أحمد الشيخ يكتب: ارحل يا مصيلحي

مقالات الرأي



 

بين ارتفاع الأسعار وانخفاض الأجور أصبح كل هم المواطن المصري تأمين حياة كريمة لأبنائه، كل سعيه للرزق منذ أن يستيقظ  وحتى ينام ليصبح ترساً في عجلة الحياة من جديد، لا يفكر سوى فى تدبير قوت يومه ليكفى حاجة بيته ويعيش مستورًا.

 

وللستر فى مصر أدوات إحداها بطاقة التموين، التى يصرف بها المواطن كل شهر عدد من السلع البسيطة فى قيمتها المادية لكنها تمثل له جزء أساسي فى سد احتياجاته الشهرية.

 

وكانت البطاقة التموينية على مر العصور والحكومات فى مصر ثابتة القيمة أوتزيد لا يستطيع أحد التلاعب فيها، ولكن للأسف يحدث أخيرًا فى مصر وفى عهد الوزير الحالى على المصيلحي، أن تصدر بطاقة تموين ولا يستطيع صاحبها إيجادها أو أن يسقط فرد سهوًا من بطاقة التموين، والعديد من المشكلات التى يعاني منها آلاف المواطنين من محدودي الدخل، وتدفعك للدهشة من هذا الوضع الغريب المريب، والأكثر دهشة أن كل مسئول يلقى المسئولية على الأخر حيث تذهب للبقال التموينى يحولك على مكتب التموين، ومدير المكتب "هوب يقوم حدفك على الإدارة" ومن الإدارة للمديرية ومن المديرية للوزارة، وهكذا حتى ينسى المواطن أمر البطاقة "ويلعن" اليوم الذي صدرت له فيه بطاقة التموين من الأساس.

 

قمة الدهشة في الأمر أن تذهب لوزارة التموين فتجد المسئول عن البطاقات لا يعلم سوى أن البطاقة صدرت، لكن فين واستلمها منين يقولك "لا أعلم"، طب أروح لمين؟ الإجابة "لا أعلم"، "تلاقى نفسك عاوز تنط فى كرشه"، الأدهى من ذلك يقولك البطاقة صدرت وشغالة كمان يعنى ممكن يكون البقال التموينى بيصرف بيها، وبذلك هو يسرق ليس المواطن فقط ولكن الدولة نفسها التى لم تحرص على وصول الدعم لمستحقيه.

 

الكارثة الكبرى هو انشغال السيد المسئول، فعندما تتجه لمركز المعلومات القابع بوزارة التموين والتجارة الداخلية بالدور الثاني تجد سيادة الموظف اللواء سابقاً عمر مدكور مدير المركز جالس فى مكتبه والموظفين داخلين طالعين عليه وصوت الضحك بالمكتب لا ينقطع ومع ذلك البيه المسئول مشغول أنه يقابل مواطن لكى يحل مشكلته، والموظفة المحترمة خارج المكتب تفشل فى الدخول على "السيستم" للوصول لمعلومة تفيد المواطن في رحلة بحثه عن البطاقة، والكارثة هنا أننا داخل مركز معلومات وزارة التموين، ولسان حال المواطن الذي قطع هذه المسافة للوزارة في الشمس وهو صائم بعد أن لف كعب داير على 5 مكاتب تموين لم يجد فيها جميعاً بطاقته يقول "ده ايه الخيبة دى".

 

في كل دول العالم تساعد التكنولوجيا والميكنة في تسهيل حياة المواطن إلا فى وزارة التموين في مصر "النظام" أو السيستم دائماً "واقع"، ولا يظهر معلومات كاملة عن حالة المواطن المستحق للدعم فلا تستطيع أن تعلم مكتب التموين مصدر البطاقة أو البقال التمويني الذى تصرف منه خصوصاً للبطاقات الجديدة، ولعل الزحام على مكاتب التموين بمختلف المناطق خير دليل على العشوائية التى تعيش فيها وزارة التموين رغم الملايين التى انفقت على تحديث النظام حتى الآن.

 

في الختام أتوجه برسالة للسيد على مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، لم تضف للمواطن شئ منذ توليك المسئولية سوى المزيد من المعاناة والتضييق على المواطن ولكن ما زالت السرقات مستمرة، والإهمال مستمر، والروتين والبيروقراطية مستمر، والموظف نائم خلف مكتبه ويلقى المسئولية على من فوقه أو من تحته دون أدنى شعور بالذنب أو تأنيب الضمير، أرجوك إذا لم تستطيع تغيير هذا الوضع أن تستقيل أكرم لك.