للفوز بها.. كيف نحيي ليلة القدر ومتى تكون ؟

تقارير وحوارات




"ليلة القدر خير من ألف شهر"، يُنزل الله تعالى فيها الملائكة، ويُنعِم على عباده بالمغفرة والرحمة، وهي ليلة يسعى جميع المسلمين لقيامها بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء، فهي الليلة التي أمر الله فيها جبريل بإنزال القرآن من اللوح المحفوظ إلى مكان في سماء الدنيا يسمى "بيت العزة"، ثم من بيت العزة صار ينزل به جبريل على محمد متفرقًا على حسب الأسباب والحوادث، فأول ما نزل منه كان في غد تلك الليلة نزل خمس آيات من سورة العلق، مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية ذكر كل ما يخص تلك الليلة وما ينبغي القيام.

مع الدخول في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يبدأ المسلمون بانتظار ليلة القدر، وتبدأ عمليات البحث تزيد عن موعدها، حيث تختلف الروايات حول تحديد ليلة القدر، حيث يرى بعض العلماء أنها في الليلة الحادي والعشرون ويرى البعض أنها في الليلة الثالثة والعشرون والآخر في الليلة الخامسة والعشرون، ولكن الأرجح والذي اجتمع عليه الكثير هي الليلة السابعة والعشرون، ولكن في حالة وجود العلامات التي تم ذكرها في الأعلى فتكون هي الليلة الصحيحة.

 
سبب تسمية ليلة القدر
قد ذكر العلماء عدة أسماء لأسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم أولًا: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما نقول: فلان ذو قدر عظيم أي: ذو شرف.

ثانيًا :أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه، ومعنى القدر: التعظيم أي أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر.

 وقيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها، وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لإن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من (القدر) وهو التضييق، قال تعالى:(وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه)أي: ضيق عليه رزقه، ووقيل: القدر بمعنى القدَر- بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم)، ولأن المقادير تُقدر وتكتب فيها.

 

علامات ليلة  القدر
وفقا لما قاله الفقهاء، فإن علامات ليلة القدر قد تُرى بالعين المجردة لمن يوفقه الله سبحانه وتعالى ويمكنه من رؤية علاماتها وأماراتها. ويذكر التاريخ أن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يستدلون عليها بعلامات مستقاه من الأحاديث النبوية.

ومن أبرز تلك العلامات المتداولة الاعتقاد بطلوع الشمس في صباحها بلا شعاع فتكون مثل ضوء القمر، وهناك من يرى أنها ليلة لا حارة ولا باردة، وهناك من يعتقد أنها ليلة لا تصدم الأرض فيها أى أجسام فضائية (شهب أو نيازك). وهناك من يعتقد أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان تحديدا.

ولكن من المؤكد أن عدم رؤية علامات ليلة القدر لا يمنع حصول فضلها لمن قام فيها إيمانا واحتسابا، فصلى وقرأ القرآن وأخلص في الدعاء. فالأصل هو تحرى ليلة القدر المباركة في العشر الأواخر من شهر رمضان طلبا للأجر والثواب.

 
فضل ليلة القدر
هناك أفضال كثيرة لهذه الليلة المباركة منها أنها ذكرت في القرآن الكريم وقال الله عنها أنها ليلة أفضل من 1000 شهر، وهي التي أنزل الله فيها القرآن في قوله (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).

 

دعاء ليلة القدر
أفضل دعاء يمكن قوله فى تلك الليلة المباركة أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث نقل الترمذى عن السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها قولها : "قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أى ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟، فقال - صلوات الله وسلامه عليه - قولى: "اللهم إنك عفوٌ كريم تحبُ العفوَ فاعف عنِّى"."وهكذا يكون أفضل دعاء إلى الله فى ليلة القدر؛ فبهذا الدعاء يتوسل الإنسان إلى الله، خالق الكون ورب السموات والأرض، بصفاته الكريمة التي هي "العفو" فالله عز وجل هو الذى يعفو ويغفر الذنوب، و"الكريم" لأنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالى الأخلاق ويكره سفسافها" صحيح الجامع (1801).

 

وهناك دعاء ورد فى القرآن الكريم: "رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ"(آل عمران: 193و194) صدق الله العظيم.