دعاء الأنبياء في القرآن الكريم

إسلاميات



سلط الإعلامي والباحث في فقه الحركات الإسلامية محمد أحمد عابدين، الضوء في حلقته السابقة المعروضة علي موقع قناة الغد، علي دعاء الأنبياء في القرآن الكريم، وذلك علي النحو التالي.

حين أخرج آدم عليه السلام وزوجه حواء من الجنة، دعا ربهما «قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» الأعراف: 23، وحين يئس نبي الله نوح من دعوة قومه إلى الهدى دعا عليهم فقال، «وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا»، سورة نوح: 26.

وفي سورة إبراهيم ذكر الله تعالى دعاء نبيه إبراهيم عليه السلام «رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»، ودعاء نبيه أيوب في سورة الأنبياء «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»، ودعاء زكريا في سورة آل عمران «هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء»، ودعاء المسيح عيسى بن مريم في الآية 114 من سورة المائدة «قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ».

يقال إن الدعاء مخ العبادة، وهذا يعني أنه كما تدير الرأسُ الجسدَ، فإن الدعاء يأتي على قمه العبادات، لما فيه من اعتراف بقدرة الخالق على الاستجابة والتلبية وتحقيق الرغبة للصادقين، وكذا إقرار العبد واعترافه بضعفه وعجزه وإحالتِه الأمر إلى الخالق الأعظم سبحانه، والدعاء مراتب إذ يأتي الدعاء بدعاء الأنبياء والصديقين والصالحين في مرتبةٍ عليا، وتعتبر أدعية الأنبياء تحديدا من القرآن تلاوة يثاب عليها العبد ورغبة يمكن أن يحققها الرب سبحانه وتعالى، ويستحسن عند قراءة دعاء الأنبياء أن نرفع أكفّ الضراعة إلى الله ليستجيب لنا بدعاء أنبيائه.

والدعاء بدعاء الأنبياء يستحسن فيه أن يكون على وضوء وأن يكون من داخل القلب بإيمان قوي والثقة وحسن الظن بالله بأنه سيحقق الإجابة.

وعند عدم تذكر أي دعاء للأنبياء في لحظةٍ ما فيجب علينا أن ندعو بما يرد على اللسان حتى لو لم يكن فيه ضبط لغوي في النحو والصرف أو حتى في النطق لأن الله مطلع على قلوب العباد.