والخيانة.

محمود البن صديق الفنانين والمقرب جدا من مجموعة عادل إمام المغلقة، قصته واحدة من بين «10» قصص تأثرت بها، ربما قبل قصة سعدية، التى رويت قبل ثلاثة أشهر حكايتها، عندما أقنعها أحمد خليل بأن تكسر وديعتها وهى كل ما تملكه، بعد عمل «20» عاما بإحدى الدول العربية، وتضعها لدى استانلى مقابل 40٪، وكانت النتيجة أن السيدة الآن لا تجد قوت يومها، بعد أن كانت تعيش من عائد الوديعة المقدرة بـ4 ملايين جنيه، وتتصدق بجزء من العائد على روح ابنها الشهيد، تفتح بيوت بها كل شهر.

وللحديث بقية عن سماسرة استانلى والضحايا الجدد والقصص المؤثرة، منها قصة عقد الفيللا والتوكيل المؤقت لأحمد خليل على فيللا كفر عبده، خلف أمير البحار، وكيف كان ينصب به ومن نجا من مخالبه ومخالب فرج؟