كيف طعن السوفيت "السادات" في حرب أكتوبر؟

أخبار مصر



على الرغم من إعلان الاتحاد السوفيتي، التحالف مع مصر ضد الكيان الإسرائيلي منذ نكسة 1967 حتى حرب أكتوبر 1973 ، إلا أن السوفيت قد ظهرت نواياهم الحقيقية منذ اللحظة الأولى لحرب أكتوبر في العاشر من رمضان، ووقفوا كمشاهدين للمعركة ليس أكثر في حين دعمت الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل بكل الأسلحة الحديثة التي تمتلكها بل مدتها بأسلحة كانت قيد الاختبار. 

البداية كانت منذ الساعات الأولى للحرب بعد أن بدء السوفيت في إدخال الشك في كل من الرئيس السادات وحافظ الأسد، فبعد 6 ساعات من بدء الحرب، جاء السفير السوفيتي إلى السادات وأخبره أن رئيس سوريا قد أبلغ الاتحاد السوفيتي يوم 4 أكتوبر بموعد الهجوم، وطلب منهم العمل على وقف إطلاق النار بعد 48 ساعة من بدء الحرب، ولم يصدق السادات ما أخبره به السفير السوفيتي وبعث ببرقية مشفرة إلى حافظ الأسد يسأله عن صحة ذلك وجاءه الرد بعد 24 ساعة بأن ذلك لم يحدث. 

وفي يوم 7 أكتوبر جاء  السفير السوفيتي  لمقابلة السادات، في قصر الطاهرة وهو المكان الذي أعده ليتلقي منه الأخبار والمعلومات من المشير "أحمد إسماعيل" حتى في حالات الطوارئ وقطع الاتصال، وطلب للمرة الثانية وقف إطلاق النار بناء على طلب سوريا، إلا أن السادات أخبره أنه خاطب رئيس سوريا ونفى ذلك الطلب تماما فاسود وجه السفير، وأخبره الرئيس المصري أن يعلم الاتحاد السوفيتي بأن السادات لن يتوقف عن إطلاق النار إلا قبل أن يدمر نظرية الأمن الإسرائيلي وأحقق أهداف المعركة. 

وخلال زيارات السفير السوفيتي والاتصالات العاجلة يومياً من موسكو إلي القاهرة، كان السادات يلح بضرورة دعمه بأسلحة وذخيرة ومعدات كان المشير أحمد إسماعيل اتفق عليها مع السوفيت، وكان من المفترض تسليمها خلال سنة 73 كما أن الروس لم يفعلوا كوبري الامداد الجوي لمصر خلال الحرب ، علي عكس ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل خلال الأيام الأولي للحرب. 

وخلال موقعة الثغرة ، جاء رئيس الوزراء "كوسجين" إلى القاهرة وقابل الرئيس السادات وقال " لقد حدثت الثغرة ومقفكم الأن تحدد والقاهرة مهددة " فرد السادات قائلاً " القاهرة لن تهدد أبداً " ، وأرسل قوات الحرس الجمهوري الخاصة به الحرب وقاتل قتالاً عنيفاً وعاد كاملاً بكامل دباباته، ووصفت إسرائيل بعد عدة سنوات من إنتهاء الحرب ، معركة الثغرة ، وشراسة القوات المصرية فيها من قوات الصاعقة والحرس الجمهوري والمدرعات بأنها الأشد خلال الحرب ، وسميت تلك المنطقة "بوادي الموت" على حد تعبيرهم، لما فقدوه من قوات وعتاد ومعدات على أيدي القوات المصرية .

بعد نداء الاستغاثة التي طلبته إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية، لإمدادها بالقوات والأسلحة والمعدات، وبعد أن قالت أن موقفهم علي أمام الجبهه المصرية وصل "للحضيض"، وضع الأمريكان الأقمار الصناعية تحدت خدمة إسرائيل يرسل لهم المعلومات وتحركات القوات المصرية ساعة بعد ساعة يومياً بدون توقف، إلا أن روسيا لم تمد القاهرة بأي صورة أو تحركات للقوات الاسرائيلية بواسطة أقمارها الصناعية في المنطقة. 

وعندما ذهب "بومدين" للاتحاد السوفيتي ليشتري السلاح للقاهرة وسوريا، قال له الروس، بأن أنور السادات ضيّع مصر وسوف يضيع العرب والقاهرة، وعندما عاد بومدين إلى الجزائر جمع مجلس الثورة وحكي لهم ما حدث وقال "إذا كان الأمريكان وإسرائيل عايزين يهزموا السادات قيراط فالاتحاد السوفيتي عايز يهزمه 24 قيراط".

وبدأ السادات يلاحظ تطوراً خطيراً فى معارك الدبابات فكلما أصابت القوات المصرية لإسرائيل ١٠ دبابات كانوا يضخون مزيداً من الدبابات بعد أن دخلت أمريكا الحرب لإنقاذ إسرائيل بعد النداء المشهور، أما التطور الآخر، فهو أن أطلق صاروخان على بطاريتين مصريتين للصواريخ فعطلا البطاريتين تعطيلاً كاملا، وعرف السادات بعد ذلك أنه صاروخ أمريكى جديد يسمى القنبلة التلفزيونية وأنه كان لا يزال تحت الاختبار فى أمريكا، فأرسلته لنجدة إسرائيل. 

وقال السادات في مذكراته "كان اعتقاد الجميع في العالم أن الاتحاد السوفيتي يقف إلى جانبنا، وأنه قد أرسل الجسر الجوى لنجدتنا ولكن الموقف كان غير ذلك فى الواقع  فأمريكا وإسرائيل فى مواجهتي والاتحاد السوفيتي في يده الخنجر ويقع وراء ظهرى ليطعنني في اية لحظة عندما أفقد ٨٥ % أو ٩٠ % من سلاحى كما حدث فى سنة ١٩٦٧".