حكاية القبلة التي أسقطت أم كلثوم على مسرح الأولمبيا.. وهذا سر اعتزالها بعد ثورة يوليو

الفجر الفني



تعتبر أم كلثوم، من أهم الأصوات الغنائية العربية، التي لها عدد كبير من الأغاني الرائعة التي أطربت وما زالت تطرب الكثير من الأجيال.

وخصصت مريم أمين حلقة برنامج "حكايتها"، يوم الجمعة، عبر نجوم إف إم للحديث عنها، وقالت مريم: "حكاية اليوم هى شخصية كتير حبوا على صوتها واتجرحوا على صوتها وعاشوا مع الصوت دا سنين طويلة بينبهروا بحنجرتها الذهبية اللي مالهاش مثيل.. هي الجامعة العربية والست وشمس الأصيل وسيدة الغناء العربي وصاحبة العصمة وقيثارة الشرق وفنانة الشعب، كل دى ألقاب لقبت بها نجمة العصر كوكب الشرق (أم كلثوم)".

بداية المشوار

وأضافت: "أم كلثوم اسمها الحقيقى (فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي) اتولدت في محافظة الدقهلية كانت تنتمى لأسرة فقيرة، والدها كان بيشتغل مُنشد في حفلات الزفاف الخاصة بالقرية اللى عايشين فيها، اتعلمت أم كلثوم في الكُتاب وكانت بتحضر دروس الغناء اللى كان بيديها والدها لأخوها عشان يشتغل نفس مهنته ولما سمع صوتها وتأكد من قوة نبرتها وأدائها بدأ يعلمها هي كمان أصول المغنى، وبالفعل بدأت تشتغل معاهم في إحياء حفلات الزفاف لحد ما تطور الموضوع لأنها بقت تتطلب مخصوص وبقى باباها وأخوها هما اللي بيغنوا وراها في الأفراح، لحد ما جاءت لها فرصة لإحياء ليالى رمضان في القاهرة ودا كان سبب انتقال الأسرة كلها للقاهرة، ودى كانت أول خطوة في مشوارها الفني".

18 ألف نسخة
وتابعت: "على مسرح اليوسفور ومسرح الحديقة الأزبكية بدأ يكبر صيت أم كلثوم، وبدأ يأتي لها الناس من محافظات أخرى مخصوص عشان يسمعوها، وفى منتصف العشرينات كانت أول اسطوانة تتباع بصوت أم كلثوم، بيع منها 18 ألف نسخة ودا كان عدد ضخم جدا وقتها، ساعدها الملحن محمد القصبجى في إعدادها فنيا وتكوين فرقة خاصة بها تعزف خلفها فى الحفلات وأصدرت الاسطوانة الثانية ليها بعنوان (على عينى الهجر) وكانت من لحنها وحققت أعلى مبيعات وفى نفس السنة كانت أم كلثوم أول صوت يغني في الإذاعة المصرية بعد افتتاحها".

عالم التمثيل
وأشارت مريم: "قررت أم كلثوم الدخول لمجال جديد عليها وهو التمثيل وكانت بدايتها بفيلم (وداد) وبعدها عملت 5 أفلام متتالية على مدار 7 سنين، ولما جالها مرض الغدة الدرقية وسبب لها مشكلة في عينيها طلبوا منها الدكاترة إنها لا تتعرض للضوء ودا كان السر وراء إنها بتلبس نظارة سوداء طوال الوقت وبالشكل دا ودعت التمثيل من حياتها، بعد ما غنت أغنية (مصر التى فى خاطرى) عرض عليها المشاركة في مسلسل إذاعى هو مسلسل رابعة العدوية، وغنت أغانى المسلسل كله ونفس الاغانى دي أذيعت فى فيلم رابعة العدوية اللى كانت بطلته نبيلة عبيد".

اعتزال مؤقت بسبب الثورة
وأردفت: "ولد الهدى والأطلال وإنت عمرى، كان ليهم فضل كبير فى انتشار أم كلثوم بس لأنها كانت بتغنى بشكل دائم فى حفلات الملك هذا جعلها تتمنع من الغناء بعد ثورة يوليو وطردت من منصب نقيبة الموسيقيين، واعتبرها البعض ضد الثورة بالرغم من عدم إعلان موقفها السياسى والمشكلة دي خليتها تعلن اعتزالها في بداية الخمسينات لحد ما الموضوع وصل للرئيس جمال عبدالناصر، وقرر إلغاء كل القرارات دى ورجعت تغني من تانى بأغنية أهدتها ليه اسمها (بعد الصبر) وكان فيها اسمه، فى الوقت دا كان ليها نشاطات تانية غير الغناء زى إنها اشتغلت مأذونة وكانت أول مأذونة في أسوان وتانى سيدة تشتغل مأذونة فى الصعيد وكمان ساهمت فى تكوين اللجنة الموسيقية العليا".

واستطردت مريم: "فى الستينات بقى الوضع اختلف معاها تماما وكانت سنين عزها زى ما بيقولوا، هجرتك وإنت فين والحب فين، وهو صحيح الهوى غلاب، أشهر أغانيها اللى اتغنت فى الفترة دى ونالت وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وافتتحت التليفزيون بأغنية (أنساك) وكانت أول مطربة تغني فى التليفزيون، زى ما قلت لكم إنها كانت أول مطربة تغنى فى الأذاعة قبلها بـ26 سنة، بعد نكسة يونيو كان المصريين شبه مدمرين نفسيا وخبر هزيمة الجيش المصرى لم يكن سهلا أبدا على أم كلثوم، ودا اللى خلاها تسارع بإنها تعمل أكبر عدد من الحفلات وتتبرع بأرباحها للجيش والحفلات لم تقتصر على القاهرة بس لأ غنت فى كل المحافظات وحققت مبالغ كبيرة ساعدت بها الجيش فى هذا الوقت، و عشان تشجع معنويات الجيش والشعب كثفت أغانيها الوطنية".

القبلة التي تسببت في وقوع أم كلثوم
وكشفت مريم: "سنة 1967 كانت بتغنى أم كلثوم على مسرح الأولمبيا لأول مرة فى حياتها ودى كانت المرة الوحيدة اللى غنت فيها في فرنسا وحصلت لها واقعة غريبة جدا، شخص من الجمهور أصر إنه يقبل قدمها و هى على المسرح ومن شدة الصدمة وقعت على ضهرها، لما كانت بتغنى فى روسيا وصلها خبر وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، فأصرت إنها تلغى الحفلة وترجع مصر وغنت أغنية رسالة إلى الزعيم عشان ترثيه بيها، والناس كلها قدرتها فى الموقف دا لأنها أثبتت به إنها مخلصة جدا لكل حد وقف جنبها فى حياتها".

وعكة صحية
وشددت مريم: "وهى بتعمل بروفة أغنيتها الجديدة أوقاتى بتحلو، حصلت لها وعكة صحية واتضح إن جالها مرض التهاب الكلى فاضطرت إنها ماتغنيش الأغنية وتسافر تتعالج في لندن، الأغنية دى اللى غنتها بعد كدة وردة، ولما حست أم كلثوم إن المرض اشتد عليها قررت إنها ترجع بيتها فى مصر ورفضت إنها حتى تدخل مستشفى هنا وقالت (أنا لو روحت المستشفى هموت هناك) و فعلا اتوفت بعد ما رجعت بأيام قليلة في فبراير 1975 عن عمر يناهز 76 سنة وكانت جنازتها واحدة من أكبر الجنازات اللي شهدها العالم كله ومشي فى جنازتها حوالى 4 مليون شخص، خبر وفاتها أذيع فى أغلب إذاعات العالم وانهالت برقيات التعازي من كل البلدان العربية لمواساة الشعب المصرى في فقدان كوكب الشرق، وصحيفة الأورو الفرنسية نزلت صورتها فى الصفحة الأولى للجريدة تحت عنوان (مصر تفقد هرمها الرابع)".