حجر دافئ.. أبرز الأعمال الروائية لـ"رضوى عاشور"

تقارير وحوارات



"الصغار الذين يواجهون الدبابة في فلسطين، يفعلون عملاً جنونياً، يختارون لحظة مطلقة من المعنى، والقدرة، حرية مركزة و بعدها الموت، يشترون لحظة واحدة بكل حياتهم، هذا جنون، و لكنه جنون جميل لأن اللحظة أثمن من حياة ممتدة في وحل العجز و المهانة".. هكذا وصفت الكاتبة رضوى عاشور أطفال فلسطين في روايتها "قطعة من أوروبا.

 

التي تبدأ أحداثها من القرن التاسع عشر وتستمر حتى مطالع القرن الحادي والعشرين، تبحث رضوى عاشور إبداعياًعن سؤال النهضة المجهضة، عن الأسباب التي جعلت الحلم ينقلب إلى كابوس‏، وأمل التقدم يتحول إلى هزائم لا نهاية لها‏، مدركة أنه لا سبيل إلى فهم ما حدث إلا بالعودة إلى لحظة البداية التي زرعت الدودة في أصل الشجرة‏، وتتتبع لحظات الانكسارات بالقفز بين التواريخ وقصاصات الجرائد والكتب‏، سعياً لاكتشاف العلاقات التي تصل ما لا يتصل عادة في وعينا التاريخي السائد‏.‏

 

وتزامنَا مع ذكرى ميلاد الراحلة  والناقدة التي عاشت تغدق على من حولها حبًا ومعرفة ووعيًا وإبداعًا، ولا تكتب إلا ما كدت وتعبت في قراءته وبحثه، نستعرض أبرز روايات أيقونة المقاومة رضوى عاشور،فيما يلي.

 

ثلاثية غرناطة

لن تجد بين شخوص روايات الكاتبة رضوى عاشور نموذج "مكسورة الجناح" و"قليلة الحيلة"؛ فنساؤها يتميزن بالقوة ويقلبن موازين الأحداث، كما في روايتها الشهيرة"ثلاثية غرناطة" تبرز شخصية مريمة، التي يوجد قسم خاص لها، معنون باسمها، إذ إن "الثلاثية"، مقسمة إلى أجزاء: غرناطة، ومريمة، والرحيل، وعلى الرغم من أن مريمة حاضرة من القسم الأول، إلا أنها تكون عماد الحكاية في الجزء الثاني.



الطنطورية

تتحدث رواية الطنطورية عن الواقع العربي والمعاناه الفلسطينية والقضية الفلسطينية وتتحدث الرواية عن تاريخ الواقعه الفلسطينية وحقيقه وتاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.

 

الرواية تدور أحداثها في قرية بسيطة توجد في جنوب فلسطين وهي قرية الطنطور والتي تعرضت الي المذبحة علي يد العدوان الصهيوني خلال فتره حرب 48.

 

بطلة الرواية هي امرأه عجوز تتبع الكاتبة قصه حياتها منذ طفولتها وحتي كبرها في السن وكافه الأزمات التي مرت بها وتتناول تاريخ فلسطين كله على لسان أهل فلسطين.



أطياف

في هذه الرواية تقدم الكاتبة سيرتها الذاتية، متداخلة مع قصة لأستاذة جامعية تدعى "شجر"، في بداية الرواية لا يكتشف القارئ العلاقة بين "عاشور" و"شجر"، ولكن بمرور الوقت، يظهر أن الكاتبة صنعت "شجر" من وحي خيالها؛ لتجعلها تعيش الأحداث التي لم تعشها، وتقوم بالأعمال التي لم تقم بها.

 

فتؤدي أحداث الرواية بالشخصية الأساسية "شجر" إلى دخول المعتقل؛ لتمر بالتجربة التي لم تمر بها الكاتبة بالواقع، ولكنها أرادت أن تعيش وتروي التجربة التي مر بها معظم صديقاتها.



أثقل من رضوى

هو آخر ما صدر للأكاديمية والروائية المصرية، والغلاف الذي زُين بصورة لامرأتين سمينتين، على يد إحداهما طفل أو طفلة، يحتوي، إلى جانب العنوان الرئيس، على عنوان فرعي، أدرج أسفل العنوان الرئيس، وهو: مقاطع من سيرة ذاتية.



خديجة وسوسن

سوسن هي الابنة وخديجة هي الأم، و"عاشور" جعلتهما تشتركان في الرواية التي تجمعهما، ففي الرواية مجموعة من العلاقات التي تجسد عالمين مختلفين متناقضين، فتتحرك خديجة في عالمها الخاص بخطى واثقة، وتعيش "سوسن" في عالمها الذي يتخلق بالأسئلة والهموم، وتلقي الرواية الضوء على علاقة الأم بابنتها، كما تطوي الكثير من ملامح التاريخ الحاضر بانتصاراته وهزائمه.



سراج

تتحدث "عاشور" في هذه الرواية عن جزيرة عربية صغيرة  متخيّلة، وعن أحوالها وشعبها وعبيدها ونسائها، وعن سلطانها والطامعين فيها، فتحكي لنا حكاية حاكم ظالم لم يقبل شعبه الذل والهوان منه، فلم يقبلوا أن يتحكم في مصائر ابنائهم ، وهو الذي أحال حياتهم إلى جحيم، واستنزفهم لآخر نفس، لتأتي رؤية "الولد سعيد" لتكون بمثابة السراج الذي يُضيء لهم الطريق للصواب، فثار على الحاكم شعبه، ولكن يفاجئهم القدر فيحميه المستعمر، ويُحبط كل محاولاتهم .



حجر دافئ

تروي رضوى عاشور تفاصيل المجتمع المصري من خلال أسرة كبيرة من الأبناء والجيران والإخوة، يجمع شملهم جميعا، تحكي أحداث الرواية كفاح كل أفراد الأسرة لصنع مستقبل سواء بالمعارضة داخليًا-وقد تناولت تاريخ الحركة الطلابية في السبعينيات- أو بالهروب أو الغربة لجمع المال. الكل ليسعى والكل يكافح ولكن للمرأة البطولة في هذا العمل، بهمومها وتحدياتها وهي أيضًا الأمل والبشرى في التغيير. وقد قدمت الكاتبة نموذج المرأة السلبي والإيجابي والتي تسعى لتغيير حياة الأخريات للأفضل. ومع تعدد الشخصيات وتوالي الأحداث تأتي التفاصيل البسيطة بين الأشخاص وفي يومهم العادي؛ فتضفي حميمية وودًا يُغنيان وجدان القارئ.