"المسترزقون في ليالي رمضان".. غناء مدفوع الثمن على مقاهي "الحسين" (فيديو وصور)

الفجر الفني




"كان الطرب هوايتهم فأصبح مهنتهم"، فرقة غنائية مكونة من مطرب ما زال محتفظًا بزيه الوقور "البدلة"، لكي يتناسب مع غنائه لكبار مطربي "الزمن الجميل"، وعازفين يصنعان أعذب الألحان، في محاولة للبحث عن الرزق والكسب الحلال لمواجهة ظروف المعيشة القاسية.


يتجولون بين المقاهي في حي "الحسين"، لا يملكون سوى موهبتهم في ليالي رمضان الساهرة، فيستجيب البعض لمحاولتهم في الإقناع ويتجاهلهم آخرون، وعندما تبدأ الفرقة في الغناء، يتفاعل الجميع بالتصفيق والتمايل معها، على أغنيات نجاة وأم كلثوم.


تجمعني صلة قرابة بـ"أحمد شيبة" ولم أطلب مساعدته

"سيد شيبة" الشهير بمطرب "الحسين"، ومعه سعيد الطبال، وعازف آخر على العود، تجمعه صلة قرابة بعيدة بالفنان أحمد شيبة، لكنه لم يطلب مساعدته ليشق طريقه، واتجه مع فرقته إلى الغناء بالمقاهي والحفلات، منذ ما يقرب من 12 عامًا، حتى صاروا معروفين لأغلب الزبائن.


أغلب زبائننا من العرب.. و"المصريين بيفاصلوا معانا"

أغلب زبائن الفرقة من الضيوف العرب بالحسين، وذلك لأنهم يدفعون بسهولة على عكس المصريين، وتتراوح مدة غنائهم للزبائن من 15 دقيقة إلى ساعة كاملة، ويتقاضون أجرهم بناءً على اتفاق مسبق مع الزبون، وقد يصل المبلغ الذي يحصلون عليه إلى 800 جنيه أو أكثر.


"القهوة بتاخد نسبة من أجرنا.. والشرطة بتغلس علينا"

"بطش الشرطة" أكثر مشاكلهم، ويصل الأمر لأخذهم بالقوة من المقهى أمام الزبائن أحيانًا، بسبب ارتفاع صوت الغناء والعزف، فيلجأون لدفع "الإكراميات"، ليسمح لهم بالغناء على المقاهي، التي تستفيد منهم بالحصول على 20% من أجرهم، والمشروبات التي يطلبها الزبون للفرقة.


شهر رمضان موسمنا.. و"مفيش شغل في الشتاء"

يعتبر شهر رمضان هو موسمهم الحقيقي، حيث يغنون لرواد المقاهي الشهيرة بالحسين، ويشمل ذلك فصل الصيف كله الذي يختص بإقامة المناسبات والحفلات، على عكس فصل الشتاء الذي يخلو من العمل، بسبب سوء أحوال الطقس والأمطار التي تمنع الناس من الخروج.


"عرفنا المهنة من الشبح.. وهكذا نسوق لأنفسنا"

"الشبح" أول شخص عرف الطريق إلى الغناء بمقاهي الحسين، ثم تكونت الفرق بجلب عازفي العود والطبلة، فأصبحوا معروفين لدى الزبائن، الذين يطلبون بعضهم في شغل خارجي، وهي طريقة التسويق المتاحة لهم، للهرب من تعسر سوق الإنتاج في مصر.