أمين قدرى يكتب: سيادة الرئيس .. أهالى سوهاج تنتظرك بلافتات "زرنا النبى"

ركن القراء



تستعد محافظة سوهاج لاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأيام القليلة القادمة لافتتاح متحف سوهاج ومحور كوبري طما الجديد أقصى شمال الإقليم، وينتظر ملايين من البسطاء من مواطني المحافظة زيارة الرئيس "السيسي" لبلادهم بفارغ الصبر، ويعتبرونها بمثابة خطوة جادة لتحقيق التنمية الشاملة بها، وانتظروها طويلًا على مدار سنوات عجاف، وعاشوها تحت سقف واحد مع الفقر والتهميش، تجرعوا فيها مرارة التدني بمستوى قطاعات خدمية عديدة، منها التعليم والصحة وشبكات الطرق، التى جعلتهم يواجهون معاناة مستمرة ومأساة صعبة لا تطاق.

وتدور فى زهنى الكثير من القضايا والازمات والمشاكل التى يعانى منها الكثير من المواطنين فى محافظة سوهاج والقضايا التي تنظر الرئيس على رأسها ملف الصحة، وهناك عشرات من الوحدات الصحية الريفية بسوهاج أصبحت مجرد مبان مهجورة أو عديمة الفائدة .. فلا أطباء ولا تمريض ولا أدوية .. و الوحدات التى يتصادف وجود طبيب بها تحولت الى عيادات خاصة بعد الظهر.

والارقام تكشف وجود 307 وحدة تنتشر بالقري منها 80 وحدة صحية بدون أطباء ولذلك اقتصر دورها على تقديم خدمات رعاية الأمومة والطفولة والتطعيمات ورعاية الأطفال حديثى الولادة وتنظيم الأسرة وتسجيل المواليد والوفيات فقط، نظرا للعجز الحاد فى الاطباء المتخصصين واعداد التمريض، من المسؤل أمام الرئيس عن تلك القضايا الهامه التى يعانى منها المواطنين.

ومن المشاكل التى يعانى منها الاهالى دون سماع شكواهم من المسؤلين، أن هناك 5 مستشفيات مركزية بمراكز المحافظة خارج نطاق الخدمة بحجة أنها تخضع لأعمال تطوير؟.. وهل يعقل أن تدرج وزارة الصحة 6 مؤسسات علاجية للتطوير في آن واحد في نطاق محافظة واحدة دون أن يكون هناك بديل استثنائي بتلك المناطق يتابع حالات المرضى، ويستقبل أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يقدرون على التنقل بين المراكز بحثا عن مستشفى؟.

ورغم كون ما يطلبه المواطنين هو أحد أهم ضروريات الحياة لأى إنسان، إلا أن مطلبهم اعتاد المسئولون على سماعها بودن من طين وأخرى من عجين، غير عابئين بخطورة أن يشرب المواطن مياها ملوثة بالصرف الصحى، وتسببت فى أن تنهش الأمراض والفشل الكلوى فى أجسادهم، أين محافظ سوهاج من حل تلك المشاكل التى يواجهها المواطنين، هل يفعلها محافظ سوهاج بتوصيل شكوى الاهالى الى الرئيس فى الزيارة المرتقبه القادمه. 

وتعد تلك المحافظة التي تخطى تعداد سكانها تخطى الثمانية ملايين، وأصبح المرضى بها يواجهون معاناة حقيقية في عملية العلاج داخل مستشفيات الحكومة، بل جعل البعض منهم يلجأ إلى التردد على المؤسسات العلاجية خارج حدود المحافظة وصلت الى القاهرة والجيزة، والتي ما زال المواطن الصعيدي يراهما المحافظتين الأفضل خدمة والأقرب إلى مكاتب الوزراء .

سيادة الرئيس.. قبل أن تغادر سوهاج، دعني أصارحك أن مستوى الخدمات الصحية بالمحافظة متدن للغاية، وأن مستشفيات الحكومة أصبحت غير ادمية، يذهب إليها المريض ليموت، ويزورها المعافى ليمرض، العنابر بها مكدسة بالمرضى، والأقسام خالية من الأطباء، المباني تواجه نقصا حادا في المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية، والصيدليات خالية تماما من الأدوية والمحاليل وحتى السرنجات، أطباؤها مكدسون في مستشفيات القطاع الخاص، ولا يتم الاستجابه من المسؤلين.

لم تكن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لسوهاج بالتحديد كأي زيارة قام بها من قبل لأي محافظة، بل هي زيارة ذات مذاق خاص، جاءت في توقيت مهم للغاية، خاصة بعد الإعلان عن افتتاح مشروعات تنموية عديدة بالمحافظة تم الانتهاء الفعلي منها بتكلفة إجمالية 577,5 مليون جنيه، ضمن خطة الدولة لتحقيق التنمية الشاملة بمحافظات الصعيد، والاستمرار فى تنفيذ المشروعات وأفتتاح متحف سوهاج ومحور كوبري طما الجديد أقصى شمال الإقليم فى الايام القليله القادمه بحضور الرئيس السيسى.