طارق الشناوي يكتب: الشرطة فى خدمة الشعب.. والدراما فى خدمة الشرطة!

الفجر الفني



هل شعر  الناس فى دراما رمضان بتوجه مع سبق الإصرار والترصد لإهانة جهاز الشرطة أم أن العكس هو الصحيح تماما؟، هناك رشة جريئة وتوجيه مباشر لصُناع الدراما بضرورة إعادة التبجيل والاحترام للمؤسسة الأمنية، من خلال إسناد البطولة لأكثر النجوم جماهيرية فى هذه الأيام، وهما محمد رمضان وأمير كرارة، حتى تتسع دائرة المشاهدة وتزداد درجة المصداقية.

للدراما قواعد وأصول لا يجوز تحطيمها وإلا أصبحنا بصدد عمل فنى (بروباجندا) غليظ وفج وغير مصدق، هناك بعض الهنات التى شابت الشخصيات الرئيسية فى المسلسلات، كما أن المسلسلات مثل (عوالم خفية) و(أمر واقع) وغيرهما فى مقابل حضور درامى لضابط الشرطة الملتزم الشجاع كان ينبغى توفر شخصية تستغل موقعها لتحقيق مكاسب شخصية لتقف على الجانب الآخر تماما، جرعة مقننة تصب فى نهاية الأمر لصالح الأمن. إنهم بشر وليسوا ملائكة تطير بأجنحة، والرسالة النهائية التى تصل للجمهور هى التعاطف مع رجال الشرطة، ضباطا وجنودا، ما يمنح الرسالة الدرامية بكل أبعادها المصداقية هو تقديم تلك الهنات.

مع الأسف لجنة الدراما، والتى يرأسها المخرج المخضرم محمد فاضل، تجاوزت عن تلك البديهية، وهى أن الدراما لا تقدم (كارت بوستال) ولكن تقتطع جزءا من الحياة، لقد فوجئت باللجنة وقد فتحت زخات النيران سريعة الطلقات على أكثر المسلسلات ترويجا للروح القتالية لرجال الشرطة فى مصر.

فاضل لا يزال أسيرا لفكر الستينيات من القرن الماضى، الذى يريد صورة ناصعة البياض بلا أى ظلال أخرى.

سبق للتليفزيون المصرى قبل ثورة 25 يناير أن قدم مسلسلا بناء على رغبة وتوجيه الداخلية، فى عهد حبيب العادلى، باسم (حضرة الضابط أخى)، أرضى قطعا وزارة الداخلية، إلا أنه بسبب روح الدعاية المباشرة سقط مباشرة من ذاكرة الناس. ليس سرا أن وزارة الداخلية وضعت كل إمكانياتها لدعم أكثر مسلسلين يدافعان عن الجهاز وهما (نسر الصعيد) و(كلبش 2)، وأن المسلسلين حظيا بعد قراءة السيناريو فى البداية بموافقة العلاقات العامة فى الداخلية، كما أن الشرطة منحتهما الإمكانيات المتمثلة فى رجال الشرطة الذى شاركوا فى العديد من المشاهد، والأسلحة الخفيفة والثقيلة تلبية لرغبة المخرجين، فهل سيوافق جهاز الشرطة على دعم من يسىء إليه، فما بالكم بتعبير الإهانة الذى استخدمته لجنة الدراما؟!.

اللجنة تضم بين أعضائها عددا ممن يمتلكون رؤية تتجاوز تلك النظرة القاصرة، إلا أنهم يمثلون الأقلية، بينما القرار فى النهاية يملكه الأغلبية، مع الأسف هناك نظرة أحادية يسيطر عليها هذا الرقيب القابع داخل البعض. المؤكد أن هناك أخطاء شكلية مثل طريقة وضع الرتب على كتف الضابط، أسلوب وقواعد التحية العسكرية، أو طريقة إطلاق الرصاص واستخدام الأسلحة، وهى أخطاء عامة نراها على شاشة رمضان وشوال وذى القعدة وفى السينما والتليفزيون، بسبب استسهال التنفيذ، ولكنها طبعا قضية أخرى. الدراما لا تعيش فى بلاد (الواق الواق)، ولكنها تقدم صورة لما يجرى حقيقة فى الشارع، ويراه الناس، وإلا ستجد جهاز (الريموت كونترول) ينطلق بالمشاهد بعيدا عن المسلسل. رجال الشرطة وجهت لهم الدراما تحية دافئة شاهدها الجميع ما عدا عدد من السادة الأفاضل أعضاء لجنة الدراما الموقرة، فرفعت الأمر للمجلس الأعلى للإعلام لإنزال العقاب القاسى وحبس كل المخالفين!!.